الجمعة 29 مارس / مارس 2024

أزمة سد النهضة إلى الواجهة من جديد.. هل انتهت سبل الحوار مع إثيوبيا؟

أزمة سد النهضة إلى الواجهة من جديد.. هل انتهت سبل الحوار مع إثيوبيا؟

Changed

فقرة ضمن برنامج "بتوقيت مصر" تسلط الضوء على تصاعد الخلافات من جديد حول سد النهضة (الصورة: فيسبوك)
كررت مصر مطالبتها بالتوصل إلى حل ملزم في ملف سد النهضة مع تصاعد الجدل بعد قرار إثيوبيا البدء بالملء الرابع ما دفع القاهرة لاتهامها بانتهاك القانون الدولي.

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، على ضرورة الوصول إلى حل قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها بلاده منذ سنوات من أجل إيجاد مخرج لأزمة السد. 

وعادت أزمة سد النهضة، إلى الواجهة من جديد، بعد هدوء دام أشهرًا، لتدخل عامها الثالث عشر من دون التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق مصر والسودان، حيث تقترب إثيوبيا من الملء الرابع للسد في الصيف المقبل، بقرار أحادي من دون تشاور مع دولتي المصب على نهر النيل المقام عليه السد.

"قنبلة مائية"

وفي هذا الإطار، اعتبر نائب مدير مركز الأهرام للدراسات، عمرو ربيع هاشم، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أنه منذ الملء الأول في يوليو/ تموز 2020 بسعة 5 مليارات متر مكعب، بات سد النهضة "قنبلة مائية" وباتت الخيارات أمام مصر مقيدة تمامًا، موضحًا أن الكمية ستصل إلى 30 مليار متر مكعب مع الملء المقرر تنفيذه صيفًًا. 

وأعادت الخطوة الإثيوبية الجدل حول الملف من جديد، بين القاهرة وأديس أبابا، خصوصًا بعد اتهام وزير الخارجية المصرية سامح شكري إثيوبيا يوم الخميس، بانتهاك القانون الدولي، وعدم التزامها ببيان مجلس الأمن لعام 2021. 

وسبق أن اعتمد مجلس الأمن الدولي بيانًا رئاسيًا بالإجماع (15 دولة)، في سبتمبر/ أيلول 2021، يشجّع أطراف الأزمة على استئناف المفاوضات بدعوة من رئيس الاتحاد الإفريقي للانتهاء من نص اتفاق ملزم ومقبول، بشأن ملء وتشغيل السد خلال فترة زمنية معقولة.

"جمود وميوعة"

ورأى هاشم أن دور مجلس الأمن انتهى بمجرد تحويل الملف إلى الاتحاد الإفريقي، الذي بذل بدوره جهدًا كبيرًا من دون التوصل إلى حل، بالإضافة إلى توقف الدور الأميركي الحقيقي في الوساطة بعد حقبة الرئيس دونالد ترمب، معتبرًا أن جهود الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن تتسم بـ"الميوعة"، وفق هاشم. 

وعقب مباحثات مع رئيسة وزراء الدنمارك ميتا فريدريكسن، تناولت التعاون الثنائي وأزمة سد النهضة، قال الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي مشترك: "وجدت توافقًا وتفهمًا من رئيسة وزراء الدنمارك، بشأن أهمية الوصول إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن ملء وتشغيل السد، ومصر ليس لديها فرصة لتحمل أي نقص من المياه في أي وقت من الأوقات".

"ورقة الكهرباء"

وعادة ما تطالب مصر إثيوبيا بتنسيق فني وقانوني حول الملء والتشغيل لسدها بشكل يضمن استمرار تدفق حصتها السنوية (55.5 مليار متر مكعب) من نهر النيل، والحصول على بيانات المياه، ولا سيما في أوقات الجفاف، للحيلولة دون وقوع أزمات.

من جهته قال سفير إثيوبيا لدى قطر، فيصل علي إبراهيم، في حديث إلى "العربي" إنه عندما يتعلق الأمر بتقاسم الموارد الطبيعية، فإن بلاده حريصة في الماضي كما في الحاضر على الحوار المباشر في ملف السد. 

ورأى هاشم أن الموقف الإثيوبي الداخلي يتسم بالتماسك، خصوصًا بعد الاتفاق الأخير مع إقليم تيغراي، في فبراير/ شباط العام الماضي، مقابل تماسك مصري في الموقف تجاه تصدير أديس أبابا للكهرباء، كون ذلك غير ممكن إلا عن طريق مصر، وهنا تأتي الحلقة الأساسية، كون القاهرة هي مفتاح تصدير الكهرباء الإثيوبية. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close