أزمة جديدة تهدد العالم.. الجفاف يفاقم مشكلات السفن في قناة بنما

تهدد أزمة لوجستية جديدة العالم، وهذه المرة لم تتسبب بها كورونا وإنما الجفاف الذي عم أركان المعمورة، وأفضى إلى انخفاض منسوب المياه في قناة بنما التي تمر عبرها سفن تمثل 3,5% من حجم التجارة الدولية.

وتسبب الجفاف في انحسار منسوب بحيرة غاتون المسؤولة عن تغذية مياه القناة التي تربط المحيطين الهادئ والأطلسي إلى أدنى مستوى في 4 سنوات، فاضطرت بنما إلى تغيير قواعد اللعبة، وخفض عدد السفن التي تعبرها يومًيا بواقع 16% وصولًا إلى 32 باخرة فقط، وبحمولات أقل من المعتاد أيضًا.

ولم يتسبب هذا الواقع الجديد في إبطاء التجارة العالمية فحسب، وإنما أيضًا في ارتفاع تكلفة الشحن بسبب تكدس السفن التي تنتظر دورها في العبور، وهو الأمر الذي أجج المخاوف من إمكانية تلف السلع والبضائع التي تحملها على ظهرها.

وبحسب مزود البيانات "إكس نيتا"، فقد ارتفع متوسط تكلفة شحن الحاوية ذات الأربعين قدمًا والمنتقلة من الصين إلى السواحل الأميركية بواقع 36% وصولًا إلى 2400 دولار، ما ينذر بعودة التضخم من جديد، وهو الداء الذي حاولت البنوك المركزية علاجه بدواء أسعار الفائدة.

ولم تعد فترة اصطفاف ناقلات الغاز الطبيعي التي تريد عبور القناة البالغ طولها 80 كيلومترًا، كما كان متعارفًا عليه، إذ إن عليها الانتظار 18 يومًا بدلًا من 8، وهو ما يعني تكاليف إضافية على صعد التأمين وإعاشة الطواقم العاملة على متنها.

إلى ذلك، منحت أزمة قناة بنما قبلة الحياة لقطاع الشحن البحري، الذي تهاوت أسعار خدماته طيلة أشهر، تخللها العثور على حلول لمشكلات سلاسل التوريد، قبل أن تستأنف صعودها، لتنذر المستهلك بأن عليه قريبًا شراء سلعه بأثمان أعلى من السابق.