السبت 20 أبريل / أبريل 2024

أزمة متصاعدة في العراق.. كر وفر بين المتظاهرين والأمن ببغداد

أزمة متصاعدة في العراق.. كر وفر بين المتظاهرين والأمن ببغداد

Changed

مراسل "العربي" في بغداد يتحدث عن سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا في محيط مبنى مجلس النواب وإصابة ضابط و3 عناصر من الأمن (الصورة: غيتي)
دعا الحلبوسي القوى السياسية إلى الجلوس على طاولة واحدة لإيجاد مخرج للأزمة، فيما اعتبر التيار الصدري أنّ قصف المنطقة الخضراء يراد منه "الفتنة".

تعرّضت المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة العراقية بغداد للقصف بصواريخ كاتيوشا للمرة الثانية على التوالي خلال ساعات، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات واسعة النطاق ضد عقد جلسة للبرلمان العراقي الذي جدد الثقة برئيسه محمد الحلبوسي.

ويتزامن ذلك فيما دعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي القوى السياسية إلى "الجلوس على طاولة واحدة لإيجاد مخرج للأزمة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

تحذير من "الفتنة"

من جانبه، اعتبر صالح محمد العراقي المعروف بأنه "وزير" زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنّ قصف المنطقة الخضراء "يراد من خلاله إيقاع الفتنة"، مؤكدًا رفضه القاطع لاستعمال العنف والسلاح "الذي قامت به جهات مجهولة".

وقال العراقي في تدوينة على تويتر: "حسب الظاهر إن من قام بهذا العمل هو المحتل وأذنابه من الإرهاب وفلول البعث أو جهات تريد النيل من سمعة الإصلاح والمصلحين أو اتهام (الثوار) بذلك"، حسب قوله.

إصابات في صفوف قوات الأمن

وكانت خلية الإعلام الأمني قد أصدرت بيانًا يؤكد وقوع ثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا في المنطقة الخضراء وتحديدًا في محيط مجلس النواب، حيث سقط أحد الصواريخ قرب دار الضيافة، وسقطت آخر في ما يُعرف بسيطرة القدس. 

وأدّت هذه الصواريخ التي سقطت في مناطق متقاربة إلى إصابة ضابط وثلاثة عناصر من قوى الأمن بجروح مختلفة ومتفاوتة، بحسب خلية الإعلام الأمني. 

وبحسب مراسل "العربي" في بغداد تحسين طه، فقد تسببت هذه الصواريخ بأضرار بأحد المباني القريبة من موقع سقوط أحدها. وقد أكّد مصدر أمني أن القصف الصاروخي ألحق أضرار بإحدى عجلات حماية أحد النواب المشاركين في جلسة مجلس النواب. 

وقد أدانت "سرايا السلام" الموالية لزعيم التيار الصدري، القصف، وقال المسؤول العام للسرايا أبو مصطفى الحميداوي في تغريدة: "نشجب ونستنكر القصف الذي طال المنطقة الخضراء هذا اليوم، ونؤكد على حق التظاهر السلمي الذي كفله الدستور". 

كرّ وفرّ بين المتظاهرين وقوات الأمن

ونقل مراسل "العربي" أجواء الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن. وأشار إلى محاولة قوات الأمن السيطرة على ساحة التحرير بعد سيطرة المحتجين والمتظاهرين عليها، حيث بدأ تحشيد قوات مكافحة الشغب لمنع تقدم المتظاهرين الذين عمدوا إلى رشق الحجارة، وتمكنوا من التقدم فيما تراجعت قوات مكافحة الشغب. 

ثم تمكن المتظاهرون وقد قاربت أعدادهم المئات من التقدم لاختراق الحواجز الإسمنتية واستعانوا بآلات ثقيلة لإزالتها، بحسب مراسل "العربي". 

ولفت طه إلى معلومات عن ارتفاع مرتقب لأعداد المتظاهرين في الساعات القليلة. ونقلت كاميرا "العربي" مشاهد ظهر خلالها المتظاهرين يركضون ويتقدمون تجاه قوات مكافحة الشعب، التي تراجعت بدورها. 

وقد أشار مراسل "العربي" إلى أن وزارة الصحة لم تصدر أي بيانات حول الإصابات في صفوف المتظاهرين، لكنه أكّد وقوع إصابات في الرأس نتيجة تراشق الطرفين، القوات الأمنية والمتظاهرين، بالحجارة.

وتحدّث المراسل تحسين طه عن معلومات ترجّح استخدام قوات الأمن وقوات مكافحة الشغب للقنابل المسيلة للدموع ولخراطيم المياه الساخنة وذلك للسيطرة على المتظاهرين وتجنب تفاقم الوضع. 

وأوضح طه أن المتظاهرين يحشدون منذ الأمس تحت شعارات تكررت في احتجاجات عام 2019 وفي الاحتجاجات الأخيرة والتي تطالب بضرورة إنهاء المحاصصة والتوافقية داخل مجلس النواب العراقي. 

كما يدعمون مطالب حل مجلس النواب وإعادة إجراء انتخابات نيابية بإشراف الحكومة الحالية ومفوضية الانتخابات. 

ويعاني العراق انسداد سياسي منذ انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول 2021 التشريعية، حيث لم تستطع التيارات السياسية الكبرى الاتفاق على تسمية رئيس الوزراء المقبل وطريقة تعيينه.

وعقد البرلمان جلسة كانت الأخيرة  في 23 يوليو/ تموز. وتبعها بعد بضعة أيام اقتحام أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مجلس النواب قبل أن يعتصموا في حدائقه لمدة شهر.

وفي أواخر أغسطس/ آب الفائت، وقعت اشتباكات بين مناصري الصدر وعناصر من الجيش والحشد الشعبي. وأسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين من مناصري التيار الصدري، حسب وكالة "فرانس برس".

وينقسم العراق إلى فريقين الأول يتزعمه مقتدى الصدر ويطالب بحل فوري لمجلس النواب المكون من 329 نائبًا وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة بعدما سحب 73 نائبًا، أما الفريق الثاني فيتزعمه الإطار التنسيقي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران. وهو يسعى لتشكيل حكومة قبل إجراء أي انتخابات.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close