الثلاثاء 1 أكتوبر / October 2024

أزمة إنسانية تتفاقم بغزة.. الاحتلال مصرّ على مواصلة العدوان رغم خسائره

أزمة إنسانية تتفاقم بغزة.. الاحتلال مصرّ على مواصلة العدوان رغم خسائره

شارك القصة

مع استمرار العدوان على غزة لقرابة سبعين يومًا يزداد الوضع الإنساني في القطاع  تفاقمًا - الأناضول
مع استمرار العدوان على غزة لقرابة سبعين يومًا يزداد الوضع الإنساني في القطاع تفاقمًا - الأناضول
تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثامن والستين، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث وصف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الوضع داخل القطاع بأنه "كارثي".

لم يمنع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تبنّته أمس الثلاثاء بأغلبية ساحقة ويدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزة، مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع الفلسطيني المحاصر.

فوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي رأى أن الموافقة على وقف لإطلاق النار في غزة في هذه المرحلة سيكون خطأ، قال إن إسرائيل ستواصل ما تسميه "حربها على حماس" سواء بدعم المجتمع الدولي لها أو دونه.

وفي اليوم الثامن والستين من العدوان، ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 18608، فيما قال الدفاع المدني في غزة لـ"العربي" إنّ أكثر من 8 آلاف فلسطيني ما زالوا تحت الأنقاض.

وتحدث رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن توثيق إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن شهداء العدوان الإسرائيلي.

وأوضح في حديث لوكالة "الأناضول"، أن الناس في قطاع غزة قد لجأوا لإنشاء مقابر جماعية عشوائية في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، في ظل صعوبة الوصول للمقابر الرئيسية والمنتظمة.

واليوم الأربعاء، تواصل القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق غزة من شمال القطاع إلى جنوبه.

ومن بين ضحايا القصف، 20 شخصًا استشهدوا بعد قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في خانيونس، و13 آخرين استشهدوا جراء استهداف الاحتلال منزلين في رفح جنوب القطاع.

وفي دير البلح وسط قطاع غزة، استشهد طفلان وأصيب عدد آخر جراء استهداف الاحتلال لأحد المنازل.

وفي الشمال، أفاد الصحفي عماد زقوت في حديثه لـ"العربي" من شمال غزة، بأن قوات الاحتلال تواصل قصف مناطق عدة شمالي القطاع وخصوصًا مخيم جباليا، لافتًا إلى أن الفلسطينيين مجبرون على دفن شهدائهم في الساحات العامة وداخل مراكز الإيواء.

المقاومة تكبد الاحتلال خسائر باهظة

في غضون ذلك، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدّي للجيش الإسرائيلي على مختلف محاور القتال في قطاع غزة، مكبدة الاحتلال خسائر باهظة.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن "المقاومة تواصل إيقاع الخسائر الفادحة بالاحتلال شمالي قطاع غزة، بما في ذلك العمليات المشتركة بين القسام وسرايا القدس"، لافتًا إلى أن أي رهان على ترتيبات في غزة أو في القضية الفلسطينية من دون حماس وباقي فصائل المقاومة هي وهم وسراب.

وكانت كتائب القسام – الجناح العسكرية لحركة حماس – أعلنت أنها وسرايا القدس أوقعتا قوة للاحتلال قوامها 15 جنديًا في كمين بين قتيل وجريح وسط قطاع غزة.

وفي بيان آخر، أشارت إلى أن "قواتها قصفت مستوطنة أسدود المحتلة برشقة صاروخية ردًا على استهداف المدنيين". كما كشفت أنها "قصفت مجددًا حشود قوات العدو المتوغلة في محيط شارع 5 بخانيونس بقذائف الهاون".

بدورها، أفادت سرايا القدس بأن مقاتليها اشتبكوا مع قوة راجلة وأوقعوها بين قتيل وجريح في محاور التقدم بحي الشجاعية شرقي غزة.

وأشارت إلى "قصفها تجمع لجنود العدو بالصواريخ وقذائف الهاون في محيط منطقة المحطة بمدينة خانيونس".

وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 19 ضابطًا وجنديًا بالمعارك في قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة، ما رفع الحصيلة إلى 619 منذ انطلاق العمليات البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كما وصل عدد الضباط والجنود القتلى الذين سمح جيش الاحتلال بنشر أسمائهم منذ ساعات فجر اليوم الأربعاء إلى 10 قتلى.

وقد اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بمواصلة الكذب والتهرب من المسؤولية، بينما يُقتل الجنود الإسرائيليون في غزة كل يوم.

وقال لابيد في سلسلة تدوينات على حسابه عبر منصة "إكس": "نتنياهو يفعل ما كان يفعله طوال حياته: التحريض والكذب وإنتاج الكراهية، وهو الآن يفعل ذلك فقط في خضم حرب مريرة، حيث يُقتل الجنود كل يوم، ولم يتعلم شيئًا من 7 أكتوبر".

تفاقم الوضع الإنساني في غزة

ومع استمرار العدوان على غزة لقرابة سبعين يومًا، يزداد الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المحاصر تفاقمًا.

وقد زاد اليوم هطول الأمطار على مختلف مناطق قطاع غزة من مأساة الغزيين، الذين يعانون ويلات الحرب من موت ونزوح وتشرد وجوع. 

ونبه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إلى أن الوضع داخل القطاع "كارثي ولا يحتمل المماطلات"، داعيًا لإدخال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية المتكدسة في الجانب المصري من معبر رفح.

وكشف أن "أهالي غزة يعانون من النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء وإن غزة تقترب من المجاعة أكثر من أي وقت مضى". 

بدوره، قال المدير العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن قدرة الوكالة على تقديم الخدمات في قطاع غزة على وشك الانهيار بعد استشهاد أكثر من 130 من موظفيها في القطاع.

وأضاف فيليب لازاريني: "تعتمد الاستجابة الإنسانية برمتها إلى حد كبير على قدرة الأونروا. إنها الآن على وشك الانهيار".

إلى ذلك، أشار البنك الدولي إلى أن الحرب على قطاع غزة ستدفع نحو انكماش "حاد" في الاقتصاد الفلسطيني، وسط آثار "مدمرة" على السكان في قطاع غزة، وبدرجة أقل في الضفة الغربية.

وذكر البنك الدولي في تقييم اقتصادي لفلسطين، أن التقديرات تشير إلى أن معدلات الفقر متعدد الأبعاد قد ارتفعت ارتفاعًا هائلًا في غزة، ومن الممكن أن تزيد أيضًا في الضفة الغربية".

واعتبر أن تراجع مصادر الدخل بسبب فقدان الوظائف وتراجع التجارة وتشديد القيود وخفض الرواتب، ستؤدي إلى تراجع مستويات النمو بسبب التأثير على مستويات الاستهلاك.

وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي توقع اليوم الأربعاء، المزيد من النزوح في منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب على غزة، التي أدت إلى نزوح 85% من سكان القطاع داخليًا. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة