الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

أسفر عن ألف قتيل.. مناشدة أممية لانتشال ضحايا الانزلاق الأرضي بدارفور

أسفر عن ألف قتيل.. مناشدة أممية لانتشال ضحايا الانزلاق الأرضي بدارفور

شارك القصة

تسببت الأمطار الغزيرة بالكارثة التي سوّت قرية ترسين في منطقة جبل مرة بالأرض
تسببت الأمطار الغزيرة بالكارثة التي سوّت قرية ترسين في منطقة جبل مرة بالأرض - أ ف ب
الخط
أعلنت حركة تحرير السودان مصرع أكثر من ألف شخص في قرية ترسين بجبل مرة في ولاية وسط دارفور، جراء انزلاقات أرضية سببتها أمطار غزيرة.

أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها تعمل على الاستجابة لانزلاق أرضي مدمّر وقع في إقليم دارفور السوداني، وأتى على قرية جبلية بأكملها موديًا بأكثر من ألف شخص.

وتسببت الأمطار الغزيرة الأحد بالكارثة التي سوّت قرية ترسين في منطقة جبل مرة بالأرض، بحسب ما أفادت حركة "جيش تحرير السودان" التي تسيطر على المنطقة في بيان، مشيرة إلى أن شخصًا واحدًا فقط نجا.

انزلاق أرضي بدارفور يوقع مئات القتلى

وأفاد منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان لوكا ريندا في بيان أن "الأمم المتحدة وشركاءنا الإنسانيين يتحرّكون لتقديم الدعم للسكان المتضررين".

وأكد نقلًا عن مصادر على الأرض بأنه يعتقد بأن الانزلاق الأرضي أودى بحياة ما بين 300 وألف شخص.

وكانت حركة "جيش تحرير السودان" التي يقودها عبد الواحد محمد النور، تحدثت في وقت سابق عن مقتل أكثر من ألف شخص.

وذكرت المجموعة بأن "المعلومات الأولية تفيد عن موت جميع سكّان القرية ويقدّر عددهم بأكثر من ألف شخص ولم ينج من بينهم إلا شخصًا واحدًا فقط"، متحدثة عن "انزلاقات أرضية كبيرة ومدمّرة".

والناجي الوحيد من هذه الفاجعة "أصيب بكسور في رجليه ورأسه، وهو في غيبوبة"، بحسب ما أعلن لوكالة فرانس برس ابن شقيقته ويدعى فتح الرحمن علي عبد النور الذي يقيم حاليًا في أوغندا.

وناشدت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المساعدة في انتشال القتلى الذين ما زالوا مدفونين تحت الوحل والركام.

وخلال مؤتمر صحافي في نيويورك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إنّه "من الصعب تقييم الأضرار أو تأكيد العدد الدقيق للقتلى، لأنّ الوصول إلى المنطقة صعب للغاية".

ونشرت حركة "جيش تحرير السودان" صورًا على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر جزء الجبل المنهار ووحلًا كثيفًا يغطّي البلدة وسط أشجار مقتلعة.

"إسكات الأسلحة"

من جانبه، حث الاتحاد الإفريقي الأطراف السودانية على "إسكات الأسلحة" والسماح بإيصال المساعدات إلى ضحايا الانزلاق الأرضي.

وقال الاتحاد في بيان: "في هذه الظروف المؤلمة، يؤكد رئيس المفوضية التضامن الثابت للاتحاد الإفريقي مع السكان المتضررين ويدعو جميع أصحاب المصلحة السودانيين إلى إسكات الأسلحة والتوحد في تسهيل التسليم السريع والفعال للمساعدات الإنسانية الطارئة لمحتاجيها".

وفي رسالة على تلغرام نشرها الفاتيكان، أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن "حزنه العميق لدى علمه بالدمار الذي تسبب به الانزلاق الأرضي"، مشيدًا بـ"جهود الإنقاذ المتواصلة للسلطات المدنية وعناصر الطوارئ".

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان حربًا دامية بين الجيش وقوّات الدعم السريع، أغرقت البلاد في أزمة إنسانية حادّة تعتبرها الأمم المتحدة من الأسوأ في التاريخ الحديث.

وبقيت حركة "جيش تحرير السودان" التي تسيطر على عدّة مناطق من جبال مرة حيث تقع البلدة التي أتت عليها انزلاقات التربة، عمومًا بمنأى عن المعارك، حسب وكالة فرانس برس.

وجبل مرة هو سلسلة قمم بركانية تمتدّ على نحو 160 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي مدينة تحاصرها قوّات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

وتعد المنطقة عرضة لانزلاقات التربة لا سيّما خلال موسم الأمطار الذي يبلغ ذروته في أغسطس/ آب، ففي العام 2018، أودى انزلاق للتربة في بلدة مجاورة بحياة 20 شخصًا على الأقلّ.

وما زالت منظمات الإغاثة الدولية غير قادرة على الوصول إلى مناطق واسعة من دارفور، بما في ذلك منطقة الانزلاق الأرضي، بسبب تواصل القتال، وهو ما يحد من إمكانية دعم جهود الإنقاذ.

كما تأتي الكارثة في الموسم الماطر في السودان حيث تصبح الطرقات الجبلية عادة غير قابلة للاستخدام.

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب
تغطية خاصة