الجمعة 29 مارس / مارس 2024

أبل تطلب من تايوان الإشارة إلى منتجاتها على أنها "صنعت في الصين"

أبل تطلب من تايوان الإشارة إلى منتجاتها على أنها "صنعت في الصين"

Changed

تقرير لـ"العربي" يرصد تفاقم مشاكل سلاسل التوريد العالمية بسبب المناورات الصينية في محيط تايوان (الصورة: غيتي)
تجنبًا لتأخير أو احتجاز شحنات البضائع، طالبت أبل الأميركية من الموردين التايوانيين الإشارة إلى المنتجات على أنها "صنعت في الصين".

طلبت شركة أبل من الموردين في تايوان الإشارة إلى المنتجات التي ستصدّر لهم على أنها صنعت في الصين، في محاولة لتجنب تعطيل عمليات الشحن الناتجة عن عمليات التفتيش الجمركية الصينية الصارمة ضمن الإجراءات العقابية التي تسببت بها زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إلى تايبيه.

فقد نقلت وسائل إعلام آسيوية، أن الشركة الأميركية أبلغت المصنّعين الذين تتعامل معهم في الجزيرة، بوجوب وضع ملصقات على منتجاتهم التي تمر من خلال البر الرئيسي للصين، تشير إلى أنها مصنوعة في "تايبيه الصينية" أو "تايوان، الصين". 

فهذه الملصقات تندرج ضمن قاعدة قديمة فرضتها السلطات الجمركية الصينية، ولكن لم يتم تطبيقها حرفيًا في السابق، بحيث تتطلب هذه السياسة الإشارة إلى البضائع المستوردة من تايوان على أنها "من الجزيرة التابعة لجمهورية الصين الشعبية". 

وبحسب "الغارديان" يمكن أن تؤدي عبارة "صنع في تايوان" لوحدها، إلى تأخير شحن البضائع أو فرض غرامات وحتى إلغاء الشحنة كاملة، مع تزايد الحواجز التجارية ردًا على زيارة بيلوسي.

في حين تطلب السلطات التايوانية تسمية صادراتها تيمنًا بنقطة المنشأ: إما اسم "تايوان" أو الاسم الرسمي للبلد، "جمهورية الصين".

لذلك حث عملاق التكنولوجيا الأميركي الموردين على التعامل مع الأمر بدقة وعلى وجه السرعة، لتجنب الاضطرابات التي ينجم عنها احتجاز أو منع تصدير السلع والمكونات الأساسية لمنتوجات أبل.

أبل تنصاع للرقابة الصينية

في المقابل، أدت مطالبة الموردين بإنكار استقلال تايوان عن الصين، إلى انتقادات حقوقية من جميع أنحاء العالم، بحيث أشارت منظمة "غريت فاير" التي تناهض الرقابة الصينية على الإنترنت، إلى أن هذه الخطوة هي تصعيد جديد في سياسة قديمة لشركة Apple.

فوفق المنظمة، أزالت "أبل" علم تايوان من قسم الرموز التعبيرية لدى المستخدمين في الصين وهونغ كونغ، ما أثار انتقادات بسبب تعاون الشركة مع النظام الصيني والانصياع لمطالب الرقابة الخاصة بها، بحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية.

إلا أن قرار أبل الأخير الذي يمتثل لطلبات الصين يأتي ضمن خيارها الاقتصادي الوحيد، بحيث سيكون أي تأخير في الشحن كارثيًا في هذه المرحلة، لا سيما وأن الشركة هي الآن في مرحلة الإنتاج النهائية لهواتف "أيفون 14" المتوقع الكشف عنها عنه في حدث ضخم الشهر المقبل. 

التصعيد الصيني يفاقم مشاكل سلاسل التوريد

وأثارت زيارة بيلوسي الأسبوع الماضي إلى تايوان، غضب الصين التي تعتبر الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي إقليمًا تابعًا لها، وردت بإطلاق مناورات عسكرية غير مسبوقة شملت صواريخ باليستية تجريبية فوق تايبيه للمرة الأولى، بالإضافة إلى التخلي عن بعض خطوط الحوار مع واشنطن.

يأتي ذلك، في وقت تعاني منه الأسواق الغربية ولا سيما في أميركا، من نقص بالفعل بسلسلة التوريد بفعل جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، لتفاقم المناورات الصينية في محيط تايوان مشاكل سلاسل التوريد وتهدد أحد أهم ممرات التجارة العالمية.

فالتدريبات العسكرية الصينية المستمرة منذ أيام، والتي تشمل استخدام الذخيرة الحية، تهدد بتعطيل التجارة والسفر التجاري في شرق آسيا وتجبر السفن على تغيير مسارها بعيدًا عن أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم.

ويعد مضيق تايوان شريانًا حيويًا بالغ الأهمية للتجارة العالمية، فالممر البالغ عرضه 110 أميال يفصل الجزيرة عن آسيا وهو طريق رئيسي للسفن المحملة بالبضائع من الصين واليابان وكوريا.

كما يفاقم الصراع حول تايوان مأساة صناعة أشباه الموصلات أيضًا، ويزيد النقص العالمي منها.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close