الجمعة 17 مايو / مايو 2024

لسبب "قاتل".. مكتبات تتخلى عن كتب تعود للقرن التاسع عشر

لسبب "قاتل".. مكتبات تتخلى عن كتب تعود للقرن التاسع عشر

Changed

تحتوي الكتب القديمة ذات الأغلفة الخضراء على مادة الزرنيخ السامة- "ديلي ميل"
تحتوي الكتب القديمة ذات الأغلفة الخضراء على مادة الزرنيخ السامة- "ديلي ميل"
تميزت الكتب القديمة من القرن التاسع عشر بأغلفة خضراء تحتوي على مستويات مثيرة للقلق من الزرنيخ، مما دفع بعض المكتبات إلى إزالتها من الرفوف.

تسعى مكتبات عدة حول العالم لإزالة الكتب "السامة" من رفوفها، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية . فقد وجد العلماء آثارًا لمادة الزرنيخ الكيميائية السامة، في أغلفة أكثر من 200 كتاب من جميع أنحاء العالم.

وتميزت الكتب القديمة التي تعود للقرن التاسع عشر بأغلفة خضراء تحتوي على مستويات مقلقة من الزرنيخ، مما دفع بعض المكتبات إلى إزالتها من الرفوف.

كما حدّد الباحثون في جامعة ديلاوير الأغلفة الحمراء والصفراء التي تحتوي على مستويات من الزئبق والرصاص باستخدام الأشعة السينية لاختبار المركبات الكيميائية.

ويدعو العلماء الآن الجمهور للحذر من الأعمال الملوثة، ويؤكدون أن التعرض لها قد يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي وآفات وسرطان. 

ففي أوائل القرن التسع عشر، بدأ الناشرون في العصر الفيكتوري في إنتاج الكتب بكميات كبيرة، لكنها أصبحت باهظة الثمن حيث كانت الأغلفة تُصنع من الجلد. 

كانت الأصباغ الحمراء والخضراء والصفراء تُصنع عادة باستخدام مكونات سامة في القرن التاسع عشر- غيتي
كانت الأصباغ الحمراء والخضراء والصفراء تُصنع عادة باستخدام مكونات سامة في القرن التاسع عشر- غيتي

لذلك قام ناشرو الكتب باستخدام أغلفة تحتوي على صبغة خضراء، كانت بديلاً أرخص للجلد، لكنهم لم يُدركوا أن الزرنيخ المستخدم في صنع الصبغة قد يكون قاتلاً.

ولجذب القراء، اختار الناشرون استخدام الألوان الزاهية مثل اللون الأخضر الزاهي الذي كان يسمى "أخضر باريس"، أو الأخضر الزمردي أو أخضر "شيل" نسبة إلى الكيميائي الذي اكتشف الزرنيخ. 

ففي عام 1775، اكتشف الكيميائي الألماني كارل فيلهلم شيل أنه يمكنه إنشاء الصبغة الخضراء المذهلة عن طريق خلط النحاس والزرنيخ.

الزرنيخ القاتل

ولا تزال هذه الكتب منتشرة في المكتبات حول العالم حتى اليوم. وعندما يتم اكتشاف أي منها، توضع في بيئة تشبه الحجر الصحي لمزيد من التحليل.

فالتعرض للزرنيخ يرفع أعراض الجهاز التنفسي ويضعف وظائف الرئة ويسبب أمراض الرئة المزمنة. ويسبب التعرض للزرنيخ لفترة طويلة آفات جلدية والسرطان.

وفي الأسبوع الماضي، أزالت المكتبة الوطنية الفرنسية أربعة من كتبها ذات أغلفة خضراء زمردية يُعتقد أنها تحتوي على الزرنيخ. وعلى الرغم من أنها من المحتمل أن تسبب ضررًا بسيطًا فقط، إلا أن المكتبة تجري اختبارات قبل التفكير في إعادتها إلى الرفوف.

وقالت المكتبة لصحيفة "الغارديان": "لقد وضعنا هذه الأعمال في الحجر الصحي وسيقوم مختبر خارجي بتحليلها لتقييم كمية الزرنيخ الموجودة في كل مجلد".

وبدأ الباحثون مشروع "الكتاب السام" في عام 2019 عندما اختبروا مئات الأغلفة ووجدوا أنها تحتوي على المعادن الثقيلة بما في ذلك الرصاص والزرنيخ والكروم.

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close