لم يستطع بابا الفاتيكان اليوم الخميس من إكمال كلمته خلال صلاة في وسط روما، وأجهش بالبكاء حين تحدث عن معاناة الشعب الأوكراني.
وظهر صوت البابا فرنسيس يرتعش عندما ذكر الأوكرانيين، واضطر أن يتوقف لعدم قدرته على الكلام لنحو 30 ثانية. وعندما استأنف الصلاة بدا وكأن صوته مختنقًا.
وبدأ الحضور ومنهم رئيس بلدية روما روبرتو جوالتيري الذي كان يقف بجوار البابا في التصفيق عندما أدركوا أنه غير قادر على الحديث ورأوه يبكي.
وخارت قوى البابا فرنسيس خلال صلاة تقليدية أسفل تمثال مادونا (تجسيد مرئي للسيدة مريم العذراء) في عيد "الحبل بلا دنس"، وهو عطلة وطنية في إيطاليا.
وقال البابا فرنسيس: "يا عذراء بلا دنس، أود أن أنقل لك اليوم شكر الشعب الأوكراني من أجل السلام"، قبل أن تغمره المشاعر ويضطر إلى التوقف عن الحديث.
Pope Francis cried when praying for #Ukraine today: Immaculate Virgin, I would have liked today to bring you the thanksgiving of the Ukrainian people for the peace we have long been asking the Lord for. Instead, I have yet to present you with the supplication of the children... pic.twitter.com/LsqAm4vzbo
— Ines San Martin (@inesanma) December 8, 2022
وعندما استجمع قواه، قال: "لا بد أن أنقل لك مجددًا توسلات الأطفال والمسنين وآباء وأمهات شباب تلك الأرض الشهيدة التي تعاني كثيرًا".
"الدعوة باستمرار إلى السلام"
ودأب البابا فرنسيس على ذكر أوكرانيا في كل خطبه العامة تقريبًا ويزيد من انتقاده لموسكو منذ أن بدأت روسيا اجتياحها للأراضي الأوكرانية في فبراير/ شباط.
كما يدعو البابا باستمرار إلى السلام منذ بدء الحرب وغالبًا ما يتطرق إلى هذه الحرب في كلامه العلني.
وندد البابا في مقابلة نشرتها مجلّة "أميريكا" اليسوعيّة الأميركية في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني بـ"الوحشية" التي تواجهها أوكرانيا بفعل الهجوم الروسي عليها.
وقال بابا الفاتيكان: "عندما أتحدث عن أوكرانيا، أتحدث عن القسوة لأن لدي الكثير من المعلومات حول قسوة القوات. من المؤكد أن الغازي هو الدولة الروسية. هذا واضح جدًا. أحيانًا أحاول ألا أحدد لكي لا أسيء إلى أحد وأدين بشكل عام. رغم أنه من المعروف جيدًا إلى من تتوجه هذه الإدانة".
وذكرت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية أن مبعوث روسيا أبدى استياء بلاده الشديد من الفاتيكان بعد إدانة البابا فرنسيس الأخيرة "لقسوة" الأفعال الروسية في أوكرانيا عبر تصريحاته للمجلة.
واستنكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تصريحات البابا فرنسيس الأخيرة، معتبرًا أنها "تناقض المسيحية"، وذلك بعدما اعتبر الحبر الأعظم أن المقاتلين المنتمين إلى الأقليات العرقية الروسية من بين القوى "الأكثر قسوة" في حرب أوكرانيا.