الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

أزمة تغيّر المناخ.. هل استعدت دول الخليج للانتقال إلى الطاقة النظيفة؟

أزمة تغيّر المناخ.. هل استعدت دول الخليج للانتقال إلى الطاقة النظيفة؟

Changed

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على سياسات دول الخليج بالانتقال إلى الطاقة المتجددة (الصورة: رويترز)
يرى خبراء في مجال الطاقة أن التحدي الأكبر للبلدان الخليجية يتجلى في تطوير طاقات بديلة في إطار تعهدات دول المنطقة بخفض الانبعاثات الغازية.

خلال العقدين الماضيين، كان هناك توافق متزايد في ما يتعلق بالتغيّر المناخي، حيث خلصت التقارير الدولية والأممية إلى أن حرب الوقود الأحفوري تشكل أحد الأسباب الرئيسية للاحتباس الحراري.

في المقابل، ترى الدول المنتجة للنفط أن الأسباب تتحملها أيضًا الدول المستخدمة لهذا الوقود بصورة خاطئة ودون مراعاة الشروط البيئية.

وتروّج دول عدة، من بينها أوروبا والولايات المتحدة، أن الحل الأمثل هو في التحول إلى الطاقة النظيفة، أي الطاقات الشمسية والنووية وقوة الرياح.

التكيف مع الواقع الجديد

تواجه دول الخليج بوصفها مركزًا لإنتاج النفط والغاز، تحدي التكيّف مع مشهد متغيّر في مجال الطاقة، حيث تقف في منعرج بسبب توقعات انخفاض الإقبال على الوقود الأحفوري، في إطار الدعوات لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

ويرى خبراء في مجال الطاقة أن التحدي الأكبر للبلدان الخليجية يتجلى في تطوير طاقات بديلة في إطار تعهدات دول المنطقة بخفض الانبعاثات الغازية.

لذلك، تسعى هذه الدول إلى التكيف عبر إطلاق سلسلة مشاريع نوعية، في إطار الانتقال نحو الطاقات النظيفة، وزيادة حجم الاستثمارات في الطاقة الشمسية، وفق إحصاءات منظمة "غلوبال إنرجي مونيتور".

وتمثّل تقنيات الطاقة المتجددة بالنسبة لدول الخليج فرصة مواتية لمجابهة أي اختلال في سوق الطاقة العالمي، وتنويع اقتصاداتها بعيدًا عن الاعتماد الكبير على الهيدروكاربونات.

تنويع مصادر الطاقة

وتطالب دول الخليج باستخدام تقنيات احتجاز الكربون بدل التخلص التدريجي السريع من الوقود الأحفوري، محذرة من أن الانتقال السريع في مجال الطاقة، من شأنه أن يترك الفقراء حول العالم دون إمكانية الوصول إلى الطاقة.

وأطلقت دول الخليج مشاريع غير مسبوقة في الطاقات البديلة، وفي مقدمتها قطر، التي تتجه نحو إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في إطار خطة تنويع مصادر الطاقة.

وتمتلك دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 30% من احتياطيات النفط في العالم، فضلًا عن أكثر من 20% من إجمالي احتياطات الغاز الطبيعي.

ويبدو الانتقال السلس إلى الطاقة النظيفة صعبًا في الفترة الحالية بحسب الخبراء، وذلك بسبب عدم وجود آلية يمكن للعالم أن يتفادى من خلالها حصول اضطرابات اقتصادية وتجارية كبرى أثناء إعادة بناء أنظمة الطاقة العالمية.

تناقض أميركي

في هذا السياق، يشدد أستاذ شؤون الأمن القومي في جامعة الدفاع الوطني الأميركية جودت بهجت على أن "الاحتباس الحراري يؤثر على جميع دول العالم".

ويلفت بهجت، في حديث إلى "العربي"، إلى أن "تبعات التغير المناخي باتت واضحة، وفي دول الخليج، يتمثل ذلك في الفيضانات والظواهر الطبيعية المتطرفة".

ويؤكد الأستاذ الجامعي أن "الدول الصناعية تتحمل جزءًا من المسؤولية بعد أن كانت أحد أسباب تلوث الهواء عالميًا".

ويقول: "الولايات المتحدة وأوروبا أرادتا الاندفاع إلى الطاقة المتجددة، لكن الحرب الأوكرانية أكدت أن هذا الأمر غير جاهز بعد".

ويضيف: "العالم بحاجة إلى مزيد من الغاز والنفط، لذلك ذهب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرياض وطالب بزيادة إنتاج النفط".

ويرى بهجت أن "سياسة واشنطن تظهر تناقضًا واضحًا، حيث تدعو إلى فرض قيود على إنتاج النفط والغاز، وفي الوقت عينه تطالب دول الخليج بزيادة إنتاجها".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close