الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

أزمات لبنان.. "زيادة ملحوظة" في أعداد المهاجرين إلى غرب إفريقيا

أزمات لبنان.. "زيادة ملحوظة" في أعداد المهاجرين إلى غرب إفريقيا

Changed

عادت الاحتجاجات إلى الشوارع اللبنانية في الأيام الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية (غيتي)
عادت الاحتجاجات إلى الشوارع اللبنانية في الأيام الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية (غيتي)
يستحيل معرفة عدد الذين انتقلوا إلى إفريقيا بالضبط منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان عام 2019، لكن الأدلة تُشير إلى أن العدد كبير، وفقًا لتقرير لـ"إيكونوميست".

عندما بدأت المصارف اللبنانية بالانهيار، وعمّت التظاهرات الاحتجاجية الشوارع في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، قاوم موسى خوري كل الإغراءات لمغادرة وطنه. حتى بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020، قام خوري بترميم نوافذ منزله وبقي في لبنان. لكنّه في النهاية لم يستطع تحمل انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار، وهاجر إلى غرب إفريقيا.

خوري واحد من حوالي 250 ألف لبناني يعيشون في غرب إفريقيا، وفقًا لمجلة "إيكونوميست"، التي أشارت إلى تزايد أعدادهم في الأشهر الأخيرة.

يُدير خوري شركة ناشئة لبيع الخضار المزروعة في المزارع المائية. كان عملاؤه يدفعون له بالعملة المحلية، في حين يطالبه مورّدوه بالعملة الصعبة. لذلك، قبِل في أبريل/ نيسان عرضًا من أحد معارفه، الذي وعده بالاستثمار في الشركة إذا انتقل إلى غانا.

أعداد كبيرة من المهاجرين

يستحيل معرفة عدد الذين انتقلوا إلى إفريقيا بالضبط منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان في عام 2019، لكن الأدلة تُشير إلى أن العدد كبير.

ونقلت المجلة عن طيار من أصل لبناني يعيش في توغو، قوله: إن اللبنانيين يحزمون حقائبهم ويتوجّهون إلى غرب إفريقيا. كما أفادت السفارة اللبنانية في نيجيريا عن "زيادة ملحوظة" في عدد اللبنانيين الذين انتقلوا إلى غرب القارة.

من جهتها، أشارت غيتا حوراني، التي تُدير مركزًا لدراسة الهجرة في جامعة سيدة اللويزة اللبنانية، إلى تدفّق المكالمات من اللبنانيين الذين يرغبون في الحصول على المشورة بشأن كيفية لمّ الشمل في الخارج، بما في ذلك في إفريقيا.

نجاح ملحوظ

تُفيد الرواية الشائعة بأن عددًا كبيرًا من اللبنانيين وصلوا إلى غرب افريقيا في القرن التاسع عشر، من السفن المتجهة إلى أميركا. وأثبت الوافدون الجدد نجاحًا ملحوظًا، على اعتبارهم وسطاء بين السكان المحليين والقوى المستعمرة، ولاحقًا باعتبارهم أصحاب أعمال وتجار سلع.

اليوم، على سبيل المثال، يقال: إن اللبنانيين يسيطرون على العديد من الشركات في ساحل العاج التي تعمل بتصدير البن أو الكاكاو.

على مدى قرن من الصراع والأزمات والمجاعة، تشتّت اللبنانيون في جميع أنحاء العالم. لكن في هذه الأيام، يجد اللبنانيون أن الحصول على تأشيرات من بلدان غرب إفريقيا أسهل بكثير من الحصول على تأشيرات من أميركا أو الدول الأوروبية. كما أنه من السهل الحصول على الوظائف.

يقول كريم مكي، السنغالي من أصل لبناني: إن "العمّال المهرة يحصلون على رواتب جيدة. ومعظم دول غرب إفريقيا تضمّ كنائس ومساجد ومدارس لبنانية".

سهولة الحصول على تأشيرة

يُخطّط بعض الوافدين الجدد إلى إفريقيا للبقاء لفترة من الوقت. وقال إبراهيم شاهين، مهندس ميكانيكي غادر لبنان العام الماضي: إن عملية الحصول على تأشيرة كندا كانت مرهقة للغاية، كما أنه لم يحصل على ردّ على طلبات الهجرة إلى دول الخليج. لذلك، عندما حصل على وظيفة في شركة يُديرها لبنانيون في نيجيريا لم يتردّد في السفر. في غضون أسبوعين، انتقل إلى العاصمة أبوجا. ويتوقّع البقاء هناك لمدة عشر سنوات.

على عكس شاهين، يبدو خوري متردّدًا في قرار السفر. كان يأمل باستخدام شركته الناشئة لتعزيز الإنتاج الزراعي في لبنان، الذي يستورد حاليًا جميع المواد الغذائية تقريبًا. لكنّه الآن، يقوم ببناء خيمة زراعية في أكرا عاصمة غانا، بهدف بيع سلال من اللفت والكراث والخس للمحلات الكبرى والمطاعم والفنادق المحلية.

يُخطّط خوري للبقاء في أكرا لمدة عام على الأقل. لكن عائلته الكبيرة عادت إلى لبنان. كما أبقى على شركته في لبنان. ويقول إنه فعل ذلك بسبب الحنين إلى بلاده، لا لكسب المزيد من الأرباح.

لا عملة أجنبية كافية 

ويعاني لبنان من أجل الحصول على ما يكفي من العملة الأجنبية لدفع ثمن الوقود والواردات الأساسية الأخرى، وانهارت موارده المالية بسبب جبل من الديون التي تراكمت منذ الحرب الأهلية التي دارت بين 1975 و1990.

ويواصل سعر صرف الدولار تحليقه في لبنان أمام العملة المحلية المنهارة، حيث وصل أخيرًا في السوق السوداء إلى 15000 ليرة.

ويتزامن المسار التصاعدي السريع لسعر الدولار الذي بدأ منذ أسبوع مع عودة الاحتجاجات في الشارع والدعوات إلى تسخينها ردًا على ما آل إليه التدهور المعيشي.

يُذكر أنّ الأزمة التي بلغها لبنان أشار إليها تقرير أخير للبنك الدولي على أنها تُعد واحدة من أسوأ الأزمات على صعيد العالم منذ 150 عامًا.

المصادر:
إيكونوميست

شارك القصة

تابع القراءة
Close