الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

أربعة قتلى في ضربات على بيلغورود.. الحرب الأوكرانية تشتعل ميدانيًا وسياسيًا

أربعة قتلى في ضربات على بيلغورود.. الحرب الأوكرانية تشتعل ميدانيًا وسياسيًا

Changed

ناقشت "الأخيرة" الوضع الميداني الملتهب في أوكرانيا، والتخوف الأميركي من تحركات روسيا النووية (الصورة: غيتي)
تكثّفت الضربات على بيلغورود في الأيام الأخيرة، بينما تؤكد كييف أنها تستعدّ لشنّ هجوم كبير على المناطق التي استولت عليها القوات الروسية في أوكرانيا.

لليوم السادس على التوالي، تتعرّض منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا لضربات صاروخية، قُتل على إثرها أربعة مدنيين على الأقل وجُرح 27 آخرون.

وتزايدت وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية، وبلغت ذروتها بهجوم غير مسبوق على موسكو بالطائرات المسيّرة الثلاثاء الماضي، إضافة إلى توغّل مسلّح في 22 مايو/ أيار الماضي في مقاطعة بيلغورود الروسية المتاخمة لمقاطعة خاركيف الأوكرانية.

وقال حاكم المنطقة الروسية فياتشيسلاف غلادكوف، إنّ القذائف التي أطلقتها القوات الأوكرانية تحطّمت على طريق قرب بلدة شيبيكينو التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن أوكرانيا، وتُقصف بشكل متكرّر.

وأوضح غلادكوف، في رسالة على "تيليغرام"، أنّ "شظايا قذيفة أصابت سيارات عابرة، ما أدى إلى مقتل امرأتان على الفور متأثرتين بجروحهما"، مضيفًا أنّ مدنيين اثنين قُتلا وجُرح ستة آخرون بينهم طفلان في قصف براجمات غراد على بلدة سوبوليفكا.

وفي مؤشر على حدة الضربات الأوكرانية، تحدّث الحاكم عن إصابة 21 شخصًا في أربع مناطق بينها العاصمة الإقليمية بيلغورود. كما تحدّث عن تعرّض مدن وقرى عدة للقصف.

نزوح

وتكثّفت الضربات على بيلغورود في الأيام الأخيرة، بينما تؤكد كييف أنها تستعدّ لشنّ هجوم كبير على المناطق التي استولت عليها القوات الروسية في أوكرانيا.

والناحية الأكثر تضررًا هي بلدة شيبيكينو القريبة من الحدود، والبالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، فرّ قسم منهم.

وقال غلادكوف: "البارحة، سقطت أكثر من 850 قذيفة في المنطقة".

من جهته، أفاد رئيس البلدية فالنتين ديميدوف بأنه تمّ إيواء أكثر من 2500 شخص في مراكز مؤقتة في المنطقة ولا سيما في العاصمة، التي تحمل اسم بيلغورود أيضًا.

في المقابل، أعلنت السلطات الروسية، الجمعة، مقتل ثلاثة مدنيين في قصف أوكراني على بلدتي دونيتسك وماكييفكا المحتلتين في شرق أوكرانيا.

أما في أوكرانيا، فاستُهدفت العاصمة كييف بموجة جديدة من الطائرات المسيرة المتفجّرة والصواريخ فجر الجمعة، وفقًا لرئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الذي أكد أنّه لم يتم الإبلاغ عن إصابات.

بدوره، قال الجيش الأوكراني على "فيسبوك"، إنّ "العدو استخدم هذه الليلة 15 صاروخ كروز و18 طائرة مسيرة هجومية إيرانية من نوع شاهد لشن ضربات"، مضيفًا أنّ "كل هذه الأهداف الجوية دمرها المدافعون عنا".

كما أكد الجيش الروسي أنّه قصف و"أصاب" ليلًا أنظمة للدفاع الجوي الأوكراني تغطّي "بنى تحتية عسكرية أساسية".

وفي أنحاء أخرى من أوكرانيا، قُتل شخصان الجمعة في ضربات استهدفت منطق خاركيف، كما سقط قتيل في منطقة سومي في شمال شرق البلاد.

وضاعفت روسيا هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على كييف منذ بداية مايو/أيار، ومعظمها ليلية في تكتيك تدينه أوكرانيا معتبرة أنه يهدف إلى ترويع السكان المدنيين.

"إخفاق إستراتيجي" لموسكو

دبلوماسيًا، رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، أنّ الهجوم في أوكرانيا تحوّل إلى "إخفاق إستراتيجي" لموسكو، رافضًا أي وقف لإطلاق النار غير مناسب لكييف، مشددًا على أن الاستمرار في تسليح أوكرانيا وتعزيز قوتها هو السبيل الوحيد لتحقيق "سلام حقيقي".

من جهته، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"استحالة" انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي طالما الحرب مستمرة.

وردّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قائلًا إنّ "تصريحات كهذه تظهر أن نظام كييف ليس جاهزًا وغير راغب وغير قادر على حل المشاكل المطروحة على طاولة المفاوضات".

وأكد أنّ موسكو ستواصل تحقيق "أهدافها" والدفاع عن "أمنها".

من جهته، اعترف المبعوث الصيني إلى أوكرانيا، الذي عاد إلى بكين بعد جولة في أوروبا، بأنّ "صعوبات جمة" تحول دون بدء روسيا وأوكرانيا محادثات سلام.

إلى ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ خطوات لنشر أسلحة تكتيكية في بيلاروسيا ووانشطن تلتزم بالحد من الرؤوس النووية إذا التزمت موسكو.

وأوضح ألكسندر فوترافير، رئيس تحرير المجلة العسكرية السويسرية، أنّ ما نشهده هو بداية جديدة للحرب على أوكرانيا، حيث تقوم موسكو بما كانت تخطط له منذ بداية الحرب قبل عام ونصف.

وقال فوترافير، في حديث إلى "العربي"، من جنيف، إنّ خطورة نشر الأسلحة التكتيكية يكمن في أنّه يعيدنا إلى السنوات العشرين الماضية، ويعطي انطباعًا بأن كل معاهدات نزع السلاح أصبحت من الماضي.

وأكد أنّ أوكرانيا غير قادرة على الانضمام إلى "الناتو" حاليًا خلال الحرب، ولذلك فإن الحلف يقوم بإعادة صياغة بعض إستراتيجياته وعلاقاته مع أعضائه، لكن السؤال هو إلى أي مدى يستطيع الحلف حماية حدود أعضائه ودعم تحالفاته العسكرية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close