الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

أزمة التنظيم تتحول إلى كارثة في "الأمم الإفريقية".. قتلى وجرحى في مباراة

أزمة التنظيم تتحول إلى كارثة في "الأمم الإفريقية".. قتلى وجرحى في مباراة

Changed

تقرير حول سلسلة الفضائح التي شهدتها بطولة أمم إفريقيا منذ بدايتها (الصورة: غيتي)
تسبب سوء التنظيم في بطولة أمم إفريقيا بكارثة، حيث توفي 6 مشجعين وأصيب آخرون جراء تدافع سبق مباراة الكاميرون وجزر القمر التي خاضت اللقاء بلا حارس المرمى.

توفي 8 أشخاص وأصيب العشرات في حادث تدافع شهده استاد ياوندي الأولمبي في الكاميرون، أمس الإثنين، قبل المباراة التي جمعت الدولة المضيفة مع منتخب جزر القمر، ضمن الدور الـ16 من بطولة كأس الأمم الإفريقية.

وأعلنت الحكومة الكاميرونية، في بيان، أن ثمانية مشجعين على الأقل لاقوا حتفهم وأصيب 38 في تدافع باستاد ياوندي.

ونقل التلفزيون الرسمي في الكاميرون، أن الحادثة تسببت بنقل العشرات إلى المستشفى، فيما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لجثث قيل إنها تعود لضحايا الحادث، وسط سخط كبير من رواد مواقع التواصل حول العالم، لاسيما محبي كرة القدم ومتابعي البطولة تحديدًا. 

وتضاف هذه الكارثة إلى سلسة فضائح شهدتها البطولة، بدأت في التحكيم الذي شهدته مباراة تونس ومالي خلال الدور الأول وصولًا إلى مخاطر أمنية، وغياب المترجمين باللغة العربية عن المؤتمرات الصحافية الخاصة بالمنتخبات، وسوء أرضية الملاعب، وغيرها من الحوادث التي شهدتها البطولة. 

كارثة التنظيم

وأظهرت الصور التي تم تداولها بعض المشجعين وهم يستغيثون، بسبب التدافع الذي أدى لسحق بعضهم، فيما اكتفى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بإصدار بيان قال فيه: إنه على علم بحادث وقع في الملعب.

وجاء في البيان: "الكاف يحقق حاليًا في الموقف ويحاول الحصول على مزيد من التفاصيل حول ما حدث. نحن على اتصال مستمر مع حكومة الكاميرون واللجنة المنظمة المحلية".

وبعد حضور جماهيري منخفض في مباريات الدور الأول في الملاعب الجديدة التي تم تشييدها من أجل البطولة القارية، فتحت السلطات الكاميرونية بوابات الاستاد ونظمت عمليات نقل جماعي ومنحت تذاكر مجانية لجذب المشجعين.

ونقلت صحيفة دايلي ميل البريطانية عن حاكم المنطقة الوسطى في الكاميرون ناصر بول بيا، أنه قد يكون هناك المزيد من الضحايا. وقال بيا: "لسنا في وضع يسمح لنا بإعطاء العدد الإجمالي للضحايا".

وفازت الكاميرون على عشرة لاعبين من جزر القمر بنتيجة 2-1 لتتأهل إلى دور الثمانية.

حالات حرجة

وقالت الصحيفة: إن هناك تقارير تتحدث عن عملية سحق لأشخاص وقعت حين كان المشجعون يشقون طريقهم إلى الاستاد.

وقال مسؤولون في مستشفى قريب للصحيفة: إنهم استقبلوا ما لا يقل عن 40 مصابًا جراء التدافع. وقالت إحدى الممرضات: "بعض الجرحى في حالة بائسة". وأضافت: "سيتعين علينا إجلاؤهم إلى مستشفى متخصص".  

ونقلت الصحيفة عن شهود في الملعب أن أطفالًا كانوا من بين الذين حوصروا في التدافع. وأن الواقعة حصلت عندما أغلق مضيفو الاستاد البوابات وأوقفوا دخول الناس.

وأفاد مسؤولون بأن نحو 50 ألف شخص حاولوا حضور المباراة، في الملعب الذي تبلغ سعته 60 ألف متفرج، بينما كانت الإجراءات تحتم على المنظمين عدم السماح بالسعة كلها في الملعب، والاكتفاء بنسبة 80% وهي النسبة التي تطابق الإجراءات الاحترازية المفروضة بسبب تفشي فيروس كورونا. 

انعدام العدالة

ورغم ذلك انطلقت المباراة، التي سبقها جدل واسع بسبب غياب جميع حراس المرمى عن منتخب جزر القمر، الذي تلقى إشادات واسعة من الصحافة الدولية والإفريقية على شجاعته في خوض المباراة بغياب حارس، واستبداله بالظهير الأيسر في الفريق شاكر الهدهور.

وخسرت جزر القمر حارسها الأساسي سالم بن بوينا الأسبوع الماضي، بعد تعرضه للإصابة، فيما تعرض كل من حارسيها الاحتياطين علي أحمدا ومؤيد أوسيني للإصابة بفيروس كورونا. 

وانفجر الخلاف قبل المباراة، حين خضع حارس الاحتياط أحمدا لفحوصات كورونا وأتت النتيجة سلبية، لكن الاتحاد الإفريقي رفض مشاركته، وأجبرت اللجنة الطبية للكاف منتخب جزر القمر على وضع الحارس المتعافي من الفيروس في حجر صحي لمدة خمسة أيام احترازية. 

ودخل منتخب جزر القمر المباراة رغم اعتراض بعثته، وفي غياب عدة لاعبين أساسيين بالإضافة للمدرب أمير عبدو بسبب الإصابة بكوفيد19، ولازموا الحجر الصحي، واكتفوا بمتابعة زملائهم من مركز إقامتهم بأحد الفنادق.

وما زاد الأمور صعوبة على منتخب جزر القمر، رفع حكم المباراة البطاقة الحمراء في وجه نجم المنتخب ندجيم عبدو، بعد 7 دقائق فقط من بداية المباراة. ليكمل المنتخب اللقاء بنقص عددي ومدافع بدل حارس مرمى. 

الهدهور

رغم ذلك استبسل منتخب جزر القمر، وقدم مباراة بطولية أمام البلد المضيف ووسط جماهيره، وتصدى المدافع - الحارس لأكثر من كرة خطرة.

وتناقل رواد مواقع التواصل حول العالم صورة تلخص ما اعتبره العديد "انعدام العدالة" في المباراة، حيث هم الهدهور بالتصدي لإحدى كرات منتخب الكاميرون، وهو يضع يديه خلف ظهره، أسوة بالمركز الذي اعتاد اللعب فيه، حيث يلجأ المدافع لإخفاء يديه حتى لا تصطدم الكرة بها، قبل أن يعود ويدرك أنه في مركز الحراسة، ليلتقط المصورون الصورة التي قد تطبع مطولًا في الأذهان عند عشاق اللعبة. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close