الجمعة 29 مارس / مارس 2024

احتفظ بزعامة حزبه.. المستشار النمساوي يتنحى على وقع تهم بالفساد

احتفظ بزعامة حزبه.. المستشار النمساوي يتنحى على وقع تهم بالفساد

Changed

كورتس يترك منصبه في خضم اتهامات بالفساد (غيتي)
كورتس يترك منصبه في خضم اتهامات بالفساد (غيتي)
سيسمي سيباستيان كورتس وزير الخارجية ألكسندر شالنبرغ مستشارًا جديدًا، فيما سيبقى هو زعيمًا لـ"حزب الشعب" ونائبًا في البرلمان.

قرر المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، اليوم السبت، التنحي في أعقاب ضغوط تعرّض لها بعد وضعه قيد التحقيق للاشتباه في ارتكابه جرائم فساد، لكنه يعتزم الاستمرار زعيمًا لحزبه المحافظ.

وقال كورتس في بيان متلفز: إنّه يريد "ترك مساحة لمنع الفوضى"، مضيفًا: أن السماح بـ"انزلاق النمسا في الفوضى أو وصولها إلى طريق مسدود على مدى شهور سيكون تصرفًا غير مسؤول".

وأشار إلى أنه سيسمّي وزير الخارجية ألكسندر شالنبرغ مستشارًا جديدًا، فيما سيبقى هو زعيمًا لـ"حزب الشعب" ونائبًا في البرلمان.

معارضة واسعة

وكان كورتس قد تحدث عن استعداده للاستمرار في الحكم مع شريكه في الائتلاف حزب الخضر، لكن الحزب اليساري قال: إنّ التحقيق يجعل كورتس "غير لائق" للعمل مستشارًا، ودعا حزبه إلى تسمية خليفة له.

وبدأ حزب الخضر محادثات يوم الجمعة مع الأحزاب المعارضة الثلاثة في النمسا، والتي طالبت جميعها باستقالة كورتس.

كما تظاهر الآلاف أمام مقر "حزب الشعب" في وسط فيينا في وقت متأخر الخميس، داعين إلى استقالة كورتس ولوّحوا بلافتات كتب عليها "ضد الفساد" و"عار عليك".

ومن خلال تقديم استقالته، لن يضطّر كورتس لمواجهة إجراء في البرلمان لسحب الثقة، إذ كان من الواضح أنه سيكون الخاسر فيه بعدما انقلب عليه "الخضر"، الشريك الأصغر في ائتلافه.

ودهم مدعون يوم الأربعاء عدة مواقع على صلة بـ"حزب الشعب"، وأعلنوا فتح تحقيق بشأن كورتس وتسعة أشخاص آخرين، إثر اتهامات له باستخدام أموال عامة في اتفاق ينطوي على فساد هدفه ضمان تغطية إعلامية إيجابية.

"بشر بعواطف وزلّات"

ونفى المستشار النمساوي في بيانه المتلفز اليوم السبت أن يكون قد ارتكب أي مخالفة، مشددًا على أن التهم الموجهة إليه "زائفة".

وقال بهدوء: "سأتمكن من توضيح الأمر، أنا متأكد من ذلك"، مشيرًا إلى أن بعض الرسائل النصية التي تسببت له بالمشكلة كتبت "في لحظة انفعال"، مضيفًا: "أنا بشر ولدي عواطف وزلّات".

وعام 2019، انهار ائتلافه مع "حزب الحرية" اليميني المتشدد بعدما عصفت فضيحة فساد بحليفه، لكن "حزب الشعب" حل في الطليعة في انتخابات جديدة جرت لاحقًا.

فضائح فساد

أما في الفضيحة الأخيرة، فتقوم التهمة الأساسية على أنه تم استخدام مخصصات لوزارة المالية بين عامي 2016 و2018 لتمويل "استطلاعات للرأي تم التلاعب بها جزئيًا لخدمة مصالح حزب سياسي"، بحسب المدعين.

ويرتبط ذلك بالفترة التي تولى فيها كورتس (الذي كان وزيرًا في الحكومة) زعامة "حزب الشعب" ولاحقًا مستشارية البلد العضو في الاتحاد الأوروبي في إطار ائتلاف مع "حزب الحرية".

ويشير المدعون إلى أن الدفعات تمّت إلى شركة إعلامية لم يتم الإفصاح عن اسمها، لكن يعتقد على نطاق واسع بأنها صحيفة "أوستررايخ" الصفراء، مقابل نشرها تلك الاستطلاعات.

وتولى ائتلاف "حزب الشعب" و"الخضر" السلطة في يناير/ كانون الثاني 2020، وسبق أن تعرّض لضغوط مرّات عدة إثر تداعيات فضائح فساد وخلافات بشأن قضايا من بينها سياسة اللجوء.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close