كشف الأسقف الآشوري الذي تعرض لعملية طعن في كنيسته بسيدني في وقت سابق من هذا الشهر، أنه فقد البصر في عينه اليمنى بعد الهجوم.
وتحدث الأسقف مار ماري عمانوئيل عن الهجوم الذي تعرض له، بعدما عاد من جديد للاحتفال بالمراسم الدينية في كنيسة المسيح الراعي الصالح الآشورية في أستراليا أمس الأحد، عقب انتهاء فترة تعافيه.
فبعد أسبوعين تقريبًا من تعرضه للطعن على يد شاب يبلغ من العمر 16 عامًا، ألقى الأسقف المسيحي البالغ من العمر 53 عامًا عظة أمام الحاضرين وهو يرتدي رقعة عين، مخاطبًا إياهم باللغات الإنكليزية والعربية والآشورية.
وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل قد تعرّض للطعن في الرأس والصدر، في هجوم نفذه فتى يبلغ من العمر 16 عامًا، في كنيسة المسيح الراعي الصالح الآشورية.
فقد عينه اليمنى
وفي عظته باللغة العربية، كشف الأسقف من أصول عراقية أنه فقد البصر في عينه اليمنى التي أصيبت خلال الهجوم، واعتبرها" تضحية"، مشددًا على محبته للمسلمين.
وقال الأسقف: "العراق هو نور عيني، وأقول في هذا الحادث الذي حصل قبل أسبوعين، هذه العين فُقدت".
وتابع: "ولتكن هذه العين كما نقولها في اللهجة الدارجة العراقية، حبيبي أنت، هاي العين تروحلك فدوة.. أحب المسلم قبل أن أحب المسيحي، ولا أفرّق ولن أفرّق".
كما ردد عمانوئيل تعليقات مؤكدًا من خلالها أنه سامح الجاني مضيفًا: "سأصلي من أجلك دائمًا، ولن أتمنى لك سوى الأفضل".
الحق في حرية التعبير
كذلك تناول الأسقف خلال عظته موضوع حرية التعبير في أعقاب المعركة القانونية بين الحكومة الأسترالية ومنصة "إكس"، بشأن مطالبة السلطات بإزالة فيديو البث المباشر لخطبته، والذي وثق وقوع الهجوم.
وقال الأسقف مار ماري عمانوئيل: "أقول لعزيزتنا الحكومة الأسترالية ورئيس وزرائنا المحبوب السيد ألبانيز المحترم.. لكل إنسان الحق في حرية التعبير وحرية الدين، كل إنسان".
وتابع: "يمكن لغير المسيحي أن ينتقد إيماني، ويمكن أن يهاجم إيماني. سأقول شيئًا واحدًا. غفر الله لك وبارك الله فيك.. هذه طريقة حضارية وفكرية للتعامل مع مثل هذه الأحداث عندما تحدث".
طعن مار ماري
يذكر أنه منذ حوالي أسبوعين، كان الأسقف يلقي عظة على مرأى من المصلّين داخل الكنيسة والمتابعين عبر الإنترنت، قبل أن ينقض مهاجم بسكّينه على الأسقف، في عملية أثارت حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني والنشطاء.
وصنّفت الشرطة الأسترالية هذا الهجوم "عملًا إرهابيًا"، وتم تشكيل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفدرالية والإقليمية والاستخبارات، وفتح تحقيق في المسألة.
ويلقى مار ماري الذي يلقي عظاته بالعربية والإنكليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، واكتسب شهرة كبيرة بين أتباع الدين المسيحي من مختلف الطوائف.