أغلقت فرنسا أجنحة الشركات الإسرائيلية الرئيسية الأربع المشاركة في معرض باريس الجوي "لوبورجيه"، بسبب رفض إزالة أسلحة هجومية من العرض، في خطوة نددت بها تل أبيب، وتسلط الضوء على التوتر بين الحليفين التقليديين.
وصرح مصدر مطلع لوكالة رويترز، بأن التعليمات جاءت من السلطات الفرنسية، بعد عدم امتثال الشركات الإسرائيلية، لتوجيه من وكالة أمنية فرنسية بإزالة أسلحة هجومية من منطقة العرض.
وتم إغلاق أجنحة شركات أنظمة إلبيط، ورافائيل، وإسرائيل لصناعات الطيران والفضاء (آي.إيه.آي)، ويوفيجن.
ولا تزال ثلاثة أجنحة إسرائيلية أصغر حجمًا لم تُعرض فيها معدات مفتوحة، وكذلك جناح لوزارة الأمن الإسرائيلية.
وشددت فرنسا، حليفة إسرائيل منذ فترة طويلة، تدريجيًا موقفها تجاه حكومة بنيامين نتنياهو بسبب العدوان على غزة، والهجمات التي تنفذها تل أبيب في الخارج.
وأوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الأيام القليلة الماضية، أن هناك فرقًا بين ما يقول إنه "حق إسرائيل في حماية نفسها"، وهو ما تدعمه فرنسا ويمكن أن تشارك فيه، وبين الضربات على إيران التي لا توصي بها باريس.
وذكرت وزارة الأمن الإسرائيلية أنها رفضت تمامًا الأمر بإزالة بعض أنظمة الأسلحة من المعروضات، وأن منظمي المعرض ردّوا بإقامة حاجز أسود اللون يحجب أجنحة الشركات الإسرائيلية عن غيرها.
وأضافت الوزارة أن هذا الإجراء تم تنفيذه في منتصف الليل بعد أن انتهى مسؤولو أمن إسرائيليون والشركات من تجهيز معروضاتهم.
وقالت الوزارة في بيان: "هذا القرار الشائن وغير المسبوق ينم عن اعتبارات سياسية وتجارية"، على حد تعبيرها.
وأضافت: "يختبئ الفرنسيون وراء اعتبارات سياسية مفترضة، لاستبعاد الأسلحة الهجومية الإسرائيلية من معرض دولي -وهي أسلحة تنافس الصناعات الفرنسية".
وقد انتقد اثنان من السياسيين الجمهوريين الأميركيين الذين حضروا العرض الجوي الخطوة الفرنسية.
ووصفت شركة رافائيل الخطوة الفرنسية بأنها: "غير مسبوقة، وغير مبررة، وذات دوافع سياسية"، مضيفة أنها تؤيد تمامًا قرار وزارة الأمن الإسرائيلية بعدم الامتثال لأمر إزالة بعض المعدات من العرض.
وذكر منظمو المعرض الجوي في بيان، أنهم يجرون محادثات لمحاولة "مساعدة مختلف الأطراف على التوصل إلى حل إيجابي للموقف".
من جانبها، استنكرت منظمة العفو الدولية وجود شركات تبيع أسلحة تُستخدم في غزة في معرض لوبورجيه للطيران، و"تزويد إسرائيل معدات عسكرية فرنسية"، وهو ما نفته باريس.
وردّت محكمة بوبيني المدنية الأسبوع المنصرم طلبًا قدمته إليها جمعيات تطالب بمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض لوبورجيه.
وفي 12 يونيو/ حزيران، رفعت رابطة حقوق الإنسان دعوى مدنية ضد شركة الأسلحة الفرنسية "يورولينكس" وشركة "آي إم آي سيستمز" الإسرائيلية، من أبرز التهم التي تتضمنها التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية والتواطؤ في إبادة جماعية.
وأوضحت الدعوى أن "يورولينكس" تبيع مكوّنات أسلحة إلى "آي إم آي سيستمز" التابعة لـ"إلبيت سيستمز"،"أكبر شركة أسلحة في إسرائيل".