يقوم الرئيس السوري أحمد الشرع بزيارة إلى موسكو الأربعاء من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس الروسي بحسب ما أفاد مصدر حكومي سوري ومصدر في الخارجية السورية الثلاثاء، وهي الزيارة الأولى له إلى موسكو منذ توليه السلطة بعد سقوط حكم بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول.
وقال المصدر الحكومي لوكالة فرانس برس إن الزيارة المقررة الأربعاء "يشارك بها الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية ومسؤولون عسكريون واقتصاديون".
وأضاف المصدر أنه من المقرر أن يلتقي الشرع "بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، كما سيبحث الطرفان "ملفات اقتصادية تتعلق بالاستثمار وأيضا وضع القواعد الروسية في سوريا، بالإضافة إلى موضوع إعادة تسليح الجيش الجديد".
وأكّد مصدر في الخارجية السورية الزيارة ولقاء الشرع ببوتين والمواضيع المقرر بحثها.
وكان مقررا أن يشارك الشرع في قمة عربية روسية تعقد في موسكو في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، لكن روسيا أعلنت إرجاءها إلى أجل غير مسمى نظرا لمشاركة عدد من القادة العرب في مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة.
وشكّلت موسكو داعما رئيسيا لبشار الأسد على امتداد حكمه الذي استمر ربع قرن، وفرّ إليها عقب إطاحته في 8 ديسمبر/ كانون الأول.
وبعدما قدمت له دعما دبلوماسيا في مجلس الأمن الدولي إثر اندلاع الثورة عام 2011، تدخلت روسيا بقواتها العسكري لصالحه بدءا من العام 2015، وساهمت، خصوصًا عبر الغارات الجوية، في قلب الدفة لصالحه على جبهات عدة في الميدان.
وعلى الرغم من الدعم الذي قدّمته روسيا للأسد، إلا أن السلطات الجديدة برئاسة أحمد الشرع اعتمدت نبرة تصالحية تجاهها منذ البداية.
دمشق وموسكو في "احترام متبادل"
وزار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني موسكو أواخر يوليو/ تموز. وفي تلك الزيارة الأولى لمسؤول في الحكومة الجديدة، أكد على "الاحترام المتبادل".
وفي سبتمبر/ أيلول، زار نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك دمشق وقال حينها إنه جاء "من أجل فتح صفحة جديدة في علاقاتنا".
وبعد الإطاحة بالأسد، زار وفد روسي ضم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، دمشق في 28 يناير/ كانون الثاني.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير/ شباط اتصالًا بالشرع، أكد فيه دعمه "وحدة الأراضي السورية وسيادتها".
وتسعى روسيا لضمان مستقبل قاعدتيها البحرية في طرطوس والجوية في حميميم، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفياتي السابق، في ظل السلطات الجديدة.