الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

أزمة سياسية في باكستان.. ماذا بعد الإطاحة بعمران خان من رئاسة الحكومة؟

أزمة سياسية في باكستان.. ماذا بعد الإطاحة بعمران خان من رئاسة الحكومة؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تلقي الضوء على الأزمة السياسية التي تعصف بباكستان (الصورة: غيتي)
يعلل المعارضون نجاحهم في سحب الثقة من خان، بأنه فشل في إدارة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.

نجحت المعارضة الباكستانية، بعد توحدها، في الإطاحة برئيس الحكومة عمران خان، ما أدخل البلاد في أزمة سياسية جديدة.

هذه المعارضة، التي تتألف من تحالف هش بين حزب الشعب والرابطة الإسلامية، تسلحت بتبرّم الشارع من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

إلا أن خان لم يستسلم لقرار البرلمان، إذ دعا أنصاره للاعتصام في الشوارع، معتبرًا أن ما حصل هو نتيجة مؤامرة خارجية.

بين المؤامرة والأزمات الداخلية

لم ينجح عمران خان، كما حصل مع أسلافه، في أن يكمل ولايته الممتدة لـ5 سنوات، إذ تمت الإطاحة به قبل سنة من انتهاء فترة رئاسته للحكومة.

ويعلل المعارضون نجاحهم في سحب الثقة من خان، بأنه فشل في إدارة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.

وأمام الواقع الجديد، ستواجه الحكومة المقبلة، بغض النظر عمن سيكون رئيسها، أزمات اقتصادية ومشكلة ديون وتضخم، إضافة لتصاعد الحركات المتشددة بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، وسط علاقات خارجية متذبذبة.

وكما ورث عمران خان الأزمات من أسلافه، سيكون رئيس الحكومة المستقبلي أيضًا خليفة للأزمات عينها، دون وجود أي حلول في الأفق.

الفساد المستشري

في هذا السياق، يرى مدير مركز إسلام آباد للدراسات السياسية عبد الكريم شاه أن "وجهة نظر عمران خان أن ما أطاح به هو مؤامرة خارجية استغلت الأوضاع الصعبة في البلاد".

ويلفت شاه، في حديث إلى "العربي" من إسلام أباد، إلى أن "هذه المؤامرة، وفق خان، تواطأت معها أحزاب باكستانية، رغم أنها تعاقبت على السلطة على مدى الـ30 عامًا الماضية".

ويشير شاه إلى أن "خان يتمتع بشعبية كبيرة في باكستان، كما أنه غير متهم بأي قضية فساد، وهو أراد بكل إخلاص أن يحل المشاكل المعيشية في البلاد".

ويقول: "حاول عمران خان تقديم أدلة على فساد بعض الشخصيات، لكنه لم ينجح في تقديمهم إلى القضاء بسبب طبيعة الحياة السياسية في البلاد".

تراكم الأزمات

من جهته، يعتبر الكاتب الصحافي مطيع عبد الرحمن صغير أن "حزب عمران خان لم يتمكن من إدارة الملف الاقتصادي في البلاد، ما تسبب بتذمر شعبي وضغط على المعارضة لإزاحته من منصبه".

ويلفت صغير، في حديث إلى "العربي" من إسلام أباد، إلى أن أحزاب السلطة تذرعت بالضغوط الداخلية لتتمكن من سحب الثقة منه.

ويقول: "بقي عمران خان في السلطة لمدة 4 سنوات إلا أنه لم ينجز أي شيء خلال هذه الفترة".

ويضيف: "لا شك أن هناك تراكمات أدت إلى الأزمات الاقتصادية، إضافة لوباء كورونا وأزمة الطاقة العالمية، لكنه لم يتمكن من حل أي معضلة في باكستان".

أرضية خصبة

بدوره، يرى الكاتب السياسي محمد العقاد أن "عمران خان عارض الولايات المتحدة أكثر من مرة، خصوصًا في التعامل مع الملف الأفغاني وما بعد الانسحاب الأميركي من كابل".

ويشير العقاد، في حديث إلى "العربي" من إسلام آباد، إلى أن "سياسات عمران خان الداخلية أوجدت مبررات للمعارضة للخروج في تظاهرات ضده".

ويقول: "استمرت التظاهرات أكثر من مرة على مدى السنوات الماضية ضد خان، ما تسبب بضغط على حكومته".

ويضيف: "الأرضية كانت خصبة للإطاحة بعمران خان، كما أنها ساعدت في حصول تدخلات خارجية في حال كان خان صادقًا في هذا الموضوع".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close