صدمت إيطاليا جريمة قتل حصلت على مرأى من المارة وعدسات كاميراتهم، وراح ضحيتها بائع متجوّل نيجيري.
وقعت الجريمة يوم الجمعة، في الشارع الرئيس لمدينة تشيفيتانوفا ماركي، وأثارت غضبًا واسعًا في البلاد، بالنظر إلى الوحشية التي قُتل بها أليكا أوغورشوكو، فضلًا عمّا بدا عدم تدخل جسدي من قبل المتفرجين.
أمسك بعكازه وأوقعه أرضًا
وبيّنت مقاطع الفيديو الهجوم الذي تعرّض له الرجل، حيث بان في أحدها يقاوم بينما جثم فوقه المهاجم، قبل أن يقوم بإخضاعه في نهاية الأمر.
وأفادت الشرطة التي قامت باعتقال المشتبه به، بأن أوغورشوكو، 39 عامًا، كان يبيع البضائع في ذلك اليوم عندما أمسك مهاجمه بعكازه وقام بضربه، وفق ما جاء في وكالة "أسوشييتد برس".
وقال محقق الشرطة ماتيو لوسوني في مؤتمر صحافي، إن المعتدي طارد الضحية وضربه أولاً بعكاز، وجعله يسقط أرضًا، مشيرًا إلى أنه تسبّب في وفاته، وضربه مرارًا بيديه العاريتين.
A brutal murder in #CivitanovaMarche : a #Nigerian hawker was beaten to death. The victim's name was Alika Ogorchukwu. pic.twitter.com/fuiTiEGOU9
— Josly Ngoma (@josly_ngoma) July 30, 2022
يومها، تلقت الشرطة اتصالًا من المارة الذين شهدوا الواقعة، وبينما حضرت إلى المكان بعدما كان المعتدي قد هرب، تمكّنت من توقيف مشتبه به بالاعتماد على كاميرات الشوارع.
والرجل الذي تم اعتقاله يُدعى فيليبو كلاوديو جوزيبي فيرلازو، ويبلغ من العمر 32 عامًا. وكان احتجز للاشتباه به في جرم سابق.
وسيتم تحديد سبب وفاة أليكا عقب تشريح جثته، لتبيان ما إذا كانت ناتجة عن الضرب أو الاختناق أو سبب آخر.
حقيقة مأساوية
حول دافع الجريمة، أفاد محقق الشرطة بأن المهاجم انفجر غضبًا بنتيجة "إلحاح" البائع.
غير أن دانيال أمانزا ، الذي يدير جمعية ACSIM للمهاجرين في منطقة ماركي مقاطعة ماشيراتا، قال لوكالة "أسوشييتد برس" إن المهاجم غضب عندما أخبر أوغورشوكو رفيقته بأنها جميلة، موضحًا أن هذه المجاملة قتلته.
دماء وجريمة وجدل في #إيطاليا.. سياسي يميني متطرف يقتل مهاجراً مغربياً، ماذا حدث؟#المغرب @AnaAlarabytv pic.twitter.com/oLuv0UyUQb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 22, 2021
برأيه، "الحقيقة المأسوية هي في وجود الكثير من الناس في الجوار، حيث قاموا بالتصوير قائلين "توقف"، لكن لم يتحرك أي منهم للفصل بينهما.
وشرح أن أوغورشوكو، الذي كان متزوجًا ولديه طفلان، لجأ إلى بيع البضائع في الشارع بعدما صدمته سيارة، وفقد وظيفته بسبب إصاباته.
وشهدت مقاطعة ماشيراتا حادثة إطلاق نار استهدفت مهاجرين أفارقة عام 2018، وأسفرت عن إصابة ستة أشخاص.
وقد حُكم على لوكا ترايني (31 عامًا) بالسجن لمدة 12 عامًا، حيث أكدت أعلى محكمة في إيطاليا أن الواقعة تُعتبر جريمة كراهية.
وتأتي الحادثة الأخيرة في إيطاليا مع انطلاق الحملات استعدادًا لانتخابات برلمانية مرتقبة في 25 سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث يُرجّح أن يفوز بها اليمين واليمين المتطرّف بالأغلبية.
وفي الشهر نفسه، تُعقد جلسات استماع في محكمة باليرمو، حيث يمثل رئيس حزب الرابطة الإيطالي المناهض للمهاجرين ماتيو سالفيني أمام القضاء الإيطالي بتهمة "احتجاز" أشخاص، بعدما أبقى بشكل غير قانوني في عرض البحر 147 مهاجرًا في العام 2019، حين كان وزيرًا للهجرة، في ظروف صحية سيئة ورفض إنزالهم.
يُذكر أن سياسيًا إيطاليًا من اليمين المتطرّف قتل العام الماضي مهاجرًا مغربيًا بالرصاص إثر مشاحنة بينهما، الأمر الذي فجّر ضجة سياسية في البلاد ومطالبات بالعدالة للمغربي.