الأربعاء 22 كانون الثاني / يناير 2025
Close

أحداث متسارعة في الميدان السوري.. ما حقيقة المواقف الغربية والإقليمية؟

أحداث متسارعة في الميدان السوري.. ما حقيقة المواقف الغربية والإقليمية؟ محدث 05 كانون الأول 2024

شارك القصة

فصائل المعارضة السورية باتت على مشارف مدينة حماة - الأناضول
فصائل المعارضة السورية باتت على مشارف مدينة حماة - الأناضول
الخط
في ظل تطورات ميدانية متسارعة في سوريا، أفرز حراك دبلوماسي تباينات حادة في المواقف ليس فقط بين طهران وأنقرة بل بين هذه الأخيرة وموسكو أيضًا.

بعد أيام قليلة من تقدّم قوات المعارضة السورية في محافظة حلب الأربعاء الماضي، التقى وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والإيراني عباس عراقجي في أنقرة.

وبدا واضحًا أن ثمة تباينات في موقفَي البلدين إزاء التطورات العسكرية في الشمال السوري. 

تباين في المواقف بين أنقرة وطهران وموسكو-غيتي
تباين في المواقف بين أنقرة وطهران وموسكو-غيتي

واعترف عباس عراقجي بوجود ما سمّاها خلافات مع الجانب التركي بشأن سوريا، وقال إنّ هناك "نقاط خلاف مع تركيا، ولكن سنتشاور من أجل الوصول إلى حلول".

بدوره، اعتبر الوزير التركي أن "هجوم المعارضة السورية ليس تدخلًا أجنبيًا، وأنّ تغاضي النظام عن مطالب المعارضة أسهم في اشتعال الحرب مجددًا في سوريا".

يأتي ذلك في ظل تطورات ميدانية متسارعة، وحراك دبلوماسي نشط، أفرز تباينات حادة في المواقف ليس فقط بين طهران وأنقرة بل بين هذه الأخيرة وموسكو أيضًا، رغم تأكيد هذه الأطراف العلني على أهمية تهدئة الميدان.

فأنقرة ترى أن النظام السوري مطالب بالانخراط في عملية للتوصل إلى حل سياسي، بينما تشدد موسكو على ضرورة إنهاء ما تصفه بـ"العدوان الإرهابي على الدولة"، وتقديم كل الدعم لنظام دمشق.

وهذا المنطق تتفق معه طهران، وتزيد على ذلك بالترويج لفكرة ما تصفه بـ"تمدد خطر المجموعات الإرهابية في سوريا إلى دول الجوار".

تباينات حادة في المواقف

في المقابل، تستمر الجهود السياسية لدفع الأطراف المؤثّرين في الساحة السورية إلى الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات، وفتح ملفات الخلافات القديمة، انطلاقًا من تنفيذ القرارات الأممية، وعلى رأسها القرار 2254.

وهذا الموقف دعت إليه دولة قطر، التي من المرجح أن تستضيف جولة مباحثات في هذا الشأن، تستند في مضمونها إلى نتائج اجتماعات أستانا مثلما أفاد بذلك الإيرانيون، ملمحين إلى وجود جملة تحضيرات لتهدئة الوضع في سوريا وإيجاد فرصة لتقديم مبادرة لحل دائم.

وفي أعقاب الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في سوريا أمس الثلاثاء، وتحوّلها إلى ساحة لتبادل الاتهامات بين المندوبين، تعود الأطراف مجددًا إلى التمترس حول مواقفها القديمة من المسألة السورية، بينما بدأ يتشكل موقف غربي أميركي مما يحدث.

فواشنطن ألقت باللائمة على نظام دمشق فيما يحصل، وشدّد وزير خارجيتها أنتوني بلينكن على أن ما تحقق في الميدان يظهر أن داعمي بشار الأسد مشتتون.

وقال إن رفض الأسد المشاركة بأي شكل ملموس في عملية لحل الأزمة السياسية في البلاد، هو أيضًا ما فتح المجال لكل ما حصل. فما جدوى الجهود الدبلوماسية والتحركات الإقليمية لتدارك الأوضاع الملتهبة في سوريا، وما مدى تأثير تباين آراء الدول المؤثرة في الخريطة السياسية السورية؟ 

"أوهام الأسد تبددت"

يرى الدكتور مروان قبلان، مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في حديثه للتفزيون العربي من الدوحة، أن التطورات الميدانية على الأرض فتحت مجالًا للبحث عن حلّ سياسي للوضع السوري.

سيطرت المعارضة على مطار كويرس العسكري-غيتي
سيطرت المعارضة على مطار كويرس العسكري-غيتي

وأوضح قبلان أنه سواء واصلت المعارضة تقدّمها في الميدان وصولًا إلى حماة أم توقفت عند حلب وإدلب، فإن ما فعلته في الأسبوع الماضي أرسى حقائق على الأرض تفرض على نظام الأسد البحث عن حل سياسي.

وقال إن أوهام نظام الأسد بعد الانفتاح الخليجي والعربي عليه، وتطبيع العلاقات معه وحضوره القمم العربية، تبددت حاليًا.

وبحسب قبلان، فإن حليفَي الأسد، روسيا وإيران ليست لديهما إمكانيات بشرية وعسكرية لإنقاذه، ولا حل أمامه سوى البحث عن حل سياسي داخلي.

"منح أنقرة الكثير من الأوراق"

من جهته، قال الدكتور سمير صالحة، أستاذ القانون الدولي في جامعة اسطنبول، إن تحرك المعارضة السورية منح أنقرة الكثير من الأوراق التي كانت تبحث عنها، ومنها تسهيل تنفيذ سيناريو عودة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم، إضافة إلى ملف المنطقة الآمنة وتحريك الأزمة السورية نحو حلول سياسية.

تقدم المعارضة يمنح تركيا مزيدا من الاوراق-غيتي
تقدم المعارضة يمنح تركيا مزيدا من الاوراق-غيتي

لكن تركيا، كما يقول صالحة للتلفزيون العربي، تحتاج إلى صيغة سياسية جديدة للحل بعد أن وصل مسار أستانا إلى طريق مسدود.

وأردف أن "هذه الصيغة قد تجدها الولايات المتحدة أيضًا ملائمة لها، لا سيما وأنها غير موجودة في منصة أستانا".

"واشنطن لا تعارض إضعاف النظام"

وعن هواجس واشنطن ووجهة نظرها، قالت كارولين روز رئيسة معهد نيولاينز للإستراتيجيات والسياسات، من نيويورك، إن تقدم المعارضة السورية مرحّب به في الولايات المتحدة، لكن لديها هواجس تتعلق بالقوى الفاعلة على الأرض، وتحديدًا هيئة تحرير الشام.

وأضافت روز للتلفزيون العربي، أن "واشنطن لا تعارض إضعاف النظام السوري ولكن لديها مخاوف من انفلات الأمور في سوريا من أي عقال"، على حد تعبيرها.

وتابعت: "رغم ذلك، فإنها تعارض التطبيع مع هذا النظام، ولا تثق به حتى لو قدّم وعودًا بالابتعاد عن إيران".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة