Skip to main content

مقاومة أخلاقية.. مغادرة أسيرة إسرائيلية لغزة برفقة كلبها تثير تفاعلًا

الأربعاء 29 نوفمبر 2023
أظهر ناشطون امتعاضهم من الممارسات اللاإنسانية لسلطات الاحتلال إزاء الأسرى الفلسطينيين- غيتي

تتوارى الأخلاقيات الإنسانية في الحروب عن الأنظار وتختفي خلف ستار مسرح العمليات القتالية. ولا تحترم أي قواعد أمام منطق النار والحديد.

ومن وصف العدوان على غزة بأنها حرب عسكرية فقط فقد أخطأ. كذلك من قال إن الغلبة للآلة الحربية فقد أخطأ أيضًا، فكما يقال إن النقطة العمياء في المرآة لا ترى عادة حتى من السائق.. لكن ذلك لا يلغي وجود النقطة.

أسيرة مبتسمة تحتضن كلبها

وفي هذا الإطار، اجتاح مشهد مواقع التواصل الاجتماعي على نحو غير مسبوق، إذ أظهر مقطع نشرته كتائب القسام، الإفراج عن أسيرة إسرائيلية تتوجه إلى عربة الصليب الأحمر وعلامات الارتياح ظاهرة على محياها.

يبدو المشهد هنا طبيعيًا، وتكرر في الأيام الماضية مع محتجزين آخرين، لكن اللافت في الأمر، أن المحتجزة نزلت مبتسمة من السيارة وهي تحتضن كلبها الذي رافقها خلال فترة الاحتجاز.

وتدعى المحتجزة المُفرج عنها ميا ليمبرج، وهي إسرائيلية الجنسية تبلغ من العمر 17 عامًا احتجزتها فصائل المقاومة مع والدتها جابرييلا وكلبة عائلتها المدعوة بيلا يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وما وصف برأفة مقاتلي المقاومة بالمحتجزة وحيوانها الأليف قلب المعادلة عند شريحة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم.

فدلالات المشهد، وفق ما يفسره مراقبون، كشفت النقاب عن حقيقة لطالما حاولت الدعاية الإسرائيلية إخفاءها، وهي أن الظروف الصعبة التي تعيشها المقاومة في قطاع غزة لم تتمكن من تغييب الجانب الإنساني.

"مقاومة أخلاقية"

لكن في المقابل، أبدى ناشطون امتعاضهم من الممارسات اللاإنسانية لسلطات الاحتلال إزاء الأسرى الفلسطينيين مستذكرين صورة الطفل الفلسطيني محمد نزال الذي أفرج عنه وهو في حالة مزرية بعد كسر يديه جراء اعتداء جنود الاحتلال عليه بالضرب، وهو ما يثبت حسب رأيهم أن إسرائيل لا تبالي بالقوانين الدولية لحماية الأطفال وحقوق الإنسان.

وقد أثار الفيديو الذي جرى تداوله بشكل غير مسبوق عبر الفضاءات الرقمية ولاقى قبولًا واسعًا ونقاشات حوله. فرأى حساب الحقيقة الفلسطينية أن " المقاومة الفلسطينية مقاومة أخلاقية قبل أن تكون عسكرية".

من جانبه، علق الناشط ماكس قائلًا: "أطفالنا الأسرى المفرج عنهم يخرجون من سجون الاحتلال الإسرائيلي البغيض وهم يحملون أيديهم المكسورة ويجرون أجسادهم المنهكة من التعذيب وأسراهم يخرجون ضاحكين يحملون كلابهم".

أما صالح فقال: "ليعلم الجميع هذا ويخرس كل من اتهم رجال المقاومة بالاعتداء على الأطفال والنساء".

المصادر:
العربي
شارك القصة