الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

علاقات تزداد تدهورًا .. قرارات تصعيدية روسية ضد حلف الناتو

علاقات تزداد تدهورًا .. قرارات تصعيدية روسية ضد حلف الناتو

Changed

موسكو ترد على طرد الناتو لثمانية دبلوماسيين روس بعد اتهامهم بالتجسس (غيتي-أرشيف)
موسكو ترد على طرد الناتو لثمانية دبلوماسيين روس بعد اتهامهم بالتجسس (غيتي - أرشيف)
يبدي حلف شمال الأطلسي عزمه على تعزيز أمن أعضائه القريبين من حدود روسيا وإبرام اتفاقيات عسكرية معهم، ويستفز هذا الأمر موسكو التي لديها أوراق ضغط متعددة.

عاد التوتر من جديد بين موسكو وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بعد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تعليق عمل البعثة الروسية لدى الحلف الذي تتزعمه الولايات المتحدة مطلع الشهر المقبل.

وأعلن الوزير الروسي كذلك عن إغلاق مكتب الارتباط التابع للحلف في موسكو، وذلك ردًا على طرد الحلف لثمانية دبلوماسيين روس بعد اتهامهم بالتجسس.

تعليق عمل البعثة الروسية

وقال لافروف في مؤتمر صحافي: إن بلاده ستعلق إلى أجل غير مسمى عمل بعثتها في بروكسل لدى "الناتو"، وكذلك مكتب الارتباط القائم في السفارة البلجيكية في موسكو.

من جهته، قال المتحدث باسم "الناتو": إن الحلف على علم بتصريحات الوزير الروسي إلا أنه لم يتلق أي اتصال رسمي من موسكو بشأن تعليق عمل بعثتها في بروكسل.

وبين الفعل الغربي ورد الفعل الروسي، تزداد العلاقات بين الطرفين تدهورًا، حيث يبدي حلف شمال الأطلسي عزمه على تعزيز أمن أعضائه القريبين من حدود روسيا وإبرام اتفاقيات عسكرية معهم، ويستفز هذا الأمر موسكو التي لديها أوراق ضغط متعددة آخرها مناورات عسكرية مشتركة مع الصين في بحر اليابان.

توترات سابقة

وفي هذا الإطار، يرى الخبير في الشؤون الأوروبية محمد رجائي بركات، في حديث إلى "العربي" من بروكسل، أن التصعيد بين الناتو وموسكو "كان متوقعًا" في ظل التوترات المتواصلة بين الطرفين منذ عام 2014 بعد دخول الجيش الروسي إلى شبه جزيرة القرم.

ويعتبر أن تلك التوترات تواصلت وسط مخاوف روسيا من اقتراب حلف شمال الأطلسي من حدودها، في ظل وجود رغبة لدى جورجيا وأوكرانيا للانضمام إلى الحلف، بالإضافة إلى وجود طلب من بولندا للولايات المتحدة بإقامة قواعد عسكرية داخل أراضيها.

ويشير كذلك إلى التوتر الحاصل بين الطرفين بعد اتهامات لروسيا بالوقوف وراء حادثة تسميم المعارض البارز للرئيس فلاديمير بوتين وعلاجه لاحقًا في ألمانيا قبل حبسه في روسيا، مؤكدًا أن تلك التطورات جعلت هناك صعوبة في استمرار العلاقات بينهما بشكل ودي.

استبعاد النزاع المباشر

ويعتبر أن بعض دول حلف شمال الأطلسي ترغب في بقاء الخلافات مع روسيا "لأنها تريد استمرار حمايتها تحت مظلة حلف شمال الأطلسي، أي المظلة الأميركية"، الأمر الذي يزعج الروس.

ويلفت إلى أن موسكو لا تريد أن يتدخل حلف شمال الأطلسي في شؤونها الداخلية، خصوصًا في قضايا المعارضين الروس. ويشير إلى الحديث عن بدء "حرب باردة" بين الطرفين، إلا أن الأوضاع مختلفة الآن بين روسيا والقوى الغربية في ظل صعود الصين القوية اقتصاديًا وعسكريًا.

ويشير إلى أن إطلاق قمة حلف شمال الأطلسي لاستراتيجية دفاعية عنوانها "مواجهة الخطر الروسي الصيني"، التي تعتبر أن موسكو وبكين تشكلان خطرًا، كما أن التحالف الروسي والصيني يقلق بشكل مباشر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ولا يتوقع الخبير في الشؤون الأوروبية أن يؤدي التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي إلى "نزاع مباشر" رغم التصعيد بينهما.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close