يتزايد أعداد "منكري نتائج الانتخابات" في الولايات المتحدة، ما يثير مخاوف من تأثير ذلك على انتخابات التجديد النصفي، والانتخابات الرئاسية المقبلة.
فإلى جانب القضايا التي تشكّل تحديات في برامج المرشّحين، والانقسام الحزبي والاستقطاب، يدخل على معادلة الاستحقاق الانتخابي في الولايات المتحدة ما بات يُعرف بـ"منكري الانتخابات".
وبناء على دراسة حالة 291 مرشّحًا جمهوريًا، صنّفتهم صحيفة "واشنطن بوست" على أنهم "منكرو الانتخابات"، توقّعت مجلة "نيوزويك" فوز 189 مرشّحًا منهم.
ويضمّ "منكرو الانتخابات" مرشّحين من مستويات مختلفة، ونوابا، وشيوخا، وحكّام ولايات، ومدّعين عامّين، وغيرهم من ذوي المناصب المهمّة.
وأشار جوزيف ويستفال، دبلوماسي أميركي سابق، في حديث إلى "العربي"، إلى أن العديد من المرشّحين سيسبّبون مشاكل للإدارة الحالية خلال العامين المقبلين، مضيفًا أن أجندة الرئيس بايدن "غير واضحة" حاليًا، ولكن قضايا مثل الميزانية والتجارة ستُعطّل.
وحلّلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تصريحات أكثر من 550 مرشّحًا جمهوريًا خاضوا الانتخابات التمهيدية، ووجدت أن أكثر من 370 مرشحًا شكّكوا، وفي بعض الأحيان، أنكروا، نتائج انتخابات الرئاسة الماضية، رغم عدم امتلاكهم أدلة على وجود تزوير.
وبالتالي، فإن التحدي الذي يُواجه الانتخابات المقبلة، هو تزايد هذه الشريحة بين الجمهوريين، والغموض بشأن ردّة فعلهم في حال خسارة بعضهم.
واعتبر كوري كراولي، المحلّل الاستراتيجي الجمهوري، في حديث إلى "العربي"، أنه يجب انتظار ما إذا كان المرشّحون سيقبلون النتيجة في حال خسروا مقاعد في الكونغرس أو غيرها من المناصب.
وأضاف: "حينها سنعرف ما إذا كانت إشاعات تزوير الانتخابات اخترقت القاعدة الشعبية للناخبين، أم أنها فقط بين الرئيس السابق دونالد ترمب والمقربين منه".
ولا تقتصر المخاوف على مرحلة ما بعد انتخابات التجديد النصفي، بل تتعدّاها إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويُلقي فوز "منكري الانتخابات" في العديد من الولايات والكثير من المناصب التي لديها دور في تحديد الفائز بالهيئة الانتخابية في انتخابات 2024، بظلاله على العملية الانتخابية برمّتها.
وبذلك، تدخل الولايات المتحدة مرحلة جديدة في انتخاباتها، لا تنتظر فيها النتائج فحسب، بل ردّ المرشّحين على هذه النتائج. وبناء عليه، يقول متابعون إن الأميركيين يخسرون قاعدة مهمة في الحكم، وهي أن نتائج الانتخابات هي تعبير عن إرادة الناخبين.