الجمعة 14 فبراير / فبراير 2025
Close

أحلام التميمي أول امرأة تنضم لكتائب القسام.. هل يسلمها الأردن لواشنطن؟

أحلام التميمي أول امرأة تنضم لكتائب القسام.. هل يسلمها الأردن لواشنطن؟ محدث 05 فبراير 2025

شارك القصة

أحلام التميمي لدى وصولها إلى الأردن عام 2011 بعد إفراج إسرائيل عنها
أحلام التميمي لدى وصولها إلى الأردن عام 2011 بعد إفراج إسرائيل عنها - غيتي
الخط
انخرطت أحلام التميمي في صفوف كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ويُعتقد أنها أول امرأة تنضم إلى صفوف الكتائب، وكان دورها إسناديًا وليس قتاليًا.

عاد اسم أحلام التميمي إلى صدارة الاهتمام في الأيام الأخيرة، وهي الأسيرة المحرّرة والمُبعَدة، بعد جدل واسع في الأردن، لم تنتهِ تداعياته بعد، فما القصّة؟

يوم الأحد الماضي، في 2 فبراير/ شباط 2025، أعلن الديوان الملكي عن لقاء مرتقب للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض في 11 فبراير/ شباط الجاري.  

وفي مساء اليوم نفسه نشرت وسائل الإعلام المحلية والعربية خبرًا يفيد بإبلاغ السلطات الأردنية حركة حماس أن الأردن سيبعد الأسيرة الأردنية أحلام التميمي في اليوم نفسه.

وقالت المصادر التي لم تسمّها وسائل الإعلام إن عمّان أبلغت الحركة رسميًا في الدوحة بقرارها، فإما أن تتولى الحركة موضوع إيجاد مكان يستقبل التميمي أو أن الأردن سيسلمها إلى الولايات المتحدة.

في اليوم التالي، أي الإثنين، سُئل رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، في جلسة للبرلمان عن الموضوع فنفى صحته، معتبرًا ما تردد "أخبارًا غير دقيقة".

لكن، باستثناء النفي اليتيم لرئيس مجلس النواب لم يصدر أي تعليق من الحكومة الأردنية بالنفي أو التأكيد، ما فتح الباب واسعًا أمام تأويلات عديدة عن تراجع في اللحظة الأخيرة عن قرار كانت وسائل الإعلام قد أكدته.

وأرجعت بعضها ذلك إلى تدخل عاجل للمستوى السياسي لتعليق القرار أو حتى إلغائه، إذا كان قد صدر فعلًا ولم يكن بالون اختبار، ولا سيما أن القرار قد يُربط بزيارة العاهل الأردني المرتقبة لواشنطن، ما يضرّ بصورة البلاد، وقد يعني أنها تبعث رسائل طمأنة إلى دونالد ترمب قبل لقائه العاهل الأردني بشأن مطالب واشنطن، وبعضها قديم ويتعلق بتسليم المواطنة الأردنية أحلام التميمي المتهمة بقتل أميركيين في عملية شاركت في تنفيذها في القدس.

أحلام التميمي من مواليد مدينة الزرقاء الأردنية عام 1980- غيتي
أحلام التميمي من مواليد مدينة الزرقاء الأردنية عام 1980- غيتي

هل يسلّمها الأردن لواشنطن؟

بدايةً، يحظر الدستور الأردني في المادة التاسعة منه، تمامًا إبعاد أي مواطن أردني إلى خارج البلاد، علمًا بأن أول دستور للأردن في عهد الإمارة، وكان يعرف بالقانون الأساسي وصدر عام 1928 بعد سبع سنوات من تأسيس إمارة شرق الأردن، يتضمن قانونًا يحدد شروط وحالات قيام السلطات بالإبعاد.

ويشترط القانون موافقة الدولة التي سيتم ترحيل الشخص المعني بالقرار على استقباله، على أن يكون قرار الترحيل صادرًا عن إحدى المحاكم، وبموافقة المجلس التنفيذي (الحكومة في حينه)، ولا ينفّذ إلا بعد موافقة أمير البلاد عليه.

ورغم ذلك لم تُعرف حالات إبعاد للمواطنين في تاريخ الأردن كله باستثناء حالة واحدة، وهي إبعاد قادة من حركة حماس عام 1999 إلى دولة قطر، وما زالت تلك القضية مثار جدل في أوساط النخب الأردنية، وقد اعتبرها رئيس الوزراء الأردني السابق عون الخصاونة عام 2011 خطأ سياسيًا ودستوريًا.

قادة حماس الذين أبعدهم الأردن الى قطر عام 1999-غيتي
قادة حماس الذين أبعدهم الأردن الى قطر عام 1999-غيتي

وبينما يخلو تاريخ الأردن من الإبعاد، فإنه شاهد على عرف "النفي داخل البلاد" وليس خارجها، وكان أشهر من نُفذ قرار بنفيه داخل الأراضي الأردنية الشاعر المعروف مصطفى وهبي التل (عرار) الذي أبعدته السلطات الأردنية إلى مدينة العقبة عام 1931، وهو ما لا ينطبق على الأسيرة المحرّرة أحلام التميمي لا دستوريًا ولا قانونيًا.

من هي أحلام التميمي؟

•    ولدت التميمي في مدينة الزرقاء (شمالي شرق العاصمة الأردنية عمّان) عام 1980، ودرست فيها حتى الثانوية العامة، قبل أن تنتقل إلى الضفة الغربية للالتحاق بجامعة بيرزيت لدراسة الإعلام.

•    عملت بعد تخرجها في الصحافة الفلسطينية المحلية، ومنها مجلة "ميلاد" التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وقناة "الاستقلال"، وهي قناة تلفزيونية محلية كانت التميمي تقدّم فيها برنامجًا أسبوعيًا.

باستثناء النفي اليتيم لرئيس مجلس النواب لم يصدر أي تعليق من الحكومة الأردنية بالنفي أو التأكيد، ما فتح الباب واسعًا أمام تأويلات عديدة عن تراجع في اللحظة الأخيرة عن قرار كانت وسائل الإعلام قد أكدته

•    عام 2000 كان نقلة نوعية في حياة أحلام التميمي، حيث انخرطت في صفوف كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس. ويُعتقد انها أول امرأة تنضم لكتائب القسّام التي تأسست عام 1984، وكان دورها إسناديًا وليس عسكريًا، لتحديد الأماكن التي قد تنشط فيها كتائب القسّام، وساعدها في ذلك إتقانها اللغة الإنكليزية وعملها الصحافي.

•    وفي عام 2001 قامت التميمي بالاشتراك في أول عملية عسكرية كبرى انتهت إلى حكمها بالسجن 16 مؤبدًا، وهي عملية مطعم سبارو في القدس المحتلة.

عملية سبارو

في 31 يوليو/ تموز 2001 اغتالت إسرائيل القياديين في حركة حماس جمال سليم وجمال منصور في مدينة نابلس، بقصفها مكتبًا كانا فيه بمروحيات الاباتشي، فقررت حماس الانتقام لهما.

وفي 9 أغسطس/ آب من العام نفسه، أي بعد 10 أيام من اغتيال سليم ومنصور، وفي الثانية ظهرًا، فجّر عز الدين  المصري (24 عامًا) حزامًا ناسفًا كان بحوزته، في مطعم "سبارو" الذي يقع في مدينة القدس، ما أسفر عن مقتل 15 إسرائيليًا بينهم اثنان يحملان الجنسية الأميركية.

وكان دور التميمي في العملية نقل منفذها إلى منطقة المطعم، والقيام بعمليات استطلاع لوجستية سبقت تنفيذها.

•    في 14 سبتمبر/ أيلول 2001 اعتقلت قوات الاحتلال التميمي في منزل والدها في قرية النبي صالح، وقضت محكمة إسرائيلية بسجنها 16 مؤبدًا، بتهمة المشاركة في تنفيذ عملية استشهادية لكتائب عز الدين القسام.

تفجير مطعم سبارو في القدس عام 2001 الذي ساعدت بتنفيذه أحلام التميمي-غيتي
تفجير مطعم سبارو في القدس عام 2001 الذي ساعدت بتنفيذه أحلام التميمي-غيتي

•    في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 أفرجت إسرائيل عنها ضمن الدفعة الأولى لصفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار"، أو صفقة شاليط بين إسرائيل وحركة حماس، كما شملت الصفقة الإفراج عن خطيبها نزار في حينه، المحكوم بالسجن المؤبد والذي اعتقل منذ عام 1993.    

•    في مارس/ آذار 2017، طالبت وزارة العدل الأميركية السلطات الأردنية بتسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي، لمشاركتها في تفجير مطعم إسرائيلي قتل فيه أميركيان.

•    في أواخر مارس/ آذار 2017 صادقت محكمة التمييز، وهي أعلى هيئة قضائية أردنية، على قرار صدر عن محكمة استئناف عمان يقضي برفض تسليم التميمي للولايات المتحدة الأميركية، استنادًا إلى أن اتفاقية تسليم المجرمين بين الولايات المتحدة والأردن غير نافذة رغم أنها موقعة، كون مجلس الأمة الأردني لم يصادق عليها.

•    عام 2020 هدّد أعضاء في الكونغرس الأميركي بوقف المساعدات المقدّمة للأردن إذا لم يسلّم التميمي.

زواج أحلام التميمي.. "عن بُعد"

والتميمي متزوجة من ابن عمها نزار الذي ينتمي إلى حركة فتح، وتلخص قصة زواجهما تعقيدات الحالة الفلسطينية في العالم، فقد اعتقل نزار عام 1993 حين كانت أحلام في سن المراهقة وتقيم في الأردن.

ولم تر أحلام التميمي ابن عمها إلا عام 1998 بعد التحاقها بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية، حيث أتيحت لها فرصة زيارته لأول مرة بينما كان في سجنه بعسقلان، حيث تطوّرت العلاقة بينهما وتوثقت، وأخذا يتبادلان الرسائل حتى بعد اعتقالها عام 2001.

وبينما هما معتقلان في سجنين مختلفين، اتفقا على الزواج عام 2005، وتم ذلك عن بعد، وعبر وكيلين وثقا زواجهما في إحدى المحاكم الشرعية الفلسطينية، ولم يلتقيا مجدّدًا إلا بعد الإفراج عنهما عام 2011 بموجب صفقة وفاء الأحرار، لكنهما لم يعيشا معًا بموجب القوانين الإسرائيلية التي قضت ببقاء نزار في مدينة رام الله وترحيل أحلام إلى الأردن.

بعد ذلك بعام، سمحت إسرائيل لزوج أحلام بالسفر إلى الأردن فالتقت به مجدّدًا، ولم تكن تلك النهاية السعيدة في قصة الزوجين، فقد اعتبرته السلطات الأردنية عام 2020 شخصًا غير مرغوب فيه، وطلب منه مغادرة البلاد، فانتقل إلى قطر حيث يعيش حاليًا.

تابع القراءة

المصادر

خاص موقع التلفزيون العربي