السبت 18 مايو / مايو 2024

"قصّة" الكابتن ماجد من البدايات إلى الاعتزال.. هل كانت مجرّد "حلم"؟

ظهر مسلسل "الكابتن ماجد" للمرة الأولى في المنازل العربية في تسعينيات القرن الماضي - غيتي
ظهر مسلسل "الكابتن ماجد" للمرة الأولى في المنازل العربية في تسعينيات القرن الماضي - غيتي
"قصّة" الكابتن ماجد من البدايات إلى الاعتزال.. هل كانت مجرّد "حلم"؟
"قصّة" الكابتن ماجد من البدايات إلى الاعتزال.. هل كانت مجرّد "حلم"؟
الجمعة 3 مايو 2024

شارك

لا يُعَدّ "الكابتن ماجد" مجرّد بطل رسوم متحرّكة للكثيرين، كغيره من الأسماء التي لمعت في حقبة معيّنة، إذ إنّ له "معزّة خاصة" لدى جيل كامل تربّى عليه، وتكوّن وعيه وحبّه لكرة القدم من خلاله، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

فـ"الكابتن ماجد"، أو "الكابتن تسوباسا" وهو الاسم الحقيقي لسلسلة الرسوم المتحركة اليابانية التي أطلق مؤلّفها صافرة نهايتها مطلع العام الجاري، لطالما شكّل مصدر إلهام للاعبين استحالوا أساطير في كرة القدم من أمثال زين الدين زيدان، وكيليان مبابي، وليونيل ميسي.

وعلى مرّ العقود الماضية، عرف "الكابتن ماجد" نجاحًا منقطع النظير، وصل إلى العالم العربي، كما شهد جملة اقتباسات في الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو، حتى إنه ألهم تماثيل في الحي الذي ولد فيه مؤلف السلسلة يويتشي تاكاهاشي في طوكيو.

ومع إعلان تاكاهاشي "نهاية الحكاية" بعد 43 عامًا على ظهورها، يفتح اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، في أولى حلقات الموسم الثاني من برنامج "مع الكوير"، صندوق الذكريات، ليكشف كواليس صناعة أحد أشهر مسلسلات الكرتون على الإطلاق.

على مرّ العقود الماضية، عرف "الكابتن ماجد" نجاحًا منقطع النظير، وصل إلى العالم العربي - فيسبوك
على مرّ العقود الماضية، عرف "الكابتن ماجد" نجاحًا منقطع النظير، وصل إلى العالم العربي - فيسبوك

كيف بدأت قصّة "الكابتن ماجد"؟

في تسعينات القرن الماضي، ظهر مسلسل "الكابتن ماجد" للمرة الأولى في المنازل العربية، بمشهد طفل عمره 11 عامًا في غرفته، وكله نشاط وحيوية اسمه ماجد كامل، يحمل بوستر منتخب إيطاليا المتوج بلقب كأس العالم 1982.

في هذا المشهد المحفور في ذاكرة عشّاق "الكابتن ماجد"، ومحبّي كرة القدم بصورة عامة، يطرح معلّق رياضي السؤال: "متى سنحقق الأمل ونفوز نحن بهذه الكأس؟"، ليجيب الكابتن ماجد: "أنا ذاهب من أجل ذلك".

بهذه الجملة المعبّرة، بدأت قصّة "الكابتن ماجد" التي ستشهد على تنافس بعض الأطفال بكل قوة ومهارة وروح رياضية من أجل النهوض بلعبة كرة القدم في بلدهم، والحصول على لقب كأس العالم لمنتخب بلدهم.

هذه الجملة على بساطتها، كان لها تأثير هائل في حياة كثيرين، ليس فقط من الأطفال، ولكن حتى من اللاعبين الكبار الذين اعترفوا لاحقًا في فترة ما من مسيرتهم، بأنّ الكابتن تسوباسا كان السبب في تعلّقهم بكرة القدم.

فما أصل هذه الحكاية؟

وفقًا لما هو متداول، فإنّ قصة تاكاهاشي مع الكابتن ماجد مرت بظروف مختلفة حتى تخرج للوجود، بل إنّ هناك أكثر من رواية حول السبب الرئيسي وراء القصة، والدافع الذي جعل الرسام الياباني الشهير يجلب الكابن ماجد إلى عالم المانغا.

ففي العام 1974، حطّ الأسطورة بيليه في مدينة شيزوكا اليابانية من أجل افتتاح مدرسة كرة قدم، وكان حينها يعيش أقوى مراحل شهرته، ولا سيما أنه كان قائدًا لمنتخب البرازيل، مع جيل يُعتبَر الأقوى في التاريخ، ولم يكن ثمّة من ينافسه على الشعبية في العالم.

استُقبِل بيليه استقبال الملوك في اليابان، ووصل إلى مدرسة كرة القدم، حيث كان هناك طفل أثار إعجاب بيليه نفسه، وهو: موساشي ميزوشيما، وهو ما دفع الأسطورة البرازيلي إلى القول لوالديه بأنه يجب أن يذهب إلى البرازيل، ليلعب كرة القدم "على الأصول".

وبالفعل، انطلق موساشي ميزوشيما في مسيرة من التألق جعلته بعد تسع سنوات فقط، وبعمر 20 عامًا، يلعب في الفريق الأول لساو باولو، ويصبح اللاعب الاستثنائي في الفريق، باعتباره الياباني الوحيد فيه.

هكذا، انطلقت قصة حب اليابانيين لكرة القدم، بالتوازي مع قصة تألق ميزوشيما، ولو أنّ هذه القصّة انتهت باكرًا، بعدما فشل النجم الياباني في مجاراة الإيقاع الكبير للعبة، وعودته في العام 1989 إلى اليابان قبل إعلان اعتزاله عام 1992.

ورغم أنّ نهاية هذه القصة لم تكن سعيدة على طريقة أفلام هوليوود، إلا أنها كانت كافية حتى يكون سببًا في إخراج واحدة من التحف التاريخية في عالم المانغا اليابانية: الكابتن تسوباسا، باعتراف المؤلف تاكاهاشي في حوار أجراه عام 2010.

كازيوشي ميورا

على أهميتها، لم تكن قصة موساشي ميزوشيما العامل الوحيد الذي أخرج "الكابتن ماجد" إلى النور، فهناك أيضًا كازيوشي ميورا، الذي لعب دورًا جوهريًا في ذلك، وهو الذي حطّم الأرقام القياسية بوصفه أكبر لاعب سنًا يمارس كرة القدم على المستوى الاحترافي.

وبعمر 15 عامًا، سافر ميورا عام 1982 إلى البرازيل، ليلعب "الجوغو بونيتو" التي كانت تشتهر بها البرازيل، حيث وقّع أول عقد احترافي له مع سانتوس، ولعب مع أندية أخرى في البرازيل على غرار بالميراس وكوريتيبا وانتهت تجربته البرازيلية في 1990.

وخلال فترته مع فريق فيردي كاواساكي الياباني أعير لجنوى الإيطالي في عز جنة كرة القدم موسم 1994-95، ليفرض نفسه أول ياباني يلعب في الدوري الإيطالي، علمًا أنه سجل هدفه الوحيد معهم في الدربي ضد سامبدوريا، كما لعب لفريق دينامو زغرب الكرواتي في 1999 وكسب معهم لقب الدوري.

ومع ميورا، رفعت اليابان سقف الطموحات، خصوصًا عندما فاز منتخب الساموراي بلقب كأس آسيا لأول مرة في التاريخ عام 1992، وكان سببًا في مزيد من الشعبية اليابانية لكرة القدم، إضافة إلى تأثيره على الكاتب تاكاهاشي خلال عمله على "الكابتن ماجد".

حطّم كازيوشي ميورا الأرقام القياسية بوصفه أكبر لاعب سنًا يمارس كرة القدم على المستوى الاحترافي - غيتي
حطّم كازيوشي ميورا الأرقام القياسية بوصفه أكبر لاعب سنًا يمارس كرة القدم على المستوى الاحترافي - غيتي

من الكابتن مارادونا إلى الكابتن ماجد

ليس ما سبق كلّ شيء، في قصّة "الكابتن ماجد"، ففي العام 1979، أي قبل عامين من انطلاق مانغا الكابتن تسوباسا، استضافت اليابان النسخة الثانية من كأس العالم للشباب، والتي شهدت على ما يصحّ وصفه بـ"انفجار مارادونا"، الذي فاز حينها بجائزة أفضل لاعب.

في ذلك العام، بدأت "أسطورة مارادونا" في الظهور، حيث تألّق بشخصيته، وأسلوبه، وتأثيره، وهو ما لم يكن يمكن أن يمرّ مرور الكرام، بالنسبة لشخص مبدع كتاكاهاشي، الذي قرّر أن يبني شخصية البطل، انطلاقًا من الشخص الذي سيصبح من أيقونات لعبة كرة القدم.

وبالفعل، غيّر مونديال الشباب في اليابان حياة تاكاهاشي تمامًا، حين دفعه ليطرح سؤال الحلقة الأولى من المسلسل: "متى سنربح كأس العالم".

وبفضل قدراته في الحبكة الدرامية، استطاع تاكاهاشي أن يترجم أفكاره، عبر عالم خاص به بناه، وجعلنا نرتبط بالكابتن ماجد، ونتفاعل لا معه فحسب، بل مع سائر الشخصيات أيضًا، بما فيها تلك "الشريرة".


لكن، كيف وصل "الكابتن ماجد" إلى العالم العربي؟ وكيف تأثر به كبار لاعبي الكرة على مستوى العالم؟ وكيف انتهت "القصّة" بعد 40 عامًا من الإبداع والعمل الفني؟ وماذا عن الرواية المتداولة عن أنّ قصة "الكابتن ماجد" كانت مجرّد "حلم"، وأنّه في الحلقة الأخيرة يستفيق الطفل الصغير من "غيبوبة" وأرجله مبتورة؟ كلّ الإجابات في الحلقة الأولى من الموسم الثاني من برنامج "مع الكوير"، الذي يعرض حصريًا على منصّات "العربي" الرقمية، ويختصّ بالقضايا المتعلقة بكرة القدم وتقاطعها مع القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية.
المصادر:
العربي

شارك

Close