الأحد 6 أكتوبر / October 2024

أسراب المسيّرات التركية والإيرانية.. كيف ترسم خارطة حرب أوكرانيا؟

أسراب المسيّرات التركية والإيرانية.. كيف ترسم خارطة حرب أوكرانيا؟

شارك القصة

حلقة جديدة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على المسيّرات الحربية التركية والإيرانية في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
باتت الطائرات المسيّرة عاملًا حاسمًا في أي حرب، ويقال إنّ الرابح في الحرب الروسية الأوكرانية هو تجارة الصناعات العسكرية للمسيّرات، كيف ذلك؟

أصيب الحضور الدبلوماسي الإيراني لدى أوكرانيا بـ"التقليص"، حيث حرم سفير طهران لدى كييف من أوراق اعتماده وعدد أفراد طاقمه الدبلوماسي انخفض.

فأوكرانيا تعاقب طهران لدعمها روسيا بطائرات من دون طيار دليلها في ذلك العثور على أجزاء من هذه المسيّرات قرب خاركيف وأوديسا.

من جهتها، تنفي إيران وتعلق القرار الأوكراني على كتف "تقارير إعلامية غير مؤكدة"، متهمة طرفًا ثالثًا بمحاولة تدمير العلاقات بينها وبين كييف.

هذا وسببت المسيّرات الإيرانية التي تستخدمها موسكو صداعًا لأوكرانيا واستفزتها عسكريًا رغم لجوئها هي الأخرى وقبل روسيا إلى المسيّرات الأميركية والتركية لاستهداف الشاحنات والمدفعية الروسية.

مميزات المسيّرات التركية والإيرانية

وترى روسيا أنّ "الغرب يكيل بمكيالين"، فما هو مسموح لكييف ممنوع على موسكو، التي اعتمدت على الطائرات الإيرانية من دون طيار وتحاول التعويض في الثغرات بقدرة مسيّراتها التدميرية وخسائر مستودعات إنتاجها.

وتستخدم روسيا مسيّرات إيرانية قتالية من طراز "شاهد-129" و"شاهد-191" و"شاهد-136" و"مهاجر-6" وغيرها.

وهذه الطائرات بلا طيّار هي الأكثر خفة وقدرة على شن هجمات جو-أرض وتنفيذ حروب إلكترونية وضرب أهدافها بدقة وبتكلفة مالية أقل. كما أنّ هذه الطائرات المسيّرة مزودة بصواريخ موجهة بالليزر ومعدة للرصد والهجوم عن بُعد.

أمّا مسيّرة "بيرقدار" التركية التي تدعم الجيش الأوكراني، فتمتاز بخاصية الإقلاع والهبوط العمودي والطيران لـ12 ساعة متواصلة بحمولة صاروخين مضادين للدبابات.

تلعب المسيّرات دورًا حاسمًا في الحروب وباتت "الرابح" في الحرب الأوكرانية الروسية - غيتي
تلعب المسيّرات دورًا حاسمًا في الحروب وباتت "الرابح" في الحرب الأوكرانية الروسية - غيتي

حسم المعارك وتثبيت النفوذ

يقال إنّ الرابح في الحرب الروسية الأوكرانية هو تجارة الصناعات العسكرية للمسيّرات، حيث بات هذا النوع من الطائرات يشكل عاملًا حاسمًا في أيّ حرب وخط هجوم يقلل التكاليف العسكرية ويقلل الخسائر من حيث العدة والعتاد.

ودخلت المسيّرات في سماء ليبيا وسوريا واليمن وفي الحرب بين أرمينيا وأذربيجان. ووجود هذه المسيّرات لم يغير مسار المعركة فقط بل ثبت النفوذ السياسي سواء لتركيا أو إيران.

فالدولتان ورغم تعاونهما في أكثر من ملف إلا أنهما تحولتا إلى لاعبين محوريين في المنطقة وتعيدان هندسة العلاقات الإقليمية والدولية عبر أسراب مسيّراتهما ومصالحهما.

وتبدلت صورة الحروب التقليدية في حقبة جديدة ترسم فيها التقنيات العسكرية للمسيّرات مصير دول وتبني أنقرة وطهران من خلال قدرات طائراتهما مرحلة من التكافؤ العسكري والسياسي لا غنى عنها.

"ضرب" الحل السياسي

وتعليقًا على الاتهامات الأوكرانية، يرى الباحث المتخصص في الشؤون الخارجية الإيرانية حسين حائري أنه بناء على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "لا توجد أي تقارير مثبتة" بشأن استخدام طائرات مسيّرة إيرانية في أوكرانيا.

ويعتبر حائري في حديث إلى "العربي" من طهران، أن ما جرى من تخفيض للعلاقات الدبلوماسية الهدف منه "ضرب المحاولات الإيرانية للوصول إلى حل سياسي" للأزمة الأوكرانية.

ويشير إلى وجود "علاقات ثنائية حول مجالات عديدة مع الطرف الروسي" قبل اندلاع الأزمة، لافتًا إلى "إمكانية" حدوث اتفاقيات بين الطرفين لا سيّما بعد إعلان عسكريين إيرانيين عن تطلعهم لعقد صفقة لشراء طائرات سوخوي الروسية.

ويوضح أن الجهات الرسمية الإيرانية تريد إثبات بشأن الحديث عن استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية في أوكرانيا.

ويعتبر أن خفض العلاقات بين طهران وكييف والحديث عن استخدام المسيّرات يدخل في نطاق "معادلة إعلامية" سيكون "الضحية الوحيد" لها هو الشعب الأوكراني.

تعد الطائرات المسيّرة الأكثر خفة وقدرة على شن هجمات وتنفيذ حروب إلكترونية - غيتي
تعد الطائرات المسيّرة الأكثر خفة وقدرة على شن هجمات وتنفيذ حروب إلكترونية - غيتي

دور فعّال للمسيّرات التركية

من جانبه، يعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية بول جبسون أن ما تم مشاهدته منذ شهر فبراير/ شباط الماضي حينما اندلعت شرارة المعارك داخل أوكرانيا هو "حرب تقليدية باستخدام أسلحة تقليدية".

لكن جبسون يرى في حديث إلى "العربي" من لندن، أنّ القوات الأوكرانية بعد ذلك تمكنت من استخدام المسيّرات بـ"طريقة جيدة" في تلك المعارك.

ويشير إلى أنّ المسيّرات التي وفرتها أنقرة لكييف قد لعبت دورًا كبيرًا في مهاجمة الكثير من المدرعات والجنود الروس، لافتًا إلى أنّ الروس والإيرانيين قد أجروا نقاشات في يوليو/ تموز الماضي حول توفير المسيّرات الإيرانية، حسب قوله.

كما يلفت إلى إجراء تدريبات على الطائرات المسيّرة الإيرانية داخل روسيا في أغسطس/ آب الماضي، معتبرًا أنّ هناك الكثير من "الحجج والدلائل" على أن موسكو بحاجة إلى تلك المسيّرات في معاركها الدائرة في أوكرانيا.

"لا توجد حرب مسيّرات"

أمّا أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون برهان كور أوغلو فيشير إلى أنّ بداية التعامل التركي الأوكراني بشأن الطائرات المسيّرة "كان قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ولا يزال مستمرًا".

ويلفت أوغلو في حديث إلى "العربي"، من أنقرة، إلى أنّ هناك تعاون كبير بين أنقرة وكييف في هذا المجال منذ سنوات، وأنه يمثل "بعدًا إستراتيجيًا"، بناء على اتفاقية دفاعية بين البلدين.

ويبين أن تركيا قد أعلنت وجود هذه المسيّرات، "لكنها سياسيًا تعترض على استمرار الحرب". ويرى أن مساعي أنقرة لإنهاء الحرب لا تمنع من وجود المسيّرات التركية ضمن الجيش الأوكراني.

ويعتبر أنّ وجود المسيّرات الإيرانية في الحرب الدائرة بأوكرانيا "لا تشكل تهديدًا" للمسيّرات التركية باعتبار أن مسيّرات طهران تنفذ ضرباتها في البر.

ويخلص إلى "أنه لا توجد أية حرب للمسيّرات"، معللًا ذلك بوجود بعض التقارير التي تحدثت عن "خلل تقني" في مسيّرات طهران وسط شكاوى من الروس حول هذا الأمر، حسب قوله.

تابع القراءة
المصادر:
العربي