بالصور.. إليك طقوس احتفال شعوب المايا بالاعتدال الخريفي
في مشهد يُجسّد الارتباط بالطبيعة، احتفل سكان أصليون من المايا في غرب السلفادور أمس الأحد، بالاعتدال الخريفي، أحد أبرز الأحداث الفلكية التي تُميّز الانتقال من فصل إلى آخر.
وتجمّع المشاركون حول مذابح النار في الساحات الأثرية في موقع تازومال الأثري في بلدية تشالتشوابا، حيث قدّموا قرابين رمزية.
ويُعدّ الاعتدال الخريفي من اللحظات النادرة في العام حيث يتساوى الليل والنهار، ويُمثّل بداية مرحلة جديدة تحمل معها طقوسًا ورموزًا خاصة لدى مجتمعات المايا.
وتُولي شعوب المايا أهمية روحية كبيرة لهذه المناسبة، إذ يرون فيها فرصة للتوازن والتواصل مع قوى الطبيعة، وتجديد الصلة بالخصوبة والوفرة.
وأوضح الكاهن الماياوي سوت فرناندو بالومو، أنّ هذه الطقوس تُمثّل وسيلة لتحرير الطاقات المتراكمة منذ الانقلاب الشمسي السابق، استعدادًا للمرحلة المقبلة.
وقال بالومو خلال أداء الطقوس التقليدية: "جئنا اليوم لنُحرّر ما راكمناه حتى الانقلاب السابق، مضيفًا أنّ الطقس يُرسّخ احترام الأجداد والآلهة، ويتضمّن دعوات من أجل الصحة والرخاء والوفرة للمجتمع.
ويُعتبر موقع تازومال في دائرة سانتا آنا، من أهم المواقع الأثرية في السلفادور، إذ يحتضن بقايا تعود إلى حضارة المايا القديمة.
ولا يقتصر دوره على كونه شاهدًا على تاريخ عريق، بل هو مكان للتجمّع الروحي والثقافي، حيث تستمر الطقوس في إحياء الذاكرة الجماعية والهوية المحلية.
وتُعدّ هذه الاحتفالات إرثًا ثقافيًا يربط الحاضر بالماضي، فضلًا عن أنّه عامل جذب سياحي وثقافي يُعزّز من قيمة المواقع الأثرية في السلفادور، ويؤكد استمرار المجتمعات المحلية في الحفاظ على تقاليدها القديمة.
وتُعدّ حضارة المايا من أبرز حضارات أميركا الوسطى، حيث ازدهرت بين عامَي 2000 قبل الميلاد و1500 ميلادي، واشتهرت بمدنها الضخمة، وإنجازاتها في الفلك والرياضيات، ونظام الكتابة الفريد.