الأربعاء 10 أبريل / أبريل 2024

بين بروكسل وفيينا.. أي طريق تسلكه المفاوضات النووية الإيرانية؟

بين بروكسل وفيينا.. أي طريق تسلكه المفاوضات النووية الإيرانية؟

Changed

طهران تؤكد أن "لا شروط" لديها لاستئناف المفاوضات النووية (غيتي)
طهران تؤكد أن "لا شروط" لديها لاستئناف المفاوضات النووية (غيتي)
قال بوريل بعد اجتماعه الإثنين مع وزراء شؤون الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: "لن يكون هناك لقاء الخميس. إذا تم تحديد موعد اجتماع، فسيتم إبلاغي بذلك".

أكد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عدم وجود مفاوضات مقررة في بروكسل مع طهران بشأن الاتفاق النووي.

وجاءت تصريحات المسؤول الأوروبي بينما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران ستجري مباحثات مع الاتحاد الأوروبي لمناقشة جولات المحادثات النووية الست التي عقدت في فيينا.

"الوقت ينفد أمام الإيرانيين"

وفي هذا السياق قال بوريل بعد اجتماعه أمس الإثنين مع وزراء شؤون الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: "لن يكون هناك لقاء الخميس. إذا تم تحديد موعد اجتماع، فسيتم إبلاغي بذلك".

وأضاف: "قلت للإيرانيين إن الوقت ينفد وهذا ضدهم".

وأردف أن "الإيرانيين أبلغوا (المفاوض الأوروبي) إنريكي مورا برغبتهم في إجراء محادثات أولية معي، لكن هذه الرغبة لم تحدد ولا يوجد شيء ملموس".

ويأتي توضيح بوريل بعد إعلان وزارة الخارجية الإيرانية أن المفاوض الإيراني في الملف النووي علي باقري سيتوجه الخميس إلى بروكسل لبحث "مواضيع لم يتم حلها" بعد لقاءات المفاوض الأوروبي في طهران الأسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة: "أخبرنا مورا أهم النقاط لدينا حول الصعوبات والتحديات التي واجهت جولات المحادثات النووية في فيينا حتى الآن وهو سيقوم بنقلها إلى المعنيين بالاتحاد الأوروبي".

مباحثات ثنائية مع الجانب الأوروبي

وأشار المتحدث الإيراني إلى أنه "تم الاتفاق بينهما على إجراء مباحثات ثنائية فقط مع الجانب الأوروبي في بروكسل".

ويحض الاتحاد الأوروبي الإيرانيين على استئناف المفاوضات التي بدأت في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، وعلقت في يونيو/ حزيران منذ انتخاب رئيس جديد في إيران.

وبينما تنتظر أوروبا والولايات المتحدة استئناف مفاوضات فيينا، يراوح الملف النووي بين بروكسل وفيينا.

وتؤكد طهران أن "لا شروط" لديها لاستئناف المفاوضات النووية وتريد التزام الأطراف بتعهداتها وبدء المحادثات من حيث انتهت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وتبحث أيضًا عن "حسن نوايا" واشنطن عبر رفع العقوبات وتحرير الأموال المجمدة.

ووسط هذا كله، يتابع البرنامج النووي الإيراني تقدمه حيث يتواصل التخصيب بنسبة 60% ويزداد مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى أكثر من 120 كيلوغرامًا، فيما لا يزال العمل بالبروتوكول الإضافي معلقًا في إيران.

وفي هذا السياق، يرى الباحث السياسي هادي محمد، في حديث إلى "العربي"، أن إيران تريد من أميركا رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد وعن العديد من الشخصيات السياسية.

ويعتبر أن المطالبات الإيرانية تأتي في وقت تقول فيه واشنطن إن تلك العقوبات غير مرتبطة بالاتفاق النووي، وأنها مسألة لم يتم حلها خلال الجولات الست في فيينا.

وترفض طهران ربط اقتصادها بالملف النووي حيث تفعّل دبلوماسيتها الاقتصادية على أمل تحسين الأوضاع المعيشية للإيرانيين، وتقول: إنّها امتصت "صدمة" خروج واشنطن من الاتفاق النووي، فيما تجدد الأطراف الأخرى "قلقها" من نفاد وقت التفاوض.

"الوقت ليس في صالح واشنطن"

من جانبه، يعتقد رئيس تحرير جريدة الوفاق مختار حداد أن "الوقت ليس في صالح الولايات المتحدة بمسألة المفاوضات النووية"، مستغربًا حديث منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن قضية استئناف المفاوضات.

ويرى في حديث إلى "العربي" من طهران، أن المشكلة مع الأوروبيين الذين لا ينفذون تعهداتهم بالاتفاق النووي، ويلفت إلى أن التصريحات الأوروبية تأتي في ظل "جولة مهمة" من المحادثات بين إيران والاتحاد الأوروبي وليس الدول الأعضاء في الاتفاق النووي.

ويقول: إنّ تلك المحادثات تهدف إلى التوصل لآلية تسمح بالوصول إلى اتفاق في مفاوضات فيينا حتى لا تدخل في "طريق مسدود".

ويبيّن حداد أن الاتحاد الأوروبي "يلعب دور الوسيط بين إيران والقوى الكبرى" لتقريب وجهات النظر، خصوصًا بعد إرساله المبعوث الأوروبي إلى طهران من أجل تسهيل هذه المفاوضات.

"مرونة إيرانية"

ويعتبر أن مسألة ربط العقوبات المفروضة على إيران بالملف النووي "هي رسالة إيرانية للداخل"، ويرى أن طهران أبدت مرونة في مسألة استئناف المفاوضات المتوقفة منذ يونيو/ حزيران وأن "الكرة في ملعب الولايات المتحدة".

ويقول: إنّ طهران تريد مواجهة الأحادية في العالم من قبل الولايات المتحدة من خلال علاقاتها الاقتصادية مع الصين وروسيا وغيرها وعضويتها أخيرًا في منظمة شنغهاي.

ويضيف أن تلك التحركات الإيرانية تهدف إلى "مواجهة الغطرسة الأميركية".

ويذكّر بتعهدات الرئيس الأميركي جو بايدن منذ وصوله إلى الرئاسة في يناير/ كانون الثاني الماضي، معتبرًا أنه "لم ينفذ تعهداته" بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وأنه ما زال يستخدم "ورقة العقوبات".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close