من كل حدب وصوب، تتهاطل الأزمات فوق رؤوس السودانيين لتعمق الأوبئة من جراحهم التي خلفتها الحرب في ظل شلل يطاول معظم مرافق البلاد الطبية.
في هذا السياق، تفتك الملاريا بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تبلغ الحصيلة الحالية 13 ألف مصاب، فيما لا أدوية متاحة لمكافحة المرض، زد عليها انعدام أدوية الطوارئ وقلة الدعم لمواجهة الأوبئة، كلها عوامل تزيد المشهد ضبابية.
وتعيش ولاية القضارف شرقي البلاد هي الأخرى واقعًا أسوأ، إذ بات التقصي عن أعداد المصابين بحمى الضنك أمرًا صعبًا، وفقًا لنقابة الأطباء.
وتفيد الأنباء القادمة من هناك بأن غالبية مستشفيات الولاية تكتظ بالمرضى، ناهيك عن استفحال الحمى في معظم المنازل، ليبلغ عدد المصابين فيها أضعاف أمثالهم في المشافي والمراكز الصحية.
وليس الحال في مخيمات النازحين في دارفور أفضل، فالمنسقة العامة للنازحين واللاجئين قالت إن الوضع الصحي والإنساني بات كارثيًا، لتطالب بضرورة تفعيل آليات الحماية، وتشدد على الحاجة الملحة للغذاء والدواء والكساء.
على ضوء هذه الأزمات، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين السودانيين بسبب القتال المستمر منذ أشهر بات الأكبر على صعيد العالم، لترفع الصوت تجاه السلطات السودانية لفك القيود المفروضة على العاملين في المجال الإنساني للحد من انعكاسات الأزمة الإنسانية، في وقت لم تبلغ نسبة الاستجابة لنداءات المنظمة الدولية لمواجهة الأوضاع بالسودان سوى 26% من مجمل أكثر من ملياري دولار.
ومنذ اندلاع المعارك في أبريل/ نيسان والتي تركزت في العاصمة السودانية وإقليم دارفور غرب البلاد، قُتل نحو 7500 شخص بينهم 435 طفلًا على الأقل حسب بيانات رسمية، في حصيلة يرجّح أن تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع.
كما اضطر نحو خمسة ملايين إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار، خصوصًا مصر وتشاد، إضافة إلى خروج 80% من مرافق القطاع الصحي في البلاد من الخدمة.