الخميس 3 أكتوبر / October 2024

أردوغان يلوح بحرق طلب انضمام السويد للناتو.. ما خلفيات الموقف التركي؟

أردوغان يلوح بحرق طلب انضمام السويد للناتو.. ما خلفيات الموقف التركي؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش الأزمة بين تركيا والسويد ومسألة انضمام الأخيرة إلى الناتو (الصورة: غيتي)
أعلن أردوغان أن السويد المرشحة لعضوية الناتو لم يعد بإمكانها الاعتماد على دعم تركيا، فيما انتقد ستولتنبرغ موقف الرئيس التركي.

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السويد يجب ألا تتوقع دعم تركيا لملف عضويتها في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، بعد الاحتجاج الذي حصل قرب السفارة التركية في ستوكهولم وتخلله إحراق نسخة من القرآن الكريم.

وقال الرئيس التركي: "لا يحق للإدارة السويدية أن تتحدث إلينا عن الحقوق والحريات، إذا كنتم تحترمون الحقوق والحريات إلى هذا الحد، فعليكم أن تحترموا أولًا المعتقدات الدينية للجمهورية التركية والمسلمين، إذا لم تظهروا هذا الاحترام، فأنا آسف لن تروا أي دعم منا بشأن عضوية الناتو".

في المقابل، رفض وزير الخارجية السويدية التعليق على التصريحات التركية، مشددًا في الوقت ذاته على احترام بلاده للاتفاق القائم مع تركيا بشأن نيل عضوية حلف شمال الأطلسي.

إلا أن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ هاجم بشدة موقف أردوغان، واضعًا حرق المصحف في إطار حرية التعبير، وفق قوله.

ودعا ستولتنبرغ أنقرة لعدم عرقلة انضمام السويد إلى الحلف.

التأثير على محادثات الانضمام

هذه الأزمة فجرها المتشدد اليميني السويدي الدنماركي راسموس بالودان، الذي اعتاد على حرق نسخ من القرآن في مدن سويدية عدة، لكن هذه المرة فعل فعلته في المكان والزمان غير المناسبين أمام سفارة تركيا، في وقت تنتظر فيه السويد موافقة أنقرة على الانضمام للحلف، فلربما هدف المتطرف التأثير على محادثات الانضمام، هكذا ترى واشنطن.

ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد براس: "حقيقة الأمر أن هذا الشخص محرض ربما سعى عمدًا إلى إحداث شرخ بين شريكين مقربين لنا هما تركيا والسويد، أو أراد عمدًا التأثير على المفاوضات الجارية بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو".

فعضوية السويد لا تصبح ناجزة ما لم توافق عليها تركيا، فهي لا تشترط فقط احترام المعتقدات مقابل ألا تعرقل الانضمام السويدي للحلف العسكري، بل ترهن أنقرة أيضًا أي تقدم محتمل على هذا الصعيد بتسليم السويد أشخاصًا تتهمهم تركيا بالإرهاب.

من جهته، اعتبر وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو أن هناك حاجة إلى توقف مؤقت لبضعة أسابيع في المحادثات الثلاثية بين فنلندا والسويد وتركيا، بشأن خطط البلدين الإسكندنافيين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

في أول موقف من نوعه، أكد الوزير أن على بلاده أن تدرس احتمال الانضمام إلى الناتو بدون السويد، غداة استبعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعطاء الضوء الأخضر لترشيح ستوكهولم.

ما خلفيات الموقف التركي حيال السويد؟

وحول موقف أردوغان، أوضح مراسل "العربي" من أنقرة أن تركيا أبدت استياءها مما وصفته بالاعتداء الدنيء المتمثل بحرق نسخة من القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ربما فجرت الموقف التركي بشكل واضح أمام الرأي العام، خاصة أمام الحلفاء في الناتو.

وأضاف أن هذا الموقف يأتي بعد أسابيع من موقف للرئاسة التركية قالت فيه إن البرلمان التركي ليس في وضع يسمح له بالتصويت على قرار انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، وسيتم تأجيل هذا التقييم إلى ما بعد الانتخابات.

وأردف مراسلنا أن تركيا ليست راضية عن عملية التنسيق مع السويد في إطار ملاحقة ما تصفهم بالتنظيمات الإرهابية وهما تنظيم فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني، مشيرًا إلى تصريحات سابقة لوزير العدل التركي تحدث فيها عن أن السويد لا تتعاون في إعادة تسليم المطلوبين للعدالة التركية، وأن هناك أشخاصًا كثرًا تم تقديمهم إلى الجانب السويدي، لكن لم تحصل أي خطوة إيجابية في هذا الإطار.

وتابع أن الشرط التي وضعته تركيا منذ بداية المفاوضات هو بأن يكون هناك تعاون من قبل السويد وفنلندا في إطار ملاحقة "الإرهابيين"، وهو الأمر الذي لم يتحقق وفق السياسة التركية، وبالتالي ربما هذا هو السبب الأساسي وراء الموقف التركي، لكن حرق نسخة من القرآن الكريم ربما هو ما فجر وأوضح الأزمة.

وفي إشارة إلى طريقة التفاوض بين تركيا وكل من فنلندا والسويد، لفت مراسلنا إلى أن أنقرة كانت دائمًا ما تسعى إلى إظهار أن الموقف الفنلندي أكثر إيجابية من الموقف السويدي.

إلا أنه أشار إلى تصريح سابق لوزير الخارجية التركي تحدث فيه أن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو ليس ملفًا منفصلًا، إنما هو ملف واحد، وبالتالي لا يمكن لأنقرة أن تتعامل مع كلتا الدولتين على حدة إنما ستتعامل معهما بشكل مشترك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي