السبت 20 أبريل / أبريل 2024

أجواء مشحونة في نابلس بعد اغتيال الشبان الثلاثة.. إسرائيل تخشى الرد

أجواء مشحونة في نابلس بعد اغتيال الشبان الثلاثة.. إسرائيل تخشى الرد

Changed

متابعة "العربي" عبر شبكة مراسليه في فلسطين لآخر التطورات إثر اغتيال الاحتلال للشبان الثلاثة في نابلس (الصورة: غيتي)
أجواء مشحونة تعيشها مدينة نابلس، بعدما استهدف الاحتلال 3 شبان في أحد أحيائها بعملية إعدام ميداني، أفرغ خلالها 90 رصاصة في سيارة كانوا يستقلونها.

شيّعت الضفة الغربية الشهداء الثلاثة، الذين استهدفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس.

ونعت كتائب شهداء الأقصى الشهداء باعتبارهم أعضاء في خلية تابعة لها؛ وهم أشرف مبسلط وأدهم مبروكة ومحمد الدخيل، بينما قالت إن ابراهيم النابلسي قد نجا من عملية الاغتيال.

"حكومة الاحتلال متعطشة للدماء"

وفي حديثه إلى "العربي" من رام الله، اعتبر المتحدث باسم "حركة فتح" كايد ميعاري، أن العملية جزء من مسلسل الاعتداءات التي تمارسها حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة في تل أبيب.

وقال: إن هذه الحكومة متعطشة للدماء الفلسطينية، وتملك برنامجًا واضحًا بتدمير مقومات إقامة أي دولة فلسطينية مستقلة، وترفض كل محاولات الشعب الفلسطيني للتحرر.

ورأى أن إسرائيل تحاول من خلال العملية إيصال رسالتين: "الأولى ميدانية مفادها أنها ذاهبة لكسر إرادة شعبنا وموجة التصعيد التي تقودها حركة فتح وفصائل العمل الوطني في مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين".

أما الرسالة الثانية فهي على المستوى السياسي، وتُفيد بأنها "مستمرة في نهج القتل وتدمير عملية السلام"، بحسب ما قال.

وكانت الخارجية الفلسطينية قد أدانت في بيان، اغتيال الفلسطينيين الثلاثة، ووصفت العملية بأنها إعدام ميداني وحشي.

وأكدت أن العملية هي سلسلة في مسلسل جرائم الإعدامات الميدانية، التي تنفذها قوات الاحتلال، وفقًا لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال، محمّلة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بينيت المسؤولية الكاملة عنها.

بدورها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عملية اغتيال بأنها جبانة. وشددت على أن اغتيال الشبان الثلاثة "لن يزيد المقاومة إلى قوة وإصرارًا، وإن دماء الشهداء شاهد جديد على أن المقاومة هي الخيار القادر على حسم الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي"، داعية إلى توسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال. 

أجواء مشحونة في نابلس

إضافة إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي" من نابلس عميد شحادة بأن الأجواء هادئة في المدينة بعد تشييع الشبان الثلاثة. 

واستدرك بأنها "مشحونة أيضًا، ولا نعرف إلى أين يمكن أن تؤدي العملية، لا سيما وأن مسلحين من فتح شاركوا في التشيع قالوا إن ما قبل العملية لن يكون كما بعدها".

وفيما أشار إلى أن مستوطنين كانوا قد قرروا الخروج إلى مفارق الطرقات لتنظيم تظاهرات، أوضح أن جيش الاحتلال قد عزز على ما يبدو من تواجده في الحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة.

شحادة نقل عن مصادر محلية وأخرى طبية أن 90 رصاصة إسرائيلية اخترقت السيارة، التي كان الشبان الثلاثة يستقلونها.

وأوجز الواقعة بالقول: إن قوات خاصة إسرائيلية تستقل مركبتان بلوحات تسجيل فلسطينية؛ مركبة عامة وأخرى خاصة، اقتحمت حي المخفية في مدينة نابلس وأغلقت الطريق على سيارة فلسطينية يستقلها ثلاثة شبان.

ولفت إلى أن تلك القوات فتحت النار على الشبان وانسحبت من المكان بعدما تأكدت من تصفيتهم.

وأردف بأن الناس توافدوا للتعرف على هوية الشهداء، فحصل لغط كبير في المدينة بسبب صعوبة التعرف على أحدهم نتيجة الجروح في وجهه، الأمر الذي أخّر التشييع.  

وأكد أن العملية فجرت غضبًا كبيرًا بين الناس، الذين طالبوا الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا حركة فتح، بالرد العملي على ما أسموه الجريمة البشعة.

العملية توصف في غزة بـ "الخطيرة"

بدوره، لفت مراسل "العربي" من غزة صالح الناطور إلى أن معظم بيانات الفصائل الفلسطينية قالت إن عملية الاغتيال تستوجب الرد من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، سواء أكان ذلك عبر التوجه إلى نقاط التماس مع قوات جيش الاحتلال بالتظاهرات أو المقاومة الشعبية.

وفيما شرح أن البيانات لم تخرج عن إطار بيانات أخرى مماثلة في أحداث سابقة واعتداءات إسرائيلية أخرى، وإن كانت هذه العملية توصف في غزة بـ "الخطيرة"، أشار إلى أن كل الفصائل دعت إلى وقف التنسيق الأمني، على فرضية أنها تعتقد أن هذه القوة لم تقم بالعملية إلا بوجود معلومات مسبقة لديها من مصادر فلسطينية، وتحديدًا من أجهزة فلسطيني في ما يُعرف بالتنسيق الأمني.

وقال: إن أي بلاغات عسكرية لم تصدر عن الأجنحة العسكرية لحركة حماس والجهاد الإسلامي. ولفت إلى أن هذا ما يقلل من إمكانية أن يكون هناك رد من غزة على عملية الاغتيال.

وأضاف: "في حال وجود رد أو قرار، لن يكون بالشكل الذي يدفع باتجاه مواجهة واسعة في غزة". وأشار إلى أن الفصائل تنتظر أن يكون هناك حراك في الضفة الغربية ردًا على العملية.

خشية إسرائيلية من ابراهيم النابلسي

من ناحيته، أوضح مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة أن التبرير الإسرائيلي لعملية الاغتيال هو أن "هذه الخلية نفذت خلال الأسابيع الأخيرة عدة محاولات إطلاق نار تجاه قواعد للجيش الإسرائيلي ونقاط مراقبة له في الضفة الغربية".

وأشار إلى أن المصادر الإسرائيلية تقول إن الشهداء بدلوا خلال الأسابيع الماضية سيارات عدة، وتواجدوا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، ولم يكونوا في هذه المنطقة تحديدًا.

وتحدث عن خشية إسرائيلية "من الشاب الذي لم يستشهد من ضمن الخلية، وهو ابراهيم النابلسي"، شارحًا أن "إسرائيل تدعي أنه ربما يكون قادرًا على تشكيل خلية أخرى، والانتقام ربما بمفرده من جيش الاحتلال عبر تنفيذ عملية".

وأردف بأن وزير الدفاع بيني غانتس أوعز لذلك بتعزيز وجود قوات الاحتلال على الطرقات والمحاور الرئيسة في الضفة الغربية. 

أما على المدى الأبعد، فأوضح أن قوات الاحتلال تنظر إلى شمالي الضفة الغربية، وتحديدًا المنطقة بين نابلس وجنين، على أنها حاضرة للعمليات الفلسطينية، وترى أن قوات الأمن الفلسطينية تفقد السيطرة عليها، هذا فضلًا عن عن عدم اختراق الاحتلال لها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close