الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

آلية إيصال المساعدات إلى سوريا.. كيف نجحت روسيا بفرض شروطها؟

آلية إيصال المساعدات إلى سوريا.. كيف نجحت روسيا بفرض شروطها؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش الاتفاق على تمديد آلية إيصال المساعدات الأممية إلى سوريا بستة أشهر (الصورة: الأناضول)
بعد رفض موسكو مقترح دول غربية تمديد الآلية الأممية عامًا كاملًا، صدّق مجلس الأمن الدولي على قرار تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا ستة أشهر.

صدّق مجلس الأمن الدولي على قرار تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا ستة أشهر، بعد أن رفضت روسيا مقترح دول غربية لتمديد الآلية الأممية عامًا كاملًا.

وينص الاتفاق على أن تستأنف الأمم المتحدة استخدام معبر "باب الهوى" الواقع على الحدود السورية التركية، وهو الممر الوحيد الذي يمكن أن تنقل منه المساعدات الإنسانية إلى المدنيين دون المرور في مناطق تسيطر عليها قوات النظام.

قمة ثلاثية في طهران

ويأتي هذا التوافق تزامنًا مع إعلان الكرملين عن عقد قمة ثلاثية في طهران؛ تضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان تتخللها محادثات ثنائية روسية تركية.

وأوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنّ القمة المقررة في 19 يوليو/ تموز الجاري ستناقش الملف السوري في إطار محادثات أستانا.

والملف السوري عاد ليحظى باهتمام الدول الفاعلة، بعد أنّ أعلنت تركيا في مايو/ أيار الماضي اعتزامها تنفيذ عملية عسكرية تستهدف بلدتين في شمال سوريا ينتشر فيهما مقاتلون أكراد، وذلك رغم رفض الولايات المتحدة وروسيا.

من جهتها، أعربت إيران، حليف النظام السوري، عن تفهمها للمخاوف التركية الأمنية، لكنها حاولت أداء دور الوسيط بين أنقرة ودمشق، حيث قال وزير خارجيتها أمير حسين عبد اللهيان، بداية هذا الشهر من العاصمة السورية، إنّه نقل إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد "المخاوف الأمنية التي أطلعه عليها الرئيس التركي ووزير خارجيته أثناء زيارة إلى أنقرة قبل نحو أسبوعين".

"الخلاف كان حول آلية التمديد"

وتعليقًا على إصرار روسيا تحديد مدة الآلية الأممية لإيصال المساعدات الإنسانية بـ6 أشهر، يلفت الكاتب الصحافي يفغيني سيدروف إلى أن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي قد وافقوا على هذه المدة، لكن "الخلاف كان حول آلية التمديد".

ويشرح في حديثه إلى "العربي" من موسكو، أن الدول الغربية اقترحت تمديدًا آليًا، بينما أصرت روسيا على ضرورة عقد جلسة جديدة لمجلس الأمن بعد مضي هذه المدة، لكي يتبنى المشاركون فيها قرارًا آخر بالتمديد.

وفيما يوضح أن جميع أعضاء مجلس الأمن كانوا متفقين العام الماضي على أحد شروط التمديد الرئيسة، ومفاده أن يتم زيادة نقل المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس أي داخل سوريا"، يشرح أن "هذا الأمر لم يحدث، رغم تشديد روسيا على ذلك عدة مرات".

ويشير إلى أن كل مواقف موسكو من هذا الموضوع بقيت بلا إجابة، ولم تلق آذانًا صاغية لدى بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي.

رويترز
رويترز

"روسيا ساهمت في تشريدهم"

من جهته، وردًا على سؤال عما اذا كانت روسيا نجحت بهذا القرار بلي ذراع الجميع، يعتبر رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أن روسيا تنجح منذ عام 2020، وتحديدًا في مسألة المساعدات الإنسانية، فبعدما كانت المعابر أربعة، قلصتها إلى اثنين ثم معبر واحد.

ويتوقف في حديثه إلى "العربي" من إسطنبول، عند تمديد القرار 2504، فيشير إلى أن روسيا مددته 6 أشهر عام 2020، ثم عامًا كاملًا، ثم ستة أشهر مع اشتراط أن يتم إدخال مساعدات من طرف النظام.

ويشير إلى تقرير أعدته الشبكة، بيّن أن المساعدات التي دخلت عبر الحدود كانت في حوالي 10 آلاف شاحنة، في حين تلك التي من جانب النظام كانت حوالي 57 شاحنة.

وبينما يذكر بأن السوريين الذين شردوا من ديارهم روسيا ساهمت في تشريدهم، يمر على قصف حلب وخان شيخون ومعرة النعمان. 

ويتوقف عند سبب عدم عودتهم إلى منازلهم، فيعزو ذلك إلى علمهم بما سيتعرضون له. ويفيد بأن الشبكة سجلت الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئ أو النازح الذي يعود إلى مناطق سيطرة النظام من اعتقال تعسفي واختفاء قسري وتعذيب وتجنيد إجباري.

"الغرب يترك نفسه لابتزاز روسيا"

بدوره، يوضح الباحث في العلاقات الدولية والأمن عمر أوزكيزيلجيك، أنه كان يمكن للمساعدات أن تمر من تركيا إلى الأراضي شمالي سوريا من دون حتى موافقة أممية أو قرار من مجلس الأمن، مشيرًا إلى دفاعه عن أن تكون هناك هذه الآلية.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من أرضروم، إلى أن الحكومات الأوروبية والغرب يتركون نفسهم للابتزاز من قبل روسيا، بلا أي مبرر. 

وفيما يلفت إلى أن الموقف التركي مهم جدًا لإجبار روسيا على التمديد، يرى أن التمديد 6 أشهر وليس سنة كاملة هو بسبب السياسات الخاطئة للدول الغربية وتصميمهم على عدم العمل مع تركيا. 

ويضيف: لو كان التمويل إلى تركيا، كنا سنرى تغيرًا في الموقف الروسي للقبول بشكل أكثر، ولن يستعملوا ذلك على سبيل الابتزاز.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close