الأربعاء 9 تموز / يوليو 2025
Close

أحاطها بسياج وأغلق بواباتها.. قصة بلدة سنجل التي حولها الاحتلال إلى سجن

أحاطها بسياج وأغلق بواباتها.. قصة بلدة سنجل التي حولها الاحتلال إلى سجن

شارك القصة

بارتفاع ستة أمتار وبطول 1500 متر، يبتلع السياج 35 دونمًا من أراضي بلدة سنجل - غيتي/ أرشيفية
بارتفاع ستة أمتار وبطول 1500 متر، يبتلع السياج 35 دونمًا من أراضي بلدة سنجل - غيتي/ أرشيفية
الخط
بات 8 آلاف فلسطيني من سكان بلدة سنجل في الضفة الغربية المحتلة معزولين عن محيطهم بسياج طوله 1500 متر، في تعزيز لخطط الاستيطان التي ينفذها جيش الاحتلال.

في الضفة الغربية المحتلة، أحاط الاحتلال بسياج معدني الطرف الشرقي لبلدة سنجل الفلسطينية، وأغلق بوابات فولاذية ثقيلة وأقام حواجز عند جميع الطرق المؤدية إلى البلدة، باستثناء طريق واحد يمر عبره الداخلون والخارجون ويخضع لمراقبة الجنود الإسرائيليين في نقاط حراسة.

وبارتفاع ستة أمتار وبطول 1500 متر، يبتلع السياج 35 دونمًا من أراضي البلدة، ما أدى إلى عزل 8 آلاف دونم تتبع أراضي البلدة عن محيطها، وفقًا للسلطات الفلسطينية. كما يقبع نحو 50 منزلًا فلسطينيًا خلف السياج.

الاحتلال حوّل سنجل إلى سجن كبير

وبينما كان يراقب باستسلام العمال وهم يقيمون السياج في منتصف مشتل على حافة البلدة، حيث يزرع أشجارًا كان العائد من بيعها هو مصدر دخله الوحيد، قال موسى شبانة (52 عامًا): "سنجل أصبحت الآن سجنًا كبيرًا".

سياج بلدة سنجل الفلسطينية في الضفة الغربية
أدى تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى رحيل نحو 30 تجمعًا فلسطينيًا - غيتي

وأضاف شبانة وهو أبٌ لسبعة: "طبعًا منعونا من الذهاب إلى المشتل. كل الشجر الذي لدي احترق وضاع. في النهاية، قطعوا رزقنا".

ويشكل السياج المحيط ببلدة سنجل مثالًا صارخًا على الحواجز، التي نشرها الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء الضفة وصارت سمة أساسية من سمات الحياة اليومية لسكانها البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين منذ فترة طويلة.

ويضطر الآن سكان سنجل إلى السير على الأقدام أو القيادة عبر شوارع ضيقة ومتعرجة للوصول إلى نقطة الدخول الوحيدة المسموح بها. ويعبر البعض طرقًا مغلقة سيرًا على الأقدام للوصول إلى السيارات على الجانب الآخر.

وقال نائب رئيس بلدية سنجل بهاء فقهاء: إن من يكسبون رزقهم من الأراضي المحيطة أصبحوا معزولين فعليًا، بعد أن حاصر الجدار ثمانية آلاف من السكان داخل عشرة أفدنة، وعزلهم عن الأراضي المحيطة التي يمتلكونها وتبلغ مساحتها ألفي فدان.

يأتي ذلك فيما تتعرض البلدة لاقتحامات واعتداءات من جانب المستوطنين الذين أقاموا بؤرًا استيطانية في المنطقة، بحماية من جيش الاحتلال.

سياج بلدة سنجل الفلسطينية في الضفة الغربية
ترى السلطة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يبذل قصارى جهده لـ"جعل الحياة شديدة الصعوبة على الفلسطينيين" - غيتي

وبالتوازي مع الإبادة في قطاع غزة، يصعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد 989 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

وتفيد تقارير فلسطينية بأن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفًا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.

رحلة تستغرق ساعات من سنجل وإليها

بين عشية وضحاها، وضع الاحتلال أكوامًا من التراب والصخور الثقيلة على الطرق المؤدية إلى بلدة سنجل. ثم ثبّت بوابات معدنية ثقيلة، عادة ما تكون مطلية باللون الأصفر أو البرتقالي، وأغلقها.

وأقام نقاط تفتيش دائمة جديدة. وازدادت وتيرة ما تسمى بالحواجز المتنقلة التي تقام فجأة ومن دون سابق إنذار.

وبينما هي عالقة عند نقاط التفتيش، قالت سناء علوان (52 عامًا) -التي تعيش في سنجل وتعمل مدربة شخصية- إن ما كانت في السابق رحلة قصيرة بالسيارة للوصول إلى رام الله قد تستغرق الآن ما يصل إلى ثلاث ساعات في كل اتجاه، من دون أن تعرف مع بداية اليوم المدة التي ستقضيها، على ما تورده وكالة "رويترز".

وأوضحت علوان أن وتيرة عملها تباطأت لأنها لم تعد قادرة على تقديم وعد للزبائن بإمكانية الوصول إليهم، مضيفةً: "نصف حياتنا على الطرقات".

وبعد أن كان محمد جاموس (34 عامًا)، الذي نشأ في أريحا ويقيم في رام الله، يزور عائلته كل أسبوع تقريبًا، بات لا يستطيع الآن زيارتها سوى مرة واحدة شهريًا بسبب امتداد رحلة القيادة التي تستغرق ساعة واحدة عادة إلى عدة ساعات ذهابًا وإيابًا، وفق قوله.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة