الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

أزعج ترمب وأغضب الغرب كثيرًا.. من هو "رجل بوتين" دميتري ميدفيديف؟

أزعج ترمب وأغضب الغرب كثيرًا.. من هو "رجل بوتين" دميتري ميدفيديف؟

شارك القصة

 الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف
انتخب ميدفيديف رئيسًا لروسيا في 2008 عندما مُنع فلاديمير بوتين من الترشح مرة أخرى بموجب القانون المعمول به في ذلك الوقت- غيتي
الخط
دخل الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف في سجال قوي مع دونالد ترمب ما دفع الأخير لنشر غواصات نووية أميركية.

اشتبك الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف في سجال محتدم على وسائل التواصل الاجتماعي مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إعلان أمره تغيير موقع غواصتين نوويتين أميركيتين.

وقد عُرف ميدفيديف بتنقلاته بين مواقع عديدة هامة في المؤسسة الروسية السياسية حتى وصوله في نهاية المطاف إلى منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.

وكان ميدفيديف قد أُنتخب رئيسًا لروسيا في 2008 عندما مُنع فلاديمير بوتين من الترشح مرة أخرى بموجب القانون المعمول به في ذلك الوقت بعد أن قضى ولايتين رئاسيتين.

وأدار ميدفيديف الكرملين أربع سنوات، وكان بوتين رئيسًا للوزراء، لكن ساد اعتقاد واسع النطاق في أوساط المحللين في روسيا والغرب بأنه لا يزال يدير الكرملين قبل تبادل الإثنين منصبيهما بعد انتخابات 2012، وهي مناورة سياسية أثارت احتجاجات المعارضة.

حرب قصيرة مع جورجيا

ودرس ميدفيديف، وهو ابن أستاذين جامعيين، القانون وعمل لبعض الوقت في القطاع الخاص. ووصفه معاصرون بأنه مثقف وذكي‭‭‭ ‬‬‬بسبب صوته الخفيض.

ترمب وميدفيديف
توترت العلاقات بين موسكو وواشنطن في أغسطس الماضي إثر قرار ترمب نشر غواصتين نوويتين- رويترز

وخلال توليه الرئاسة، كان الغرب ينظر إليه في بادئ الأمر على أنه داعم محتمل للتحديث والإصلاح وأنه مستعد للعمل على إنهاء جمود العلاقات مع الولايات المتحدة. وفي 2009، وقع مع الرئيس باراك أوباما معاهدة (ستارت) الجديدة لخفض عدد الأسلحة النووية.

لكن فترة رئاسة ميدفيديف شهدت أيضًا خوض روسيا حربًا قصيرة مع جارتها جورجيا في 2008، ولم يحقق أهدافه المعلنة المتمثلة في معالجة الفساد المستشري وتحسين سيادة القانون في روسيا وتعزيز دور المجتمع المدني وإعادة التوازن إلى الاقتصاد للحد من اعتماده المفرط على إنتاج النفط والغاز.

وشغل ميدفيديف منصب رئيس الوزراء خلال رئاسة بوتين لثماني سنوات في فترة تصاعد فيها التوتر مع الغرب من جديد، لا سيما بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014.

لكن حظوظ ميدفيديف السياسية تراجعت عندما أقاله بوتين في يناير/ كانون الثاني 2020 واستبدل ميخائيل ميشوستين به. ويتولى ميشوستين المنصب منذ ذلك الحين.

"مناصر قوي للحرب"

وتولى ميدفيديف لاحقًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن، وهو هيئة تتمتع بالنفوذ وتضم رؤساء أجهزة المخابرات الروسية.

وتبنى ميدفيديف دورًا جديدًا لنفسه تمثل في كونه مناصرًا قويًا للحرب ومدافعًا متفانيًا عنها، وأطلق تصريحات نارية مناهضة لكييف والغرب وحذر مرارًا من خطر "نهاية العالم" النووية.

وفي مايو/ أيار 2024، قال إن اعتقاد الغرب بأن روسيا لن تستخدم أسلحة نووية تكتيكية ضد أوكرانيا سيكون "خطأ قاتلًا". كما أشار إلى احتمال قصف دول معادية لم يسمها بأسلحة نووية إستراتيجية.

وكانت تصريحاته تحمل في كثير من الأحيان عبارات صادمة ومهينة واستفزازية للزعماء الأجانب. ووصف ميدفيديف الأوكرانيين بأنهم "صراصير"، وهي مصطلحات وصفتها كييف بأنها تحمل طابعًا صريحًا بالإبادة، كما نعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمجرم ومدمن المخدرات والجرذ والمسخ.

وفي يناير 2023، اتهم ميدفيديف رئيس وزراء اليابان بالخنوع المخزي للولايات المتحدة واقترح عليه أن يقتل نفسه عن طريق نزع أحشائه، وهو طقس متبع في اليابان.

ورفضت شخصيات من المعارضة الروسية تصريحات ميدفيديف ووصفتها بأنها مجرد هذيان يدل على العجز. لكن بعض الدبلوماسيين الغربيين يرون أنها تعكس جانبًا من طريقة التفكير داخل دوائر صنع القرار في الكرملين. وحتى الآن، لم يصدر رد مباشر من قادة الغرب على مثل هذه التصريحات إلا فيما ندر.

"لعبة الإنذارات"

وقد تغير ذلك الأمر الشهر الماضي، عندما وجّه ترمب انتقادًا لاذعًا لميدفيديف واتهمه باستخدام كلمة "النووي" باستهتار وذلك بعدما انتقد المسؤول الروسي الضربات الجوية الأميركية على إيران وقال إن "عددًا من الدول" مستعدة لتزويد طهران برؤوس نووية.

وعندما حدّد ترمب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات إضافية، ومنها فرض عقوبات على مشتري صادراتها، اتهمه ميدفيديف بممارسة "لعبة الإنذارات" والاقتراب خطوة إضافية من الحرب بين روسيا والولايات المتحدة.

وردّ ترامب بالقول: "أخبروا الرئيس الروسي السابق الفاشل ميدفيديف، الذي يظن نفسه لا يزال رئيسًا، بأن يتوخى الحذر في كلامه فهو يقترب من منطقة شديدة الخطورة!".

وردّ ميدفيديف مجددًا يوم الخميس الماضي قائلًا: "رد الفعل العصبي" لترمب يُثبت أن روسيا تسير في الاتجاه الصحيح، مشيرًا مجددًا إلى قدرات موسكو النووية.

وفي اليوم التالي، أعلن ترمب عن نشر غواصات نووية أميركية في "المناطق المناسبة"، ومنذ ذلك الحين لم يدل ميدفيديف بأي تعليقات جديدة.

تابع القراءة

المصادر

رويترز