كان الطفل الفلسطيني محمد حجازي يلعب مع أصدقائه أمام منزله في مخيم جباليا في مارس/ آذار الماضي، حين صادف جسمًا غريبًا على الأرض، فأمسكه بدافع الفضول، لينفجر بين يديه، ويفقد على الفور عينه اليمنى بالكامل، فيما تُعاني عينه اليسرى من مضاعفات خطيرة قد تُؤدي لفقدانها أيضًا، ما لم يتمّ نقله للعلاج العاجل خارج قطاع غزة.
يعيش الطفل البالغ من العمر 7 أعوام، مع عائلته في ظروف مأساوية، ويُحاول والده خالد حجازي قدر المستطاع احتواء آلامه وتوفير بعض الطمأنينة له، إلا أنّ وقع الكارثة ما زال حاضرًا في كل تفاصيل يومهم.
ولم يعد الطفل قادرًا على اللعب أو الدراسة، بينما يُواجه صعوبة في التفاعل مع من حوله بسبب فقدانه البصر والصدمات النفسية التي يُعاني منها.
لا يُفارق محمد والده، ويرتعب من أصوات القصف خاصة في الليل، بينما تزداد حالته النفسية سوءًا.
ووجّه والده نداءً إلى منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية والطبية الدولية، للإسراع في نقل طفله للعلاج خارج القطاع قبل أن يفقد بصره بالكامل.
ولا يوجد رقم دقيق لعدد الفلسطينيين الذين أُصيبوا أو استشهدوا بسبب مخلّفات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تشمل ذخائر وعبوات منفجرة وأخرى غير منفجرة وأجزاء من أسلحة وصواريخ حربية.
وتُشكّل هذه المخلّفات خطرًا داهمًا على حياة الفلسطينيين، وتُهدّد بحصاد مزيد من الأرواح وإحداث إعاقات دائمة، وسط غياب أي معدات أو إمكانات للتعامل معها.