بعد أيام من اندلاع مواجهات بين أبناء العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من واشنطن في محافظة دير الزور، دعت الولايات المتحدة إلى إنهاء الاقتتال الذي خلف عشرات القتلى من الطرفين.
ونُشر الجمعة على حساب السفارة الأميركية في سوريا على منصة "إكس" أن الولايات المتحدة "تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة" في دير الزور في سوريا، مع دعوة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد.
وأضافت: "نجدد تأكيدنا على تخفيف معاناة الشعب السوري، بما يضمن الهزيمة النهائية لتنظيم داعش من خلال التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية".
وذكرت القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" في بيان أمس الخميس بأن "القيادة المركزية تواصل مراقبة الأحداث عن كثب في شمال شرق سوريا (..) وتؤكد على التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة دائمة لداعش".
اشتباكات بين "قسد" وأبناء العشائر
وتدور اشتباكات منذ يوم الأحد الفائت في قسم محافظة دير الزور الخاضع لـ "قسد"، على خلفية توقيف هذه الأخيرة قائد فصيل "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل، المعروف بـ "أبو خولة"، في مدينة الحسكة والتابع إداريًا وعسكريًا هذا الفصيل لـ "قسد".
وأثار هذا التوقيف توتّرًا تطوّر لاحقًا إلى اقتتال في مناطق قريبة من حقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور الشرقي، حيث توجد قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
ويضمّ مجلس دير الزور العسكري، الذي شكلته "قسد" عام 2017 مقاتلين محليّين ويتولّى أمن المناطق في دير الزور التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد دحر تنظيم "الدولة" من المحافظة عام 2019.
وتتألف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة من فصائل كردية وعربية على رأسها "وحدات حماية الشعب الكردية"، وتتمركز على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.
وتتولّى الإدارة الذاتية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل جناحها العسكري إدارة مناطق سيطرتها، خصوصًا ذات الغالبية العربية عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية.
إلا أن سكان المناطق العربية يعانون من سوء الخدمات وإدارة موارد النفط والغاز من قبل "قسد".
مطالبة بإدارة مدنية
وعقب هذه الاشتباكات طالب شيوخ عشائر عربية من قرى وبلدت تسيطر عليها "قسد" الولايات المتحدة بمنحهم "إدارة مدنية" لشؤونهم بعيدًا عن قوات سوريا الديمقراطية.
ونشر عدد من شيوخ العشائر العربية هناك بيانات منفصلة دعموا فيها الحراك ضد "قسد".
إذ دعا شيخ عشيرة العكيدات وهي أكبر القبائل العربية بسوريا، إبراهيم خليل الهفل، في تسجيل صوتي يوم أمس الخميس، إلى توحيد الصف والكلمة في مواجهة "قسد"، مؤكدًا على أن "الحراك عشائري بشكل مطلق وليس كما تدعي قسد أنه تحرك لخلايا إرهابية".
ووجه الهفل رسالة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة طالب فيها بتشكيل مجلس قيادة عسكري من أعيان عشائر دير الزور، على أن يكون الاتصال مباشرًا مع التحالف الدولي "لضبط الأمن والأمان وتأمين الخدمات في المنطقة".
ولم يصدر أيّ تعليق من قوات سوريا الديمقراطية حول ملابسات توقيف الخبيل، لكنّها أعلنت شنّ "عملية لتعزيز الأمن" في مناطق سيطرتها في دير الزور ضدّ تنظيم الدولة و"عناصر إجرامية... متورطة في الاتجار بالمخدرات ومستفيدة من أعمال تهريب الأسلحة"، حسب قولها.
وخلال السنوات الثلاثة الأخيرة شهدت مناطق دير الزور احتجاجات متكررة ضد سوء إدارة "قسد" للمنطقة وإهمال الخدمات وتنفيذ اعتقالات بحق الشباب الرافضين لوجودها.
يشار إلى أن ما تشهده دير الزور جاء بالتزامن مع احتجاجات متواصلة منذ 13 يومًا في محافظة السويداء جنوب سوريا ذات الغالبية الدرزية تطالب بإسقاط النظام السوري وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الممهد للحل السياسي بسوريا.