نشرت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم السبت، تسجيلًا مصورًا لأسيرين إسرائيليين في غزة، أحدهما حاول "إيذاء نفسه" في ظل مرضه الشديد، والوضع الصعب في القطاع، مع استمرار حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب.
في الفيديو الذي بثته القسام عبر منصة "تلغرام"، قال أحد الأسرى: "أود أن أذكركم أنني الأسير رقم 21، وهذا الأسير النائم بجانبي هو رقم 22، لا أريد الحديث عن نفسي، بل عن حالته لأنه يعاني من وضع صحي ونفسي صعب جدًا".
في الفيديو يظهر المحتجزان في غرفة صغيرة أحدهما متربع أرضًا وحليق الرأس وذارعه موشومة ويتحدث محركًا يديه، فيما الآخر ممدد ومغطى ويبدو واهنًا وقد لزم الصمت واكتفى بهز رأسه موافقًا على كلام زميله المحتجز المتحدث طيلة التسجيل المصور.
وفق وسائل إعلام إسرائيلية يظهر في الفيديو البالغة مدته ثلاث دقائق ونيفًا إلكانا بوحبوط ويوسف حاييم أوحانا.
وأضاف المحتجز: "منذ أن سمعنا أن الحرب مستمرة منذ أشهر طويلة، أدركنا كم يشكل هذا خطرًا على حياتنا، ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف زميلي عن إيذاء نفسه".
وتابع الأسير: "لقد فقدنا عالمنا وفقدنا الأمل، قبل عدة أيام، حاول زميلي إيذاء نفسه، فتدخلت أنا وأحد مقاتلي القسام لمساعدته ومنعه ونتيجة لذلك، حاول إيذاءنا أيضًا".
وجه أحدهما انتقادات واتهامات لنتنياهو.. كتائب القسام تنشر فيديو جديد لمحتجزين إسرائيليين @SoniaElwafi pic.twitter.com/wO285FK3Bq
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 10, 2025
وأوضح المحتجز أن حياة الأسرى تحولت إلى "حرجة"، مردفًا: "كل دقيقة هنا حرجة حتى (أننا) لا يمكننا النوم".
كما أشار إلى أن الأسير رقم 22 "غير مستعد لتناول الطعام أو الشراب، رغم أن الكمية المتوفرة لدينا قليلة جدًا في هذا الواقع الفظيع".
ويبلغ يوسف حاييم أوهانا 24 عامًا، فيما يبلغ إلكانا بوحبوط 36 عامًا. وقد جرى احتجازهما خلال مهرجان نوفا الموسيقي في جنوب إسرائيل في عملية "طوفان الأقصى".
بماذا طالب والد أحدهما؟
وعلى الفور، طالب والد أسير إسرائيلي ظهر في المقطع الذي نشرته "كتائب القسام"، اليوم السبت، الإسرائيليين بمواجهة حكومة بنيامين نتنياهو وإجبارها على وقف حرب الإبادة على قطاع غزة بغرض إطلاق سراح المحتجزين.
وقال آفي حاييم، والد الأسير الإسرائيلي في قطاع غزة، يوسف حاييم، إنّ "المشاكل الداخلية صرفت الانتباه عن قضية المحتجزين".
وفي حديث لهيئة البث العبرية الرسمية، طالب حاييم بـ"مواجهة الحكومة فورًا لإجبارها على وقف الحرب في قطاع غزة، من أجل الإفراج عن الأسرى".
وقال: "أشعر بأن الانتباه العام قد انصرف عن قضية الأسرى".
وأردف: "كل ما يجري الآن من مشاكل داخلية، مثل إقالة رئيس الشاباك والمستشارة القضائية، ينسينا الأسرى في غزة". وأكّد أنه "يجب مواجهة الحكومة وإجبارها على وقف الحرب".
وسبق أن ظهر المحتجزان الإسرائيليان في تسجيلات فيديو نشرتها حماس.
ومن بين 251 محتجزًا لدى المقاومة الفلسطينية، ما زال 58 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.
وتحتفظ حماس برفات جندي إسرائيلي قتل في حرب سابقة اندلعت في القطاع عام 2014.