الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

أحرقه المستوطنون حيًا.. 8 أعوام على جريمة قتل الطفل محمد أبو خضير

أحرقه المستوطنون حيًا.. 8 أعوام على جريمة قتل الطفل محمد أبو خضير

Changed

حلقة أرشيفية من برنامج "كنت هناك" تستعيد عملية خطف الطفل محمد أبو خضير في يوليو 2014 عبر شهادات ذويه وآخرين (الصورة: تويتر)
يستذكر الفلسطينيون خطف الطفل محمد أبو خضير على يد مستوطنين فجر الثاني من يوليو 2014 وإحراقه حيًا، بوصف تلك الجريمة دليلًا على غطرسة الاحتلال.

وثّقت الكاميرات في مخيم شعفاط عملية خطف الطفل محمد أبو خضير على يد مستوطنين فجر الثاني من يوليو/ تموز العام 2014. 

وبانضمام الطفل المقدسي إلى قافلة الشهداء في غضون ساعات، خُلدت ذكراه التي يستعيدها الفلسطينيون أمام غطرسة الاحتلال واعتداءات المستوطنين المستمرة، بوصفه شهيدًا وشاهدًا عليها. 

وكان الطفل محمد أبو خضير (16 عامًا) وُجد محروقًا ومشوهًا وبدت على جسده علامات تعذيب، بعد ساعات من خطفه.

حينها، قال الطب الشرعي: إن محمد أُحرق من الداخل والخارج بعد إجباره على شرب البنزين، وشكلت الحادثة صدمة في الشارع الفلسطيني اندلعت على أثرها احتجاجات واسعة في القدس.

بمضي ثمانية أعوام على جريمة خطف الطفل محمد أبو خضير وقتله، يحضر الشهيد في رثاء من عرفوه، ودعاء ذويه، ولائحة جرائم الاحتلال التي لا تنفك تتضخم.

خطف الطفل محمد أبو خضير

بالعودة إلى العام 2014، يقول المحامي وشاهد العيان حسام عابد إن خطف محمد جاء فيما كان المستوطنون يحرضون على عمليات خطف انتقامًا لأسر ثلاثة مستوطنين في الخليل.

ويشير إلى أن تلك الدعوات كانت جدية، غير أن الشرطة الإسرائيلية لم تأخذ بعين الاعتبار إبلاغات عدد من الجمعيات بشأنها.

ويستذكر أنه سبق خطف محمد محاولة خطف طفل آخر من دار زلوم على مدخل قرية شعفاط، لافتًا إلى أنه تم حينها لف حبل حول رقبة الصغير وسحبه، لكن والدته تمكنت من إنقاذه وساعدها الناس في الشارع. 

بدوره، خُطف محمد أبو خضير في الثاني من يوليو بعدما خرج فجرًا لتأدية صلاة الفجر. ويشرح والده حسين، أن نجله اعتاد أن يجلس أمام المحال التجارية مع أصدقائه قبل التوجه إلى المسجد، لكن صودف يومها عدم حضور أي منهم إلى تلك البقعة.

سهى، والدة الطفل الشهيد محمد أبو خضير، تقول إن محمد عمد في الليلة التي خطف فيها إلى مرافقة إحدى سيدات العائلة إلى منزلها حرصًا منه على سلامة أطفالها الصغار من الخطف. ولم يدرك حينها أنه سيكون هو الضحية.

وجاء انتقاء محمد أبو خضير في تلك الليلة فيما سعى المستوطنون إلى الإجهاز على الهدف الأسهل. 

جالوا يومها بسيارتهم في أحياء عديدة من القدس. ويقول محامي عائلة أبو خضير مهند جبارة، إن المستوطنين توجهوا إلى منطقة باب العمود، فلم يجدوا أي شخص يستطيعون السيطرة عليه. ومن ثم تحولوا إلى منطقة بيت حنينا.

ويضيف شاهد العيان عبد الحكيم أبو خضير، أن المستوطنين تابعوا تعقب الهدف الأسهل، وصولًا إلى شعفاط، وهناك رأوا من بعيد شخصًا يجلس عند باب أحد المحال؛ ضعيف البنية وصغير الحجم. فقالوا إنه الهدف المطلوب؛ فكانت عملية خطف الطفل محمد أبو خضير.

تشويه سمعة وترويج أكاذيب

عُثر على محمد جثة في أحد الأحراش. وطلبت سلطات الاحتلال عينات من والديه لإجراء فحص الحمض النووي، في حين عملت وسائل الإعلام الإسرائيلية على تشويه سمعة محمد وترويج الأكاذيب، وفق ما يقوله والده.

ويذكر جبارة أن قاتل محمد الرئيسي مستوطن متشدد، سكن في مستوطنة آدم، وكان يعمل في القدس حيث أدار حانوتًا لبيع النظارات، عاونه فيه أبناء أخيه القتلة الاثنين المشاركين في الجريمة.

محاكمة هؤلاء استمرت على مدار عشرات الجلسات، ويشير المحامي في هذا الصدد إلى مراوغات من جانب القتلة.

في الختام، صدرت أحكام متفاوتة على المتهمين في قضية حرق الطفل محمد أبو خضير على النحو التالي: نال المتهم الأول حكمًا بالسجن المؤبد و20 عامًا، والثاني حكم عليه بالسجن المؤبد، أما الثالث فبالسجن لمدة 21 عامًا.

ويستغرب حسين، والد الطفل محمد أبو خضير تعليقًا على هذه الأحكام، قائلًا: "لو أن عربيًا أحرق إسرائيليًا لكانوا هدموا منزله في اليوم التالي، واعتقلوا كل عائلته وسجنوه مدى الحياة مع عشرين مؤبد".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close