يستعد علماء بريطانيون في مختبر بورتون داون للتعامل مع أي وباء محتمل قد يهدد حياة البشر. فبحسب صحيفة "ديلي ميل"، كشف مسؤولو الصحة اليوم النقاب عن مختبر سري للغاية داخل بورتون داون يهدف إلى تعزيز التأهب للوباء وإنشاء لقاح في غضون 100 يوم من ظهور أي فيروس.
وأكد كبار العلماء في الموقع أنهم يجهزون الأدوات التي قد تكون ضرورية إذا انتشرت سلالة إنفلونزا الطيور H5N1 التي تقف وراء تفشي المرض الذي اجتاح العالم.
مخاوف من انتشار فيروس H5N1
ولا يوجد ما يشير إلى أن الفيروس، الذي يُعتقد أنه قتل ملايين الطيور في بريطانيا وأصاب عمال المزارع، قادر حاليًا على الانتشار بين الناس.
لكن الخبراء العاملين في الموقع الجديد الذي تبلغ مساحته 3000 متر مربع يخشون أن يكون انتشار فيروس H5N1، الذي يقتل ما يقرب من 50% من المصابين به، قاب قوسين أو أدنى.
ويقع مركز تطوير وتقييم اللقاحات في وكالة الصحة والأمن في المملكة المتحدة بالقرب من سالزبري في ويلتشير.
وفي تصريح لصحيفة "التلغراف"، قال الدكتور بسام هاليس، نائب مدير المركز: "نحن نجهز الأدوات التي سنحتاجها إذا انتقل الفيروس بين البشر".
وأوضحت البروفيسورة إيزابيل أوليفر، كبيرة المسؤولين العلميين في المركز، أن العلماء يعملون على تكثيف جهود التأهب لفيروس H5N1 من خلال تعزيز مراقبة الأشخاص اللذين ربما تعرضوا للفيروس واختبارهم.
مخاوف من تطور إنفلونزا الطيور
وقد تم تسجيل أقل من 900 إصابة بشرية بهذا الفيروس على الصعيد العالمي، لكنه قتل ما يصل إلى 50% من المصابين بالعدوى.
ورغم أن النصائح الحالية الصادرة عن هيئة خدمات الصحة تشير إلى أن الخطر الذي يشكله هذا الفيروس على الصحة العامة منخفض للغاية، لكن الخبراء يخشون من أن الفيروس يمكن أن يتطور بسهولة ليصيب البشر. لذلك يعمل العلماء في بورتون داون على ابتكار لقاح يمكن أن يوقف الجائحة التالية في غضون 100 يوم من اندلاعها.
ويتفق العلماء على أنها مسألة وقت فقط قبل أن يبدأ الوباء القادم بالانتشار.
وقال وزير الصحة ستيف باركلي إن المركز "يعزز مكانة المملكة المتحدة العالمية في قيادة التأهب للأوبئة وتطوير اللقاحات والاكتشاف العلمي".
وأضاف: "المئات من كبار العلماء في العالم موجودون بالفعل في المركز يعملون على اللقاحات ... لإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم".
الموجة الأشد تدميرًا في أوروبا
وقد رُصد عدد من الإصابات في المملكة المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021. ولم يتم اكتشاف أي علامات على انتقال العدوى من إنسان إلى آخر في المملكة المتحدة.
وضرب فيروس إنفلونزا الطيور أوروبا في ديسمبر/ كانون الأول 2022. ووُصفت تلك الموجة حينها بالأشد تدميرًا في أوروبا وفقًا للسلطات الصحية الأوروبية التي أعلنت عن تعرض 37 دولة لموجة الفيروس التي أدت لإعدام نحو 50 مليون طير في مزارع الدجاج.
وأشار تقرير الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية حينها إلى رصد 600 إصابة بين الطيور البرية كالبط والبجع والتي قد تكون العامل الرئيسي الذي أسهم في انتقال العدوى بين مزارع الدواجن.
ولفت التقرير إلى أن وباء انفلونزا الطيور ازداد في الخريف الماضي بنسبة 35% مقارنة بعدد المزارع المتضررة في العام الذي سبق حين اكتُشف ما يقرب من 2500 بؤرة تفش في مزارع أوروبا.