الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

أبرز 20 امرأة عربية مؤثرة: قصص كفاح وإبداع

أبرز 20 امرأة عربية مؤثرة: قصص كفاح وإبداع محدث 10 تشرين الثاني 2025

شارك القصة

رصد برنامج "عشرون"  20 من أبرز النساء المبدعات في الفن والثقافة في العالم العربي
رصد برنامج "عشرون" 20 من أبرز النساء المبدعات في الفن والثقافة في العالم العربي
الخط
قائمة بأبرز 20 امرأة عربية مؤثرة في الثقافة والفنون: سير مختصرة لرحلات كفاح وإنجازات ملهمة من الغناء والعمارة إلى الأدب والفكر، وأثرٍ مستمر على الأجيال.

على امتداد خريطة العالم العربي، برزت نساءٌ بوصفهنّ نماذج مُلهِمة للملايين؛ كافحن من أجل تعزيز مكانة المرأة العربية وحقوقها، وأبدعن في مجالاتٍ ارتبطت بتطوير الوعي وإثراء الفكر والفنون والآداب.

كاتباتٌ وباحثاتٌ وفنّاناتٌ تحدَّين أحيانًا ظروفًا معيشيّةً صعبة وأوضاعًا اجتماعية قاسية، وفي كثيرٍ من الأحيان تقاليدَ مُقيِّدة. واستطاعت كلٌّ منهنّ أن تتجاوز فكرة النجاح الفردي لتُقدّم نموذجًا مُلهِمًا في مجالها.

وبفضل ريادتهنّ، تنوّع عطاء المرأة العربية، حتى بتنا نتحدّث عن آلاف المبدعات اللواتي مارسن الكتابة والشعر والغناء والعمارة والصحافة والإخراج.

النساء العربيات الأكثر إبداعًا وتأثيرًا

رصد برنامج "عشرون" من "العربي 2"، و"العربي بلس"، عشرين من أبرز النساء المبدعات في الفنّ والثقافة في العالم العربي اللواتي تركن أثرًا إنسانيًا لا يُمحى. وقد اختارهنّ مختصّون وصحافيون وفق معايير عدّة، منها قوّة التأثير والمكانة وقيمة المنجز الإبداعي والفكري والإنساني.

لكلّ واحدةٍ من هؤلاء حكايةُ كفاحٍ ونجاحٍ وتأثيرٍ عابرٍ للحدود والأزمان. اختلفت ظروف النشأة بين طفولةٍ صعبة وبيئاتٍ ميسورة، وتباينت الطباع بين مُسالِماتٍ ومُشاكِسات؛ لكنّهنّ جميعًا تغلّبن على العوائق وبلغن مكانةً رفيعةً في مجالاتهنّ.

1- فيروز / أمّ كلثوم

تشاركت كل من فيروز وأم كلثوم المرتبة الأولى في القائمة.

استطاعت "جارة القمر" فيروز أن ترتقي لتصير رمزًا لوطن بأكمله؛ فحين اختلف اللبنانيون على كلّ شيءٍ اتّفقوا على فيروز، وبقيت حتى اليوم الأرزة الشامخة والجامعة وسياج الحماية لكل ما هو لبناني.

وُلدت فيروز أو نهاد حدّاد في حيّ زقاق البلاط (بيروت)، وبعد عملها في الإذاعة تعرّفت إلى الأخوين رحباني، فبدأت الشراكة الأهمّ في الغناء العربي، كما تعاونت مع محمد عبد الوهاب وفيلمون وهبي ونجلها زياد الرحباني.

غنّت للمدن والأوطان لا للأفراد والزعامة، فكانت صوت الشعوب.

نشأت فيروز أو نهاد حداد نشأةً متواضعة في حي زقاق البلاط  في بيروت، وبعد عملها في الإذاعة تعرّفت على الأخوين الرحباني وشكّلت معهما أعظم شراكة فنية في العالم العربي.

أما أم كلثوم، فطفلةٌ ريفية فقيرة في طماي الزهايرة انطلقت مبكّرًا في الإنشاد الديني مع والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي وشقيقها.

بعد احترافها الغناء، أحاطت أم كلثوم نفسها بأعظم المواهب من شعراء وملحنين وأولهم أحمد رامي والموسيقار محمد القصبجي مؤسس فرقتها. 

وعلى مدار نصف قرن من المجد، أصبحت كوكب الشرق أسطورة لا يُنافسها أحد في قلوب الشعوب كلها، وربطت الجمهور العربي بالشعر الفصيح.

ارتبطت أغنيات أم كلثوم بذاكرتنا الشخصية وتاريخنا العربي طوال القرن العشرين. فغنت لشعراء من مختلف الدول العربية، وجعلت عوام الناس يتذوّقون الشعر الفصيح ويُردّدونه.

كما أسهمت بعد نكسة 1967 في دعم المجهود الحربي بحفلاتٍ عالمية، فهي لم تكن مطربةً فحسب، بل رافعت بالغناء إلى الفنّ الرفيع وصورة المرأة العربية.

2- نازك الملائكة

وُلدت في بغداد عام 1923، واختار لها والدها صادق الملائكة الاسم تيمّنًا بالمناضلة السورية نازك العابد.

درست في معهد الفنون، ثمّ نالت ماجستير الأدب المقارن في الولايات المتحدة، وعادت للتدريس في جامعة بغداد.

تُعدّ رائدة الشعر الحرّ (أو شعر التفعيلة) منذ قصيدتها الشهيرة "الكوليرا" (1947).

رفعت نازك الملائكة راية الريادة في ثلاثة مسارات: 

  • هي رمز للمرأة العراقية في القرن العشرين،
  • وأستاذةٌ جامعيةٌ مرموقة،
  • ومجدِّدةٌ في الشعر.

من أعمالها مجموعات شعرية ودراسات أدبية ومجموعة قصصية "الشمس التي وراء القمة".

أقامت فترةً في بيروت، ثم استقرّت في القاهرة حتى رحيلها عام 2007.

3-مي زيادة

مي زيادة هي أشهر كاتبة عربية في النصف الأول من القرن العشرين.

وُلدت في الناصرة لأبٍ لبناني (إلياس زيادة) وغيّرت اسمها من ماري إلى مي.

وصلت القاهرة عام 1907 وأنشأت عام 1913 صالونًا أدبيًا من الأكثر تأثيرًا، تردّد عليه كبار الأدباء من أمثال العقّاد وطه حسين وغيرهما.

عاشت قصة حبّ طويلة استمرّت 20 عامًا مع جبران خليل جبران عبر الرسائل فقط.

تعرّضت لانتكاساتٍ بعد فقد والديها وجبران، وتعرّضت للحجر والإيداع في مستشفى للأمراض النفسية خلال زيارةٍ للبنان عام 1936.

لخّصت مي زيادة رحلتها الصعبة قائلةً: "وُلِدتُ في بلدٍ، وأبي من بلدٍ، وأسكن في بلدٍ، وأشباح نفسي تنتقل من بلدٍ إلى بلد".

4- زها حديد

زها حديد هي سليلة حضارة بابل العظيمة التي أدهشت العالم بروعة تصاميمها لقرابة ألف مبنى.

وُلدت عام 1950، لأب سياسي عمل وزيرًا للمالية، وأمّ تُحبّ الرسم.

درست الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت، وفنون العمارة في الجمعية المعمارية في لندن.

أسّست زها مكتبها الخاص، وتبنّت رؤية تفكيكية أقرب إلى الخطوط الحرّة في تصميم العمارة.

وُصفت بأنّها سيدة من عالم الخيال، وتركت بصمتها الفريدة في أكثر من 44 دولة. ومن أشهر أعمالها: متحف الفن الإيطالي، وجسر الشيخ زايد في أبوظبي، ومركز روزنتال للفن المعاصر، ومسجد الأفنيوز في الكويت، ودار الملك عبدالله للثقافة في الأردن، والبنك المركزي في العراق، والبرج العائم في دبي.

حصلت زها حديد على أكثر من مئة جائزة ووسام، أهمها جائزة "بريتزكر" في العمارة التي تُعادل جائزة "نوبل". وفي عام 2010، اختارتها مجلة "تايمز" كرابع أقوى امرأة في العالم.

5- فاطمة المرنيسي

عالمة اجتماعٍ مغربية ولدت عام 1940 في مدينة فاس العريقة. 

درست العلوم السياسية في جامعة السوربون، وجاءت أطروحتها للدكتوراه بعنوان "ما وراء الحجاب".

تركت أثرًا عميقًا في الفكر العربي النسوي بكتبٍ مثل "شهرزاد تذهب غربًا" و"الحريم السياسي" و"هل أنتم مُحصّنون ضد النساء".

اشتغلت على الفجوة بين النصّ والواقع، وعلى أصوات المهمّشات وفضح التحيّزات ضدّ المرأة. ومن أقوالها: "يمشي الكثير على شواطئ حياتنا ولكن القليل من يترك الأثر".

خسرت الثقافة العربية برحيل فاطمة المرنيسي عالمة من أكثر الأصوات النسائية أصالة وشجاعة
خسرت الثقافة العربية برحيل فاطمة المرنيسي عالمة من أكثر الأصوات النسائية أصالة وشجاعة

لكنّ فاطمة المرنيسي هي حتمًا من أولئك القلّة الذين تركوا أثرًا مهمًا في مجتمعنا العربيّ، فقد رحلت عن 75 عامًا، لتخسر الثقافة العربية عالمة من أكثر الأصوات النسائية أصالة وشجاعة.

6- فدوى طوقان

شاعرة فلسطين الكبرى. عانت فدوى طوقان مبكرًا من التقاليد الصارمة التي لا تُؤمن بخروج المرأة الى الحياة العامة، فكيف بكتابة الشعر. وكان شقيقها الشاعر إبراهيم طوقان مُعلّمها الأول.

كانت فدوى شابة حين وقعت نكبة فلسطين، ومن بعدها تداخلت الهزائم العامة والخاصة لكنّها لم تستسلم وقدّمت ذاتها كصوت شعري حرّ جريء.

استمرّ نتاجها الأدبي بين عامي 1952 و2000، بداية من مجموعتها الشعرية "وحدي مع الأيام" وصولًا إلى سيرتها "رحلة جبلية رحلة صعبة".

رسّخت فدوى طوقان مكانتها أيقونةً للنضال والقصيدة الفلسطينية - وزارة الثقافة الفلسطينية
رسّخت فدوى طوقان مكانتها أيقونةً للنضال والقصيدة الفلسطينية - وزارة الثقافة الفلسطينية

رحلت فدوى طوقان عن 86 عامًا، ليُخلّد اسمها كأم للشعر الفلسطيني وأيقونة لنضال المرأة الفلسطينية.

7- هدى الشعراوي

هدى الشعراوي اسم مُثير للجدل. ثمّة مَن يرفعها إلى أسمى درجات التقدير، ومَن ينسب إليها كل نقيصة.

وُلدت الشعراوي في المنيا عام 1879، وهي ابنة محمد سلطان باشا المُتّهم بأنّه أبرز المؤيدين للاحتلال الإنكليزي ضد ثورة عرابي.

دعت قبل ثورة 1919، إلى تخصيص قاعة محاضرات للنساء في الجامعة المصرية، وقادت مظاهرات النساء حيث خلعت النقاب.

وأسّست أول اتحاد نسائي، وتولّت رئاسته وأنشأت العديد من المجلات منها: مجلة "المرأة المصرية". كما نشرت الشعراوي العديد من المقالات، ومذكّراتها التي حملت اسمها.

وفي أيامها الأخيرة، نظّمت مؤتمرًا للدفاع عن فلسطين وجمع التبرّعات لها.

لا أحد يُنكر ريادتها للحركة النسائية، ولكن هناك من يرى مبالغة في هذا الدور على حساب أخريات مثل نبوية موسى، إضافة إلى موقفها المُلتبس من علاقة ابنها محمد بالمطربة فاطمة سري، وإجباره على تطليقها عكس كل أفكارها المعلنة.

هدى الشعراوي (1879–1947) اسمٌ مُثير للجدل وريادةٍ لا تُنكر
هدى الشعراوي (1879–1947) اسمٌ مُثير للجدل وريادةٍ لا تُنكر

8- غادة السمّان

في أحد أحياء دمشق، أبصرت غادة أحمد السمّان النور عام 1942، لأب شغل منصب وزير التعليم.

وفي العشرين من عمرها، نشرت مجموعتها القصصية "عيناك قدري". ودرست في الجامعة الأميركية في بيروت، واتّسمت كتابتها بالجرأة والتمرّد.

وخلال مسيرة تجاوزت ستين عامًا، أصدرت السمّان نحو 50 كتابًا ما بين مجاميع شعرية وقصصية وروايات ورسائل.

أثارت السمّان جدلًا واسعًا بإصدار رسائل تُظهر قصة حب بينها وبين الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، ورسائل خاصة مع الشاعر اللبناني الراحل أنسي الحاج.

وتعكس سيرة غادة السمّان ومُنجزها الأدبي نموذجًا فريدًا للمُبدعة المُتمرّدة والجريئة.

9- بنت الشاطئ

بنت الشاطئ هي أول امرأة عربية تُحاضر في الأزهر الشريف. وهي أيضًا أول عربية تحصل على جائزة فيصل العالمية في الآداب عام 1994.

اختارت عائشة بنت محمد علي عبد الرحمن لنفسها اسمًا مستعارًا هو "بنت الشاطئ"، لولادتها على شاطئ النيل في دمياط عام 1913.

التحقت بكلية الآداب في جامعة القاهرة، وهناك تعرّفت على أستاذها الشيخ أمين الخولي الذي أصبح زوجها فيما بعد. ناقشها عميد الأدب طه حسين في رسالة الدكتوراه عام 1950، وقدّمت صورة عصرية للمرأة المُسلمة المُتميّزة.

كانت بنت الشاطئ ثاني امرأة تكتب في جريدة "الأهرام" المصرية بعد مي زيادة، وفي رصيدها أكثر من ستين كتابًا.

وهبت حياتها دفاعًا عن التراث العربي والإسلامي، وخاضت العديد من المعارك مع أعلام الثقافة في عصرها.

10- نوال السعداوي

حين وصفها بعضهم بأنّها "متوحّشة وخطرة"، ردّت نوال السعداوي قائلة: "أنا أقول الحقيقة، والحقيقة متوحّشة وخطيرة".

عملت نوال السعداوي طبيبة في الأرياف، وكان لها نشاطات سياسية واجتماعية دفاعًا عن حقوق المرأة.

تعرّضت للاعتقال والسجن في عهد السادات، ورُفعت ضدها دعاوى قضائية، وطالب بعضهم بسحب الجنسية المصرية منها، والتفريق بينها وبين ثالث أزواجها الروائي شريف حتاتة.

لم تستسلم نوال لخصومها، واستمرّت في طرح أفكارها الجريئة التي اصطدمت مع تقاليد المجتمع، ومن أبرزها دعوتها لمنع ختان الإناث.

من أشهر كتب السعداوي: "المرأة والجنس" الذي بسببه فقدت وظيفتها، و"مذكرات طبيبة"، و"الأنثى هي الأصل".

11- فاتن حمامة

بدأت فاتن حمامة مشوارها طفلة مرحة في فيلم "يوم سعيد" مع عبدالوهاب، وأكملت حياتها نجمةً أولى في أكثر من مئة فيلم.

أهم ما يُميّز فاتن حمامة أنّها أعطت للتمثيل النسائي قيمة رفيعة، إذ دافعت في أفلامها عن حقوق المرأة وحافظت دائمًا على الجودة والقيمة الفكرية. وكان فيلمها "أريد حلًا" سببًا في تعديل قانون الأحوال الشخصية.

لُقّبت بـ"سيدة الشاشة العربية"، واحتلّت المرتبة الأولى كأفضل ممثلة في القرن العشرين.

تزوّجت من المخرج عز الدين ذو الفقار، ثمّ النجم عمر الشريف، ومن ثمّ الطبيب محمد عبد الوهاب. وحافظت دائمًا على حياة مُتّزنة بعيدة عن القيل والقال.

شكّلت فاتن حمامة رمزًا للمرأة العربية بأناقتها وثقافتها ورزانتها وسيرتها الفنية الملهمة للأجيال.

12- آسيا جبّار 

آسيا جبار هي أيقونة أدبية في مواجهة الاستعمار والنضال من أجل التحرير وحرية المرأة الجزائرية.

في سن العشرين، أصدرت روايتها "العطش" عام 1957، واستمرّ عطاؤها لأكثر من نصف قرن قضتها بين الرواية والسينما والمسرح والاخراج.

آسيا جبار هي أول عربية تُنتخب عضوًا في الأكاديمية الفرنسية منذ عام 2005، كما ظلّت مرشّحة دائمة لجائزة "نوبل" في الآداب.

استسلم قلب آسيا جبّار عام 2015، بعد حياة حافلة بالعطاء، حيث اختارت أن يعود جثمانها إلى مسقط رأسها في شرشال غرب الجزائر.

13- روز اليوسف

تصلح قصة حياة روز اليوسف، فيلمًا سينمائيًا.

تُوفيت أمها عقب ولادتها، وغادر والدها وهو تركيّ الأصل، بيروت، فتركها في رعاية أسرة مسيحية قبل أن تنقطع أخباره.

في العاشرة من عمرها، أخبرتها المُربية أنّ اسمها الحقيقي "فاطمة" وليس "روز". وحين قرّرت العائلة أن تُرسلها الى أميركا برفقة صديق الأسرة، غافلته في ميناء الإسكندرية وغادرت الباخرة كي تصنع تاريخها بيدها.

بدأت حياتها في التمثيل وكانت من الممثّلات الرائدات، لكنّها انتقلت إلى الصحافة لتؤسس مجلة باسمها هي "روز اليوسف" التي ما زالت تصدر منذ مئة عام.

أطلقت روز اليوسف عشرات المُبدعين الكبار، وفي مقدمتهم نجلها الكاتب إحسان عبد القدوس.

وقالت روز اليوسف عن نفسها: "كلنا سنموت، ولكن هناك فرق بين شخص يموت وينتهي وشخص مثلي يموت ولكن يظل حيا بسيرته وتاريخه".

أطلقت روز اليوسف عشرات المبدعين، وفي مقدّمهم نجلها إحسان عبد القدوس - اليوم السابع
أطلقت روز اليوسف عشرات المبدعين، وفي مقدّمهم نجلها إحسان عبد القدوس - اليوم السابع

14- رضوى عاشور

والدتها شاعرة ووالدها محام، ومنهما أخذت حسّها الإبداعي وإيمانها بالعدالة والكرامة الإنسانية.

وُلدت رضوى عاشور بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، فتفتّح وعيها على حركات التحرّر الوطني وتصفية الاستعمار ونكبة فلسطين.

نالت درجة الدكتوراه من أميركا، ومارست حياتها وفقًا لقناعتها الفكرية والتزامها السياسي.

تزوّجت من الشاعر الفلسطيني الراحل مريد البرغوثي، واضطرت للعيش بعيدًا عنه حين منعه السادات من دخول مصر.

تُعَدّ رضوى عاشور إحدى أهمّ الروائيات العربيات أثرًا وصدقًا - مؤسسة المرأة الجديدة
تُعَدّ رضوى عاشور إحدى أهمّ الروائيات العربيات أثرًا وصدقًا - مؤسسة المرأة الجديدة

وقال عنها زوجها مريد برغوثي:

أنت جميلة كوطن محرر

وأنا متعب كوطن محتل

اشتهرت رضوى عاشور كواحدة من أهم الروائيات في العالم العربي بفضل أعمالها المؤثرة أدبيًا وانسانيًا، ومنها "ثلاثية غرناطة" و"الطنطنورية" و"أثقل من رضوى".

15- أحلام مستغانمي

أحلام مستغانمي هي أشهر روائية عربية والأكثر مبيعًا. معها تأسس مصطلح "البيست سيلر" الذي لم يكن معروفًا بمعناه الشعبي الحديث في الرواية العربية.

ابتسم الحظ للكاتبة الجزائرية بفضل روايتها الأولى "ذاكرة الجسد" التي كتب فيها نزار قباني: "روايتها دوّختني وأنا نادرًا ما أدوخ أمام رواية من الروايات".

باعت "ذاكرة الجسد" أكثر من مليون نسخة، وحصلت على جائزة نجيب محفوظ، قبل أن يتمّ تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني بعد سنوات. واستكملت الثلاثية بروايتي "فوضى الحواس" و"عابر سبيل".

واختيرت مستغانمي "فنانة اليونسكو من أجل السلام" عام 2016، تقديرًا لمكانتها وتأثير مؤلفاتها الأكثر رواجًا في العالم العربي.

تُعَدّ أحلام مستغانمي أشهر روائية عربية والأكثر مبيعًا على الإطلاق
تُعَدّ أحلام مستغانمي أشهر روائية عربية والأكثر مبيعًا على الإطلاق

16- آسيا داغر

في مطلع القرن العشرين، ولدت ألماظة داغر وهو اسمها الحقيقي، في قرية تنورين اللبنانية.

هي أول لبنانية وربما أول عربية تظهر في السينما عبر فيلم لبناني قصير بعنوان "تحت ظلال الأرز" عام 1922.

بعد وفاة زوجها، انتقلت الى مصر برفقة ابنتها وابنة اختها ماري كوين، وشاركت في أول فيلم مصري صامت بعنوان "ليلى" عام 1927.

أسّست شركة للإنتاج بالتعاون مع المخرج أحمد جلال، وقدّمت معه أول فيلم تاريخي ناطق من بطولتها وهو "شجرة الدر".

ورغم التحديات، أصبحت عميدة المنتجين، ومن أشهر الأفلام التي أنتجتها: "أمير الانتقام"، و"رُدّ قلبي"، و"الناصر صلاح الدين" الذي تكبّدت بسببه خسائر فادحة.

آسيا داغر أوّل لبنانية، وربما أول عربية، تظهر في السينما بفيلمٍ لبناني قصير - المصري اليوم
آسيا داغر أوّل لبنانية، وربما أول عربية، تظهر في السينما بفيلمٍ لبناني قصير - المصري اليوم

17- سعاد حسني

سعاد حسني هي واحدة من أهم الممثلات في تاريخ السينما العربية. وُلدت لأب من أصل سوري وعاشت في رعاية زوج أمها.

و"السندريللا" لقب يختصر حياتها منذ نشأتها في ظروف اجتماعية مُعقّدة، إلى أن أصبحت أميرة على شاشة السينما.

سعاد حسني أيقونة التمرّد في ستينات القرن الماضي، حيث قدّمت نموذج الفتاة المُشاغبة المرحة، وأعطت صورة جديدة عن الممثلة التي ترقص وتُغنّي وتُعبّر عن نفسها بكل حرية.

خلال تصوير مسلسلها "هو وهي" وقبل أن تبلغ الخمسين، عانت من آلام في العمود الفقري لتبدأ رحلة طويلة مع المتاعب الصحية.

واكتملت أسطورة سعاد حسني برحيلها المفجع إثر سقوطها من شرفة أحد المباني في لندن، مع اختلاف الروايات بين فرضية الانتحار أو قتلها عمدًا.

18- منى واصف

منى واصف هي سيدة الدراما في سوريا. وفي عروقها تجري دماء سوريا.

وُلدت منى واصف عام 1942، ونشأت في حارة شعبية واضطرت للعمل صغيرةً في العطلات الصيفية.

تمنّت أن تُصبح كاتبة، لكنّ القدر اختار لها مسارًا آخر لتعيش الشخصيات بنفسها بدلًا من أن تكتب عنها.

واشتهرت عربيًا بفضل دور "هند بنت عتبة" في فيلم "الرسالة" لمصطفى العقّاد.

من أول مسرحية "العطر الأخضر" عام 1960 وحتى اليوم، شاركت منى واصف في أكثر من مئتي عمل فني، وأثبتت براعتها في ارتداء أقنعة كل النساء.

شاركت منى واصف في أكثر من مئتي عمل ولقّبت بسيدة الدراما السورية
شاركت منى واصف في أكثر من مئتي عمل ولقّبت بسيدة الدراما السورية

19- سعاد الصُباح

سعاد الصُباح هي أول كويتية تحصل على الدكتوراه في الاقتصاد باللغة الإنكليزية.

تنتمي إلى الأسرة الحاكمة في الكويت، لكنّها شقّت طريقها بعيدًا من المناصب واختارت درب الشعر.

صدر لها نحو عشرين مجموعة شعرية منها "فتافيت امرأة" و"في البدء كانت الأنثى". وغنّت لها الفنّانة اللبنانية ماجدة الرومي قصيدة "كن صديقي".

أنشأت دارًا للنشر تحمل اسمها، وتبنّت واحدة من أهم المسابقات الأدبية والعلمية التي تهتم بالشباب العربي.

لأكثر من نصف قرن، قدّمت سعاد الصُباح نموذجًا فريدًا للمرأة الخليجية في تفوّقها وإبداعها من دون التخلّي عن قيمها العربية والإسلامية الأصيلة.

شقّت سعاد الصباح طريقها بعيدًا من المناصب واختارت درب الشعر - البيان
شقّت سعاد الصباح طريقها بعيدًا من المناصب واختارت درب الشعر - البيان

20- لطيفة الزيّات

وُلدت لطيفة الزيّات في دمياط لعائلة عريقة، ورحلت عن 73 عامًا بعد معاناة مع السرطان.

وما بين الميلاد والرحيل، تاريخ حافل من النضال والإبداع والتدريس الجامعي.

في شبابها، اعتُقلت لطيفة أواخر العهد الملكي. وبعد خروجها من السجن، تزوّجت أستاذها رشاد رشدي.

الزيّات هي من أكثر المدافعين عن القضية الفلسطينية، ما عرّضها للاعتقال في عهد السادات. ونشرت سيرتها في "حملة تفتيش".

تُعدّ من رائدات الحركة النسوية العربية، ومن أشهر أعمالها رواية "الباب المفتوح" التي تحوّلت إلى فيلم من بطولة فاتن حمامة عام 1963.

هذه الأسماء ليست قصص نجاح فردية فقط، بل علامات فارقة غيّرت مسار الثقافة العربية ووسّعت فرص الحضور للنساء. من الشعر والرواية إلى السينما والعمارة والفكر، تركت كل واحدة أثرًا مستمرًا يلهم الأجيال. والخلاصة أن الإبداع حين يجتمع مع المعرفة والشجاعة يصنع تأثيرًا عامًا: يحرّك المجتمع نحو الأفضل ويمنح النساء والرجال مساحة أوسع للعدالة والفرص.
تابع القراءة

المصادر

العربي 2