ندد السفير الفرنسي لدى أستراليا بإعلان الحكومة الأسترالية عن رسالة نصية خاصة من إيمانويل ماكرون ووصفها بأنها "مستوى دنيء جديد غير مسبوق"، معتبرًا أن قادة العالم الآخرين سيقلقون الآن من أن كلماتهم قد تكون "سلاحًا" ضدهم.
وقال السفير الفرنسي جان بيير تيبو، اليوم الأربعاء: إن كانبيرا تصرفت "بخداع" عندما ألغت فجأة عقدًا بمليارات الدولارات مع باريس لبناء أسطول من الغواصات.
وأضاف لوسائل الإعلام في كانبيرا: "الخداع كان متعمدًا، ولأن الأمر أكثر من مجرد توفير غواصات، إذ كان اتفاقًا مشتركًا بشأن السيادة وشمل نقل بيانات سرية للغاية، فإن الطريقة التي تم التعامل بها كانت طعنة في الظهر".
وألغت أستراليا شهر سبتمبر/ أيلول الماضي اتفاقًا مع مجموعة "نافال" الفرنسية لصنع غواصات تقليدية، واختارت بدلًا من ذلك بناء 12 غواصة تعمل بالطاقة النووية في اتفاق مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
LIVE NOW: French Ambassador Jean-Pierre Thebault addresses the #NPC, speaking on the France-Australia relationship. Live now on ABC TV and iview. pic.twitter.com/dDgwtmsnZR
— National Press Club (@PressClubAust) November 3, 2021
وسبّب القرار خلافًا كبيرًا بين البلدين استدعت على إثره فرنسا سفيريها من أستراليا والولايات المتحدة. وعاد تيبو إلى كانبيرا الشهر الماضي، وكان حديثه اليوم الأربعاء المرة الأولى التي يتناول فيها علنًا العلاقات الثنائية.
وقال تيبو: "هذه الأمور لا تحدث بين الشركاء ولا حتى بين الأصدقاء". وتساءل عما إذا كان أي شريك آخر يمكنه الآن الوثوق "بقيمة توقيع أستراليا والتزامها".
في المقابل، صرّح رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، للصحافيين في دبي اليوم الأربعاء بأنه "لن يقدم أي اعتذار أبدًا" لإلغاء العقد الفرنسي لتسليم الغواصات التي "لن تقوم بالمهمة التي كانت أستراليا بحاجة للقيام بها"، وفق ما نقلت "الغارديان".
وينبع الخلاف بين أستراليا وفرنسا من اتهام ماكرون بأن موريسون أخفى الحقيقة بشأن خططه مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية كبديل للمشروع الفرنسي البالغة قيمته 90 مليار دولار.
فقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد الفائت بأن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون "كذب عليه" بشأن نوايا كانبيرا.
أما موريسون فنفى هذا الزعم، وقال: إنه سبق وأوضح لماكرون أن الغواصات التقليدية لم تعد تلبي احتياجات أستراليا.
وأفادت عدة وسائل إعلام أسترالية بعد ذلك أن الرئيس الفرنسي أرسل رسالة نصية إلى رئيس الوزراء الأسترالي قبل يومين من إعلان Aukus في منتصف سبتمبر ليسأله: "هل أتوقع أخبارًا جيدة أو سيئة لطموحاتنا المشتركة في الغواصات؟".
فعلّق السفير الفرنسي لنادي الصحافة الوطني في كانبرا إن تسريب الرسالة النصية لن يساعد في بناء الثقة لإصلاح العلاقة.
في إطار الرد على اتهامات #باريس.. وسائل إعلام أسترالية تنشر رسائل متبادلة بين ماكرون وسكوت موريسون#فرنسا #أسترالياhttps://t.co/2fKSO9y0ca
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 2, 2021
وتحدّث موريسون وماكرون الأسبوع الماضي، وسعى الزعيم الأسترالي إلى مصافحة الرئيس الفرنسي علنًا في قمة مجموعة العشرين في روما مطلع الأسبوع.
كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الفائت: إن طريقة التعامل مع الاتفاق الجديد كانت "خرقاء". وأضاف أنه كان يعتقد بأن فرنسا قد أُبلغت بإلغاء العقد قبل الإعلان عن الاتفاق الثلاثي.
#بايدن و #ماكرون جنبا إلى جنب في أول لقاء يجمعهما بعد أزمة صفقة الغواصات الأسترالية pic.twitter.com/3d5PdmsaPp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 29, 2021