عقب إنهاء الوفد العماني زيارته لصنعاء في إطار جهود تجديد الهدنة في اليمن، قال عضو الوفد الحوثي المفاوض عبد الملك العجري: إن جماعة الحوثي تجتهد في البحث عن السلام لكل اليمنيين بقدر اجتهادها في الحرب.
والتقى رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي مهدي المشاط، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ والفريق المرافق له بعد وصوله إلى صنعاء.
وأكد المشاط على أهمية دور الأمم المتحدة وما تبذله من جهود للدفع بعملية السلام في اليمن وتخفيف معاناة اليمنيين، مبديًا تفاؤله بشأن تمديد الهدنة.
بدوره، أشاد المبعوث الأممي بدور المشاط في الدفع بعملية السلام إلى الأمام، وحرصه على نجاح التهدئة خلال الفترة السابقة.
وشدّد غروندبرغ خلال إحاطة أمام مجلس الأمن، على أهمية تولي اليمنيين البحث عن سبل الحلّ السياسي وذلك عبر الحوار، بعيدًا عن التصعيد العسكري.
من جهته، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من أن يكون العام الحالي قاسيًا على اليمنيين، داعيًا إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لتقديم مساعدات إنسانية حيوية للشعب اليمني.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 21 مليون شخص في اليمن، أي ما يقارب ثلثي السكان، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية وخدمات عاجلة.
مجلس الأمن يؤكد أن ثلثي سكان #اليمن يحتاجون مساعدات إنسانية وخدمات عاجلة#العربي_اليوم تقرير: عبد الله إيماسي pic.twitter.com/uf1jsg3WB1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 17, 2023
"سلام منقوص"
ويرى الأكاديمي والباحث السياسي، عبد الوهاب التويتي، أنّ جماعة الحوثي تحاول إقناع المجتمع الدولي بشروطها لتجديد الهدنة وهي صرف رواتب موظفي الدولة وفتح مطاء صنعاء وفتح ميناء الحديدة وغيرها.
لكنّه يشير في حديث إلى "العربي"، من اسطنبول، إلى أنّ الحكومة الشرعية اليمنية قدمت الكثير من التنازلات للحوثيين، حيث فُتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ودخلت 81 سفينة نفطية وكان يجب على أساسها دفع رواتب الموظفين، إلا أن الجماعة امتنعت عن تسليم الرواتب للموظفين.
ويضيف أن الحوثيين رغم ذلك واصلوا الهجوم على نقاط التماس بينهم وبين القوات الحكومية، معتبرًا أن الشعب اليمني لم يعد يثق بتصريحات الجماعة أو حتى بالمبعوث الأممي.
ويصف التويتي الوساطة العمانية بـ"الإيجابية جدًا"، إلا أنه يلفت إلى "المخاوف كثيرة لدى المجتمع اليمني من عدم وفاء جماعة الحوثي بوعودها أمام المجتمع الدولي".
ويشير إلى أنه لا يمكن القول بأن الأجواء ستكون إيجابية بشكل مطلق، وإنما السلام سيكون "منقوصًا" لأن الجماعة لا تقبل بالشراكة السياسية وترغب بالسيطرة على المشهد.
