ضجّ العالم المالي في الفترة الأخيرة بخبر "السقوط العظيم" لسام بانكمان-فرايد، أحد مؤسسي شركة FTX، الذي تبخرت ثروته البالغة 16 مليار دولار دفعة واحدة بين ليلة وضحاها.
فقد وصفت بعض المواقع الغربية خسارة الشاب البالغ من العمر 30 عامًا لثروته الهائلة، بأنها إحدى أهم الخسائر في الثروات الشخصية بعصرنا الحالي، إن لم تكن في التاريخ.
جاء ذلك بعدما قدم الأميركي بانكمان-فرايد طلب إعلان إفلاس واستقال من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة FTX، التي تعد ثاني أكبر شركة للعملات المشفرة وأسرعها نموًا في العالم.
وأفاد موقع "بلومبرغ" أن بانكمان-فرايد كان لديه صافي ثروة تقدر بـ26 مليار دولار في ذروتها، لكنه فقد "كل شيء" عقب انهيار بورصة FTX.
وبغض النظر عن الكوارث المالية الفردية التي ألمت بأثرياء مثل مؤسسي شركة "أف تي إكس" شهد المليارديرات في العالم بشكل عام انخفاضًا كبيرًا في صافي ثروتهم هذا العام بسبب التقلبات الكبيرة في سوق الأسهم.
فاعتبارًا من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، خسر مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" حوالي 90 مليار دولار من ثروته، بينما فقد جيف بيزوس مؤسس "أمازون"، وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" أيضًا 58 مليار دولار لكل منهما.
وفي وقت يعد سقوط بانكمان-فرايد أحدث إمبراطورية تنهار، إلا أن هناك بعض الانهيارات المالية الفردية البارزة الأخرى التي سجّلت في عصرنا الحديث، يستعرض هذا التقرير أبرز 5 منها.
1.ماسايوشي سون
الثروة الإجمالية في ذروتها: 78 مليار دولار.
مصدر الثروة: البرمجيات وشبكات المحمول.
في ذروة ثروته، قيل إن ماسايوشي سون، رائد الأعمال والمهندس الياباني، بلغت ثروته 78 مليار دولار، قبل أن يقع ضحية انفجار فقاعة "الدوت كوم" عام 2000.
وفقاعة "الدوت كوم" أو فقاعة تكنولوجيا المعلومات، كانت فقاعة اقتصادية امتدت في الفترة ما بين 1995 و2000، نمت خلالها أسواق البورصة في الدول الصناعية بشكل ملحوظ في الصناعات المتعلقة بالإنترنت.
فبعد انفجار هذه الفقاعة الاقتصادية، خسر سون البالغ من العمر 65 عامًا، أكثر من 59 مليار دولار عندما تهاوت أسهم SoftBank، وفقًا لمجلة "فوربس".
وتذكر بعض المواقع المالية أن هذه الخسارة كانت الأكبر بين عشية وضحاها في الثروات الشخصية، ومع ذلك لا يزال سون مليارديرًا، إذ بحسب "بلومبرغ" يبلغ صافي ثروة رجل الأعمال الياباني 13.3 مليار دولار اعتبارًا من 14 نوفمبر/ تشرين الثاني.
2.ياسوميتسو شيغيتا
الثروة الإجمالية في ذروتها: 42 مليار دولار.
مصدر الثروة: شركة هاتف محمول.
إلى جانب سون، تأثر لاعب قوي آخر بعالم المال بانفجار فقاعة الإنترنت بين عامي 1999 و2000، فقد كان الملياردير الياباني ياسوميتسو شيغيتا يمتلك ثروة بقيمة 42 مليار دولار، بحسب "فوربس".
وكما هو الحال مع سون، عندما انهارت بورصة صناعة التكنولوجيا، انخفض أيضًا جزء كبير من ثروة شيغيتا، مؤسس ورئيس مجلس إدارة "هيكاري تسوشين"، والحاصل على جائزة أصغر ملياردير ياباني عندما كان عمره 34 عامًا.
حينها، خسر الرئيس التنفيذي للشركة المتخصصة في توفير شبكة التوزيع وخطوط الاتصالات ومعدات التشغيل الآلي للمكاتب والأفراد، حوالي 40 مليار دولار في بضعة أشهر فقط.
لكن يبدو أن الملياردير البالغ من العمر 57 عامًا قد تعافى من كبوته، إذ قدّرت "بلومبرغ" صافي ثروته الحالية بحوالي 4.9 مليار دولار.
3. إيك باتيستا
الثروة الإجمالية في ذروتها: 34.5 مليار دولار.
مصدر الثروة: استثمارات النفط والغاز.
في ذروة ثروته، كانت قيمة إيك باتيستا تقدر بنحو 34.5 مليار دولار، حيث كان رجل الأعمال البرازيلي أغنى رجل في بلاده، قبل أن تنهار إمبراطوريته خلال عام واحد فقط.
فقد بدأت رحلة سقوط الملياردير البالغ من العمر اليوم 66 عامًا، عام 2013 حيث بدأت قيمة العديد من أصول النفط والغاز في التقلص، وفجأة وجد باتيستا نفسه مثقلًا بالديون التي تجاوزت بكثير قيمة شركته النفطية OGX.
أما اليوم فلم يعد اسم إيك باتيستا مدرجًا في قائمة "بلومبرغ" لأصحاب المليارات.
4. شون كوين
الثروة الإجمالية في ذروتها: 6 مليارات دولار.
مصدر الثروة: البناء والتأمين والعقارات.
بالعودة إلى عام 2008، كانت ثروة شون كوين أغنى رجل إيرلندي، تبلغ حوالي 6 مليارات دولار، إنما وفي غضون عامين فقط خسر رجل الأعمال كل ما يملكه في أعقاب انهيار سوق العقارات في أيرلندا والركود العظيم آنذاك.
فوفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، لم يخسر كوين البالغ من العمر الآن 75 عامًا كل شيء وحسب، بل وجد نفسه فجأة مدينًا بنحو 3 مليارات دولار.
ومثل باتيستا، لم يعد ضمن قائمة "بلومبيرغ" لأصحاب المليارات في العالم.
5. ألين ستانفورد
الثروة الإجمالية في ذروتها: 2.2 مليار دولار.
مصدر الثروة: العقارات والتأمين.
كان ألين ستانفورد رجل الأعمال المولود في تكساس والمعروف بأسلوب حياته الفخم، من أشهر المليارديرات في الولايات المتحدة قبل أن يخسر ثروته بالكامل بسبب فضيحة احتيال أودت به في نهاية المطاف إلى السجن.
فقد حُكم على ستانفورد وعمره اليوم 72 عامًا، بالسجن 110 سنوات بسبب مخطط "بونزي" ضخم من "الاحتيال المستمر الشامل" بما يقدر بحوالي 8 مليارات دولار.
وانهارت إمبراطورية ستانفورد في عام 2009، عندما وجهت له هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية اتهامات بالاحتيال والتآمر وغسل الأموال، كما أوقفت جميع عمليات شركته بالكامل، وفقًا لشبكة "سي إن بي سي".
أما احتيال "بونزي"، فهو مصطلح يستخدم للتعريف عن عملية احتيال مالي على شكل هرمي يجذب خلاله المحتال ضحاياه من المستثمرين، عن طريق تقديم وعود بتحقيق عائدات ضخمة حيث يعتمد المخطط على استخدام أموال المستثمرين الجدد لدفع مستحقات المستثمرين السابقين.
وسمي هذا النوع من الأعمال الإجرامية المالية باسم "بونزي" تيمنًا بالمحتال الإيطالي - الأميركي تشارلز بونزي، رغم أن كثيرين يرجحون أنه لم يكن أول شخص ينفّذ ذلك النوع من العمليات في التاريخ، بحسب شبكة "سي إن إن".