الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

آثار دمار وتخريب واسعة في حوارة.. إسرائيل تتوقع "أيامًا صعبة"

آثار دمار وتخريب واسعة في حوارة.. إسرائيل تتوقع "أيامًا صعبة"

Changed

كاميرا "العربي" ترصد آثار الحرائق التي طالت منازل الفلسطينيين في حوارة بعد اعتداءات واسعة للمستوطنين (الصورة: رويترز)
نددت واشنطن وباريس وبرلين بأعمال العنف التي مارسها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، فيما يتوقع وزير الدفاع الإسرائيلي "أيامًا صعبة".

نشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية قوات إضافية في الضفة الغربية المحتلة بعد عملية قتل مستوطنَين في بلدة حوارة واستشهاد فلسطيني عندما اقتحم مستوطنون قرية وأضرموا النار في منازل وسيارات.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أثناء جولة في حراسة أمنية مشددة بشوارع قرية حوارة الخاوية إلى حد كبير: "نتوقع أيامًا صعبة".

دمار وخراب

وترك المستوطنون الإسرائيليون آثار دمار وتخريب وحرق واسعة عبر اعتداءات حصلت ليلة الأحد الإثنين في قرية حوارة شمال الضفة الغربية المحتلة. 

وبحسب عضو مجلس بلدية القرية وجيه عودة، فقد أحرقوا "أكثر من 30 منزلًا و100 مركبة".

كما أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 350 إصابة، معظمها بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع. وتم رصد منازل محترقة اكتست جدرانها باللون الأسود بسبب ألسنة اللهب، بالإضافة إلى السيارات والأشجار المتفحمة والنوافذ المحطمة.

وقال كمال عودة وهو أحد سكان القرية لوكالة "فرانس برس": إن "عشرات المحال التجارية وعشرات المنازل أحرقت ودُمرت"، مضيفًا: "حتى الأشجار لم تسلم، أحرقوا كل شيء، أحرقوا كل ما كان أمامهم".

والأحد، قتل مستوطنان إسرائيليان بإطلاق النار على سيارتهما قرب بلدة حوارة، في عملية جاءت بعد أيام من مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال في نابلس، علمًا أنّ أكثر من 60 فلسطينيًا استشهدوا منذ مطلع العام برصاص إسرائيلي.

"الحرب كانت هنا"

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الأحد، "استشهاد سامح حمدلله أقطش (37 عامًا) متأثرًا بجروح بالغة أصيب بها بالرصاص الحي في البطن جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على قرية زعترة" قرب نابلس. وجرى تشييع أقطش في المساء نفسه.

وقال شقيقه عبد المنعم: "من أطلق النار على أخي الجيش وليس المستوطنين". وأضاف: "كنا نقف أنا وشقيقي أمام مشغل الحدادة المحاذي للطريق الرئيسي، جاء المستوطنون وحاولوا الهجوم علينا لكننا قاومناهم؛ فغادروا ومن ثم عادوا ومعهم جيش الاحتلال".

من جهته، وصف ضياء عودة الذي يسكن في حوارة ما جرى بالأمس قائلًا: "كانت الحرب هنا". وأضاف الشاب البالغ من العمر 25 عامًا: "كانوا ما بين 200 و300 مستوطن، يحملون الحجارة وصفائح بنزين، أحرقوا السيارات والبيوت وكسروا كل شيء".

وأوضح أن "الجيش كان يراقب من دون أن يحرك ساكنًا، بدأنا بصد المستوطنين بينما كان الجيش يطلق علينا قنابل الغاز المسيل للدموع".

بدورها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، متحدثة عن مدينة نابلس، "أبناء شعبنا إلى مواصلة النفير نصرة للمدينة وأهلها في مواجهة قطعان المستوطنين المتطرفين المدعومين بقوات الاحتلال وحكومتهم الفاشية".

جرائم متواصلة

وأدانت الرئاسة الفلسطينية "الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون" في الضفة الغربية. وأكدت وفق ما نشرته الوكالة الرسمية الفلسطينية (وفا) أن "هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة".

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ عام 1967. وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية حيث يعيش نحو 475 ألف مستوطن، غير قانونية بموجب القانون الدولي، فيما يبلغ تعداد الفلسطينيين في الضفة الغربية 2,9 مليون نسمة.

وفي تعليقه على الأحداث، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن واشنطن تدين "العنف في الضفة الغربية بما في ذلك الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل إسرائيليين وعنف المستوطنين الذي أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة أكثر من 100 آخرين وتدمير واسع النطاق للممتلكات".

كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية "بشدة" بالهجوم، داعية "جميع الأطراف إلى تجنب تأجيج العنف والمساهمة في وقف التصعيد".

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر برغر: "من الملح احترام الاتفاقات لتجنب التصعيد وأن يلتزم الجميع الآن بعدم تأجيج وضع متوتر جدًا في الأصل".

من جانبها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي "الجرائم المتواصلة" التي ينفذها المستوطنون. وقالت في بيان نقلته وكالة (وفا) إن "الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة.. تشكل جريمة حرب جسيمة وجرائم ضد الإنسانية".

وجاء التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع "قمة العقبة" حيث بحث ممثلون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الأحد "التهدئة". ويعد الاجتماع في العقبة الأردنية على البحر الأحمر الأول من نوعه منذ سنوات، مع توقف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عام 2014.

وجاء في بيانهم المشترك عقب المحادثات أن "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكدا التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما.. وجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة