تستمر معاناة نساء غزة خاصة الحوامل منهن، مع تواصل العملية العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا شمالي القطاع.
وتتزايد المناشدات لا سيما ممن هن على وشك الولادة في مناطق مخيم جباليا المحاصر، بعد منع خروجهن أو دخول سيارات الإسعاف إليهن، بالإضافة إلى تعليق أو إيقاف الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات وكالة الأونروا والمراكز الصحية التابعة لها.
وهذا الأمر يعني أن عددًا كبيرًا من الحوامل في المخيم معرضات إما لخطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.
وحال النساء الحوامل في جباليا المحاصر كحالهن في مختلف قطاع غزة، الذي يعاني من عدوان إسرائيلي منذ أكثر من عام.
ويشير تقرير للأمم المتحدة إلى وجود 49 ألف امرأة حامل حاليًا، ومن المتوقع أن تلد أربعة آلاف منهن قريبًا.
حوامل على حافة المجاعة في غزة
كما يوضح التقرير أن أكثر من 17 ألف امرأة حامل على حافة المجاعة.
وفي هذا الصدد، تقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن إسرائيل بدأت في تنفيذ ما تسمى "خطة الجنرالات" المثيرة للجدل من خلال فرض حصار على شمال القطاع وتجويع من بقوا فيه. وإن متوسط كمية المساعدات التي وصلت إليه حتى هذا الشهر أقل من ربع الكمية التي تم تسليمها في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وحتى الأطفال الذين يولدون ليسوا في مأمن من الاستهداف الإسرائيلي، فوفقًا لتقرير صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي فإن أكثر من 170 طفلًا رضيعًا ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية، ليبلغ إجمالي الأطفال الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي نحو 17 ألف طفل.
وفي هذا الإطار، تقول طبيبة النساء والتوليد بمستشفى العودة إسراء أبو ركبة: قبل الحصار الإسرائيلي على شمال غزة كان يتم استقبال ما يتراوح بين 50 و60 حالة في قسم النساء والولادة في مستشفى العودة.
وتضيف: "لكن بعد الحصار لا يتمكن من الوصول إلى المستشفى سوى من 5 إلى 10 حالات، غالبيتها في غاية الخطورة.
وتتحدث أبو ركبة في مداخلة عبر التلفزيون العربي من جباليا، عن نقص في الكوادر الطبية والأدوية والوقود في مستشفى كمال عدوان وتكدس الأطفال الخُدّج.
وتوضح الطبيبة أن لا معلومات عن حالات الولادة القيصرية المجدولة، لكن حالة واحدة فقط نجحت في الوصول إلى المستشفى في حين بقي مصير الأخريات مجهولًا.