احتفلت العاصمة الإيطالية روما أمس الجمعة، بعودة المياه إلى حمامات كاراكالا القديمة بعد أكثر من ألف عام، فأقامت عرض باليه على منصة فوق حوض مائي أنشئ حديثًا في الموقع الأثري الشهير.
وحمامات كاراكالا تعد من أكبر المنتجعات العلاجية بالمياه الساخنة التي تم تشييدها على الإطلاق، وكان قد بدأ أعمال إنشائها الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس في عام 212، وأكملها خليفته كاراكالا بعد أربع سنوات. وصار هذا الموقع الأثري وجهة سياحية شهيرة تقام بها أيضًا حفلات موسيقية ومسرحية.
مشروع التحديث
وكشفت السلطات المحلية هذا الشهر عن مشروع لإعادة إدخال المياه إلى الموقع، وذلك من خلال تركيب حوض شاسع لكنه ضحل؛ يعكس صورة الجدران الشاهقة لمباني الحمامات القديمة.
والحوض الذي أُطلق عليه اسم لو سبيكيو، وهي كلمة إيطالية تعني المرآة، عبارة عن هيكل مستطيل يبلغ طوله 42 مترًا وعرضه 32 مترًا وعمقه 10 سنتيمترات، وهو من تصميم المهندسين المعماريين آنيس بير، وباولو بورنيلو. ومن المفترض أن يعكس الحوض ما يسمى ناتاتسيو، وهو الأكبر من بين عدد من الأحواض الرومانية القديمة.
وقالت ميريلا سيرلورينتسي مديرة الموقع: "المياه، العنصر الذي كان غائبًا منذ ما يربو على ألف عام، تعود قطعًا لكن بشكل يحترم (أهمية الموقع) الأثري".
والحوض يعتبر جزءًا من مشروع أوسع تنفذه السلطات الثقافية في روما، لتحديث المواقع القديمة في المدينة.
وقالت وسائل إعلام محلية: إن المرآة المائية لا تعد مجرد تحفة جمالية، بل تهدف إلى أن تكون رمزًا لإعادة الاتصال بالعالم القديم أيضًا.
ونظمت شركة أتيرباليتو عرض الباليه الافتتاحي أمس، وهو من تصميم الفنانين إيراتشه أنسا، وإيجور باكوفيتش، وهو الأول في سلسلة عروض راقصة ومسرحية وموسيقية كلاسيكية تستضيفها حمامات كاراكالا خلال فصلي الربيع والصيف.