يموت البعض من البرد القارس في فصل الشتاء، ويموت آخرون جراء وسائل التدفئة التي يعتمدونها في مواجهته.
موت داهم أو أعراض راهنة أو حتى أمراض مزمنة على المدى البعيد، توجب الحذر ليس فقط عند اختيار وسيلة التدفئة، بل عند تشغيلها أيضًا.
في هذا الإطار، يشير الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي والرئة والعناية الفائقة كارلوس نجيم، في إطلالة سابقة على شاشة "العربي"، إلى محاذير وأضرار تتعلق باستخدام وسائل التدفئة؛ ومنها تلك التي تعمل على الغاز والحطب، وأنواع من الفيول مثل الكاز والمازوت.
محاذير وأضرار استعمال وسائل التدفئة
وبينما يتحدث عن ارتباط المخاطر بعوامل منها مساحة الغرفة وعدم تهوئتها بين الحين والآخر، يلفت إلى حالات الاختناق التي تحدث في فصل الشتاء.
ويشير في ما يخص استخدام مدافئ الغاز، إلى أعراض تدريجية تبدأ بدوار وضيق تنفس وألم في الرأس وقلة في التركيز، ويوضح أنها مؤشرات إلى تصاعد مواد من المدفأة تؤثر على الصحة مباشرة.
ويذكر أن احتراق الحطب ينتج عنه مواد منها أحادي أوكسيد الكربون والنيتروجين؛ وهي جزيئات تلوث الجهاز التنفسي وتضع من يتعرض لها أمام خطر الإصابة بالربو.
وفي ما يخص أجهزة التكييف، يوضح أن الخطر هو في آلية ضخ الهواء الساخن في الغرفة. ففي حال كانت مغلقة يتحول الهواء فيها إلى جاف، ما يؤثر بالتالي على الجهاز التنفسي.
وبينما يوضح أن المصفاة في أجهزة التكييف تقوم عادة بتنقية الهواء من الغبار، ينبه من أنه في حال لم يخضع الجهاز للصيانة يطلق هذه الجزيئات مع الهواء الصادر منه، ما يؤدي إلى ضرر بالأنف والقصبة الهوائية والرئة.
قد تؤدي إلى أمراض سرطانية.. غياب الإمكانيات يدفع بالنازحين إلى استخدام المطاط والبلاستيك للتدفئة#شبابيك #إدلب pic.twitter.com/aytmDB1hYU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 19, 2022
وعليه، ينصح المختص، بما يخص مختلف وسائل التدفئة المذكورة، بفتح أبواب الغرفة التي يتم تدفئتها من وقت إلى آخر لتهوئتها، محذرًا من تشغيل المدافئ خلال النوم.
أفران ومجففات شعر
إلى ذلك، تحدث مقال أرشيفي لصحيفة "نيويورك تايمز" عن مخاطر استخدام المدفأة، وخصوصًا الكهربائية.
ونصح مقال الصحيفة بإبعاد المدفأة عن المياه، ووجوب تجنيبها الاقتراب من الأشياء القابلة للاشتعال، معددًا بعضها وهي الستائر والأوراق والأثاث والوسائد.
وبحسب المقال، تُعد أفضل طريقة لمنع نشوب حريق عدم ترك المدفأة تعمل دون رقابة، لا سيما في حال وجود طفل أو حيوان أليف يمكن أن يتسبب في سقوطها أو وصول قماش إليها.
بدوره، يشير موقع "Foxweather" في مقال ذي صلة إلى التحذيرات من تدفئة المنازل باستخدام أفران المطابخ.
وينبه من مغبة حرق مواد الشواء الخارجية، على غرار قوالب الفحم، داخل المنزل حتى وإن كان ذلك في المدفأة، متحدثًا عن أبخرة أول أكسيد الكربون السامة وعديمة الرائحة.
كما ينقل عن متحدث باسم إدارة الإطفاء، ما كشفه عن وفيات بسبب الحرائق الناجمة عن قيام أشخاص باستخدام مجفّفات الشعر تحت أغطية الفراش للتدفئة.