حذرت بلدية غزة اليوم الأحد، من أزمة مياه حادة قد تؤدي إلى حالة عطش كبيرة في المدينة نتيجة استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود، وتهديدها بوقف خط مياه يغذي المدينة بنحو 70% من احتياجاتها اليومية.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار مطلع مارس/ آذار الجاري، أغلقت إسرائيل مجددًا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.
وأدى إغلاق المعابر وقرار إسرائيل بقطع الكهرباء عن قطاع غزة إلى توقف محطات المياه والصرف الصحي عن العمل، مما زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية.
وكان مسؤولون إسرائيليون قد هددوا أكثر من مرة بقطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة للضغط على حركة حماس.
تحذيرات من أزمة عطش كبرى
وقالت بلدية غزة في بيان: إن "خط مكروت يغذي المدينة بنحو 70%، وفي حال توقف وصول المياه من هذا الخط قد يؤدي لحالة عطش كبيرة في المدينة ويهدد الحياة الإنسانية فيها ويؤدي إلى تدهور الصحة العامة وانتشار الأمراض".
وتُعَدُّ شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت" أحد المصادر الرئيسية التي تغذي قطاع غزة بالمياه، ويخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، مما يجعله أداة ضغط على القطاع.
وفي 4 مارس الجاري، قال عومري دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة غير مستبعد "باعتباره وسيلة للضغط على حركة حماس".
وفي 9 مارس الجاري، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء "فورًا".
وفي سياق متصل، أكدت بلدية غزة أن استمرار منع دخول مصادر الطاقة والوقود اللازمة لتشغيل المرافق الأساسية قد يؤدي إلى شلل كبير في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية والصحية في المدينة.
ودعت البلدية المنظمات الأممية إلى التدخل العاجل و"الضغط على الاحتلال لاحترام القوانين والمواثيق الدولية، وتوفير مصادر الطاقة والمياه دون أي عوائق"، وفق البيان.
والأربعاء، أشار اتحاد بلديات قطاع غزة في بيان، إلى الحاجة الملحة "لتوفير إمدادات كافية ودائمة من المياه والكهرباء، خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية نتيجة قطع الاحتلال الإسرائيلي للكهرباء عنها، مما يهدد حياة الفلسطينيين ويعمق الأزمات الصحية والبيئية".
يذكر أن أزمة المياه في غزة ليست وليدة اللحظة، بل تفاقمت بشكل مأساوي بعد القصف الإسرائيلي الذي دمر البنية التحتية والمرافق الأساسية خلال حرب الإبادة، ما جعل الحصول على المياه النظيفة حلمًا بعيد المنال لكثير من العائلات.
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي، يجد الفلسطينيون أنفسهم في شهر رمضان أمام موجة قاسية من العطش والجوع والفقر، في ظل حالتهم المأساوية داخل الخيام وأماكن اللجوء بعد تدمير إسرائيل منازلهم وبنيتهم التحتية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن أكثر من 160 ألف شهيد، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.