الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

أزمة الرهائن بين إيران وأميركا.. هكذا انطلق عهد من العلاقات "المتفجرة"

أزمة الرهائن بين إيران وأميركا.. هكذا انطلق عهد من العلاقات "المتفجرة"

Changed

مقابلة مع مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون لمبرت ضمن برنامج "وفي رواية أخرى" للحديث عن أزمة الرهائن بين إيران وأميركا (الصورة: غيتي)
استمرّت أزمة الرهائن بين إيران وأميركا زهاء 444 يومًا، بدأت مع اقتحام مجموعة من الطلاب الإيرانيين للسفارة الأميركية في طهران، واحتجاز 60 أميركيًا.

تشكّل أزمة الرهائن بين إيران وأميركا، أحد أبرز تجليات العلاقة التي يصحّ وصفها بـ"المتفجّرة"، بين بلدين يرمز كلّ منهما إلى محور "مضاد" للآخر، وتؤشر إلى واحدة من أهمّ الأزمات الدبلوماسية على مرّ التاريخ.

تعود جذور هذه الأزمة، التي يصادف 20 يناير ذكرى انتهائها، إلى الثورة الإيرانية، وتحديدًا يوم حطّت طائرة روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في مطار طهران الدولي في فبراير/ شباط 1979.

حينها فقط، بدأ تاريخ جديد يُرسم للبلاد، ولعلاقاتها مع دول المنطقة والغرب، أخذت معه الولايات المتحدة والدول الأوروبية وضع المراقب للأحداث، قبل اتخاذ موقف من الواصل الجديد إلى السلطة.

لكنّ هذه الوضعية الهادئة في العلاقات لم تستمر طويلًا؛ ففي 4 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام عينه، قامت مجموعة من الطلاب الإيرانيين باقتحام السفارة الأميركية في طهران، واحتجزت أكثر من 60 رهينة أميركية، ما أدخل البلدين في أزمة دبلوماسية عميقة استمرت 444 يومًا.

كيف بدأت أزمة الرهائن بين إيران وأميركا؟

اعتبرت مجموعة الطلاب، التي أعلنت أنها قامت بخطوتها من دون إيعاز من الخميني، أن احتجاز الرهائن سببه استقبال الولايات المتحدة للشاه المخلوع محمد رضا بهلوي.

ومع مرور الأيام، أعرب الزعيم الإيراني الجديد عن دعمه للتحرك الموجه ضد الرئيس الأميركي آنذاك جيمي كارتر، مطلقًا لقب "وكر الجواسيس" على سفارة واشنطن السابقة، بعد الوثائق السرية التي وجدتها السلطات في السفارة.

اقتحم عدد من الطلاب مبنى السفارة الأميركية في طهران دون إيعاز من الخميني - غيتي
اقتحم عدد من الطلاب مبنى السفارة الأميركية في طهران دون إيعاز من الخميني - غيتي

وبعد فترة وجيزة، أطلق سراح بعض هؤلاء الرهائن، وتحديدًا 13 امرأة وعدد من الأشخاص من أصل إفريقي، حيث اعتبر الخميني أن "هذه الفئة من الناس، ذوي البشرة السوداء، هم أكثر المعرّضين للاضطهاد الأميركي". وبعد أشهر، أطلق سراح شخص إضافي لأسباب صحية.

ولم يكن للمناورات الدبلوماسية الأميركية تأثير واضح على موقف الخميني المعادي لأميركا، ولا حتى العقوبات الاقتصادية مثل مصادرة الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة أتت بثمارها.

في المقابل، حاول الخميني الضغط إعلاميًا ونفسيًا على الجانب الأميركي، حيث عُرضت الصور والفيديوهات للرهائن معصوبي الأعين، وممنوعين من الحديث والتكلم مع أحد.

عملية مخلب النسر والانتخابات الأميركية

سرعان ما أصبحت جهود الرئيس كارتر لإنهاء أزمة الرهائن إحدى أولوياته القصوى.

وفي أبريل/ نيسان 1980، وبعد أن شعر بالإحباط من الوتيرة البطيئة للدبلوماسية، وعلى الرغم من اعتراضات العديد من مستشاريه، قرر كارتر إطلاق مهمة عسكرية لإنقاذهم، عُرفت باسم عملية مخلب النسر.

كان من المفترض أن تصل مجموعة من وحدات الكوماندوس الأميركية على متن مروحيات إلى مجمع السفارة في طهران. لكن عاصفة رملية في صحراء طبس، تسببت بتحطم عدد من المروحيات، فأحبطت العملية وتوفي 8 جنود أميركيين.

كانت التغطية الإعلامية المستمرة لأزمة الرهائن في الولايات المتحدة بمثابة خطوة محبطة للمعنويات في السباق الرئاسي عام 1980. فعدم قدرة الرئيس كارتر على حل المشكلة جعله يبدو كزعيم ضعيف وغير فعال.

نشرت صور للرهائن معصوبي الأعين داخل السفارة - غيتي
نشرت صور للرهائن معصوبي الأعين داخل السفارة - غيتي

في المقابل، استغل المرشح الجمهوري حاكم كاليفورنيا السابق رونالد ريغان، صعوبات كارتر. وانتشرت شائعات مفادها أن طاقم حملة ريغان تفاوض مع الإيرانيين للتأكد من عدم إطلاق سراح الرهائن قبل الانتخابات.

وفي يوم الانتخابات، بعد عام واحد ويومين من بدء أزمة الرهائن، هزم ريغان كارتر بأغلبية ساحقة.

وفي 20 يناير/ كانون الثاني 1981، وبعد ساعات قليلة من إلقاء رونالد ريغان خطاب تنصيبه، تم إطلاق سراح الرهائن، وعادوا إلى الولايات المتحدة.

ومن حينها، أغلقت السفارة الأميركية أبوابها في الجمهورية الإسلامية، وزادت العقوبات الغربية على طهران.

ذكريات من داخل السفارة

وتعقيبًا على هذه الحادثة، شرح مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون لمبرت، في حديث سابق لبرنامج "وفي رواية أخرى" على "العربي"، تفاصيل الأيام التي عاشوها داخل السفارة.

وفي سلسلة حلقات وثائقية، روى لمبرت، الذي كان واحدًا من الرهائن، خلفيات الحادثة وتبعاتها، حيث أشار إلى أن الطلاب عند دخولهم إلى السفارة، كانت خطتهم تقتصر على البقاء لساعات وإلقاء بيان فيها، قبل مغادرتها.

لكنه لفت إلى أن مشكلة السياسة أنه لا يمكنك التحكم بمسار الأمور، موضحًا أن هذه الساعات تحوّلت إلى 444 يومًا.

وقال: "كان يرافقنا دائمًا في السفارة عناصر من مشاة البحرية الأميركية، وعند اقتحام المبنى، أتت الأوامر من واشنطن بمنع إطلاق النار على المتظاهرين".

وأضاف: "لو لم يكن عناصر الحراسة بالانضباط المطلوب، ولو أطلقوا رصاصة واحدة، لكنّا متنا جميعًا في حينها".

أطلق سراح الرهائن بعد ساعات من وصول الرئيس رونالد ريغان إلى البيت الأبيض - غيتي
أطلق سراح الرهائن بعد ساعات من وصول الرئيس رونالد ريغان إلى البيت الأبيض - غيتي

وعن طريقة تعامل المحتجين معه، أوضح لمبرت أن الطلاب كانوا شديدي الريبة تجاهه بسبب تحدّثه اللغة الفارسية بطلاقة، واتهموه بأنه عميل، قبل أن يتم تحويله إلى السجن الانفرادي.

وتحدّث عن زيارة المرشد علي خامنئي، الذي كان يومها مسؤولًا في النظام، إلى السفارة الأميركية، مشيرًا إلى أنه قال له: "لقد أسأتم إلى مبادئ الفرس بسبب الإهانة التي تعرضنا لها في بلدكم ونحن ضيوف هنا".


المزيد عن أزمة الرهائن بين إيران وأميركا، كما رواها أحد "أبطالها"، جون لمبرت، في سلسلة الحلقات المرفقة من أرشيف برنامج "وفي رواية أخرى".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close