الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

أزمة تربوية في تونس.. انقطاع أكثر من 100 ألف طالب عن التعليم الحكومي

أزمة تربوية في تونس.. انقطاع أكثر من 100 ألف طالب عن التعليم الحكومي

Changed

فقرة ضمن "صباح جديد" تناقش تفاقم ظاهرة الانقطاع عن الدراسة في تونس (الصورة: غيتي)
تشهد تونس هجرة إلى المدارس الخاصة عمّقت أزمة التعليم الرسمي الذي يعاني من تراجع جودته ما أدى لرفع معدلات الانقطاع المدرسي.

انطلق العام الدراسي الجديد في تونس بحضور أكثر من مليوني تلميذ في مختلف المستويات التعليمية.

ويأتي ذلك بينما تشهد المؤسسات التربوية الحكومية هجرة نحو المدارس الخاصة وانقطاعًا عن التعليم بلغ مستويات قياسية. 

نوفل الماجري ابن الـ16 عامًا ترك مقاعد الدراسة مبكرًا ولم يواصل تعليمه بل اختار حرفة صناعة الألمنيوم عوضًا عن الدراسة، ولم يأت قراره بسبب ظروف اجتماعية وإنما "بسبب خيارات شخصية ومستقبلية" كما يقول. 

انقطاع 110 آلاف طالب عن التعليم الرسمي

لا يعد نوفل حالة معزولة، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى انقطاع 110 آلاف طالب العام الماضي عن التعليم الحكومي، يذهب 70% منهم إلى المدارس الخاصة، حيث يجد أولياء الأمور جودة عالية وظروفًا أكثر ملاءمة لأبنائهم في المستوى التعليمي والإحاطة النفسية. 

ويقول حمد العقربي، وهو مدير تنفيذي بمؤسسة تعليمية خاصة: "التربية هي رقم واحد بالنسبة لنا والتلميذ يحاط من مختصين أخلاقيًا وأدبيًا فيكوّن شخصية متوازنة بين المستوى العلمي والأدبي". 

تدني مستوى التعليم الحكومي

وتسجّل البلاد أرقاما مفزعة عن ظاهرة انقطاع الأطفال عن المدارس، ولا يتردد وزير التربية التونسي فتحي السلاوتي في التحذير من خطورتها، لكنه يعزوها إلى تراجع جاذبية التعليم العمومي. وقال: "يغادر 100 تلميذ المدرسة كل يوم ولا يعودون إلى التعليم الرسمي أو الخاص من جديد".

ولم تنجح جهود السلطات خلال السنوات الأخيرة في إصلاح المنظومة التعليمية ما أدى إلى تدني مستوى التعليم العمومي وتراجع الثقة به، ليتعطّل بذلك ما كان يوصف بالمصعد الاجتماعي.

مدرسة "الفرصة الثانية"

من جهته، يوضح الباحث في علم التربية كمال الحجام أن التعليم الحكومي والخاص في تونس يخضع لإشراف وزارة التربية، لافتًا إلى أن المدارس الرسمية تعاني وضعًا حرجًا منذ سنوات عدة رغم محاولات الوزارة لدعمها. 

ولفت الحجام في حديث إلى "العربي" من تونس إلى أن وزارة التربية حاولت التصدي لظاهرة الانقطاع عن التعليم، حيث أنشأت مدرسة "الفرصة الثانية" التي بدأت من خلال نموذج أول في العاصمة تونس وهو محل دراسة. وهي تستعيد عددًا كبيرًا من الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة لأسباب متعددة وتوفر لهم العناية النفسية والمتابعة الاجتماعية. 

كما اعتبر الحجام أن اعتماد وزارة التربية المعرّف الوحيد للتلميذ، وهو مدخل للمنظومة التربوية والتكوينية للفرد في سن الدراسة سيمكنها من متابعة كل تلميذ. 

وأرجع الحجام تراجع أداء المدارس الحكومية لسببين؛ أولهما تدني مستوى الحياة المدرسية إضافة إلى التغييرات الخارجية التي طرأت على التعليم على المستوى العالمي. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close