مع بدء شهر رمضان المبارك، يقع بعض الصائمين في أخطاء غذائية قد تؤثّر سلبًا عليهم، حتى إنّها قد تتسبب في اكتسابهم الوزن، بعكس ما يرغبون.
فبدلًا من التخلص من الوزن الزائد وتصحيح النظام الغذائي، قد يلاحظ البعض خلال شهر الصوم أنه زاد كيلوغرامات إضافية نتيجة بعض عادات الإفطار الخاطئة رغم أن رمضان يعد "الشهر الذهبي" للراغبين في إنقاص أوزانهم.
وفي هذا الخصوص تقول اختصاصية التغذية غنى صنديد إن من الأنظمة الغذائية الرائجة اليوم نظام "الصيام المتقطع" الذي يقوم على الامتناع عن تناول الأطعمة كافة لساعات محددة، وهو ما يشبه الصيام. لذلك ترى اختصاصية التغذية أن أمام الصائمين في شهر رمضان فرصة مميزة لاتباع نظام مشابه بهدف تحسين الصحة.
أخطاء غذائية في الإفطار
وتشرح صنديد لـ"العربي" أن اتباع بعض العادات خلال الإفطار قد يفسد فوائد النظام الغذائي القائم على الصوم.
ومن أبرز الأخطاء الغذائية التي تسبب زيادة الوزن في شهر رمضان وفق صنديد: الأكل بسرعة كبيرة والاختيار السيء للمأكولات التي نفطر عليها. وعليه من الضروري افتتاح وجبة الإفطار باستهلاك السوائل أولًا من أجل تسميك المعدة الفارغة وحمايتها.
وتضيف اختصاصية التغذية: "عندما يفطر الصائم مباشرةً على المأكولات الأساسية كالمعكرونة وغيرها يكون بذلك قد أضر معدته بشكل كبير بسبب إدخال أطعمة غنية بالدهون وعالية بالسعرات الحرارية والنشويات إلى الجهاز الهضمي بعد ساعات من الانقطاع عن الأكل".
وأيضًا، تحذّر صنديد من تخطي تناول الشوربة الأساسية على الموائد الرمضانية، إذ إن الشوربة مهمة جدًا لمحاربة الجفاف والإمساك، أي من المهم على سبيل المثال أن يتضمن الإفطار السوائل وأهمها المياه.
أما التمر والمكسرات كالجوز واللوز والفاكهة المجففة، فتشير اختصاصية التغذية إلى أنها صحية جدًا كونها تحتوي على الألياف والمعادن والفيتامينات، ولكن الإكثار من تناولها قد يحول منافعها إلى مضار كونها غنية أيضًا بالسكر والوحدات الحرارية.
عليه، يمكن أن يبدأ الصائم مثلًا إفطاره بـ3 حبات من التمر، ثم استهلاك 3 حبات أخرى خلال وقت لاحق أو كمية قليلة من المكسرات الطبيعية.
كذلك تشدّد صنديد على ضرورة المضغ الجيد للطعام وذلك كي تهضمه المعدة بشكل أسرع، كما أنه بهذه الطريقة يرسل الجسم رسالة الشبع إلى الدماغ بسرعة أكبر.
مخاطر المشروبات الرمضانية
وعلى الرغم من شعبيتها الكبيرة خلال رمضان، إلا أن المشروبات الرمضانية والعصائر قد تتسبب بزيادة في الوزن بسبب السكر الذي تحتويه.
وفي هذا السياق، تحذّر صنديد أيضًا من أن بعض الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها البعض هي الظن بأن استهلاك العصائر الطبيعية أمر صحي، مثل شرب عصير البرتقال وغيره.
لكن في الحقيقة توضح اختصاصية التغذية أن كوبًا واحدًا من عصير البرتقال على سبيل المثال، يحتاج أقله إلى 4 حبات من البرتقال، مما يوازي استهلاك الفرد 4 حصص من الفاكهة بكوب واحد.
وتردف: "العصائر وإن كانت طبيعية إلا أنها تحتوي على نسبة سكر عالية بسبب الكميات الكبيرة التي نحتاجها لصنع كوب واحد فقط، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع فوري بمعدل السكر في الدم".
وإلى جانب العصائر الطبيعية، تبرز العصائر الرمضانية الشهيرة التي يضاف إليها في بعض الأحيان المكسرات مثل الجلاب، الذي يحتوي لوحده على 400 سعرة حرارية، وفي حال تم استهلاكه بشكل يومي فهو كفيل بزيادة الوزن لوحده نحو 1 كيلوغرام عند انتهاء شهر رمضان.
وفي ما يتعلق باللبن، تشجّع صنديد الصائمين على إدخاله إلى النظام الغذائي خلال الشهر الفضيل، لما له من منافع في ترطيب الجسم وغناه بالبروتينات الجيدة، فضلًا عن دوره المهم في زيادة نسبة الشبع.
إنما يستحسن بطبيعة الحال الاعتماد على اللبن قليل الدسم لمن يرغبون في إنقاص وزنهم، فيما تنبّه صنديد من "اللبن العيران" الذي هو لبن مخفف بالماء ولكن يضاف إليه الملح بكمية كبيرة، إذ تنصح بتقليل كمية الملح فيه خلال تحضيره.
نصائح مهمة للسحور
وعلى عكس ما قد يعتقد البعض، فإن التخلي عن السحور لا يسهم في خسارة الوزن لأن هذه الوحبة أساسية في إنقاص الوزن.
لذلك تنصح صنديد بتناول وجبة السحور وذلك بهدف عدم إضعاف نسبة حرق السعرات الحرارية في الجسم، والشعور بالشبع وإمداد الجسم بالطاقة في اليوم التالي.
وتشدد اختصاصية التغذية على ضرورة تحضير سحور صحي يرتكز على المأكولات التي تحتوي على البوتاسيوم الذي يساعد في تخفيف نسبة العطش خلال النهار، والابتعاد عن القلي واستبداله بالألبان والأجبان قليلة الدسم.
كما يمكن أن تكون وجبة من الفول والحمص ممتازة جدًا للسحور، حيث يمكن أن تكون متبلة بالحامض والثوم مع نسبة زيت قليلة.